تشهد مؤشرات وول ستريت أداءً متبايناً اليوم الجمعة، في ظل تريّث المستثمرين بعد موجة الارتفاع التي سجلتها الأسواق خلال الأسابيع الماضية.
بحلول منتصف الجلسة، تراجع مؤشر «داو جونز» بنحو 0.1% إلى 41,305.2 نقطة، في حين واصل مؤشر «ناسداك المركّب» مكاسبه للجلسة الثالثة على التوالي، مرتفعاً بنسبة 0.2% إلى 17,941.3 نقطة.
وجاء هذا الأداء القوي للأسواق الأميركية بعد أن تمكّنت المؤشرات من تعويض كامل الخسائر التي تكبّدتها إثر إعلان إدارة ترامب عن رسوم جمركية جديدة. وقد أسهم في هذا الانتعاش تراجع التوترات التجارية وصدور مؤشرات اقتصادية بددت المخاوف من ركود اقتصادي وشيك في الولايات المتحدة.
لكن هذا الارتفاع اللافت، إلى جانب صعود العوائد على السندات، بدأ يثير تساؤلات بين المستثمرين حول مدى ملاءمة تقييمات الأسهم الحالية، وما إذا كان ينبغي خفضها.
فمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، الذي ارتفع بنسبة 3.5% خلال الشهر الماضي، يُتداول حالياً عند مضاعف ربحية يبلغ 24.3 مرة للأرباح المتوقعة، وهو ما يضعه في النطاق العلوي من متوسط تقييماته على مدى السنوات الخمس الأخيرة، ويقترب من أعلى مستوياته منذ عام 2021.
وفي ظل هذا الوضع، قد تبدأ المخاوف من ارتفاع التقييمات في دفع المستثمرين نحو الحذر، خصوصاً في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.
وقال سكوت كرونرت، الاستراتيجي في «سيتي»، إن «المخاوف بشأن التقييمات قد تعود إلى الواجهة إذا لم تتماسك الأسس الاقتصادية، وخصوصاً إذا لم تُثَبَّت تقديرات تأثير الرسوم الجمركية في النمو في الأجل القصير». وأضاف أن «غياب محفزات حقيقية قد يخلق رياحاً معاكسة أمام أي انتعاش مستدام في الأسواق».
وعلى مستوى أسبوعي، يتجه مؤشرا «داو جونز» و«ناسداك» نحو تسجيل تراجع طفيف بنحو 0.1%، ما قد يمثل أول أسبوع سلبي بعد أسبوعين متتاليين من المكاسب.
في سوق السندات، بدأت موجة ارتفاع العوائد في التراجع، فقد انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نحو مستوى 4.35%.
أما أسعار النفط، واصلت مكاسبها مدعومة بفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران، ما قد يضغط على الإمدادات العالمية. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.2% ليصل إلى 60.7 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ نهاية أبريل. وعلى مدار الأسبوع، سجّل الخام الأميركي مكاسب تتجاوز 4%.