أغلقت البورصات الأوروبية على تراجع، اليوم الثلاثاء، بعد جلسة اتسمت بالتقلب بسبب تطورات المشهد السياسي في ألمانيا، حيث انتُخب فريدريش ميرتس أخيراً مستشاراً من قبل البرلمان (البوندستاغ) بعد فشله المفاجئ في الجولة الأولى في نيل دعم الأغلبية.
ففي باريس، تراجع مؤشر «كاك 40» بنسبة 0.40% إلى 7696.92 نقطة، بينما هبط مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.46%. وعلى العكس، تمكن مؤشر «فوتسي 100» البريطاني من تسجيل ارتفاع طفيف بنسبة 0.01%. وانخفض مؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 0.41%، وتراجع «فوتسي يوروفيرست 300» بـ0.29%، كما خسر «ستوكس 600» نحو 0.23%.
وتعرضت الأسواق لهزة نتيجة فشل ميرتس، الذي قاد تحالف المحافظين «CDU/CSU» للفوز في الانتخابات، في الحصول على الأغلبية في الجولة الأولى من التصويت، ما أثار مخاوف بشأن قدرته على تنفيذ سياسة مالية توسعية تهدف إلى إنعاش أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
وكان ميرتس قد اتفق مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مارس على إنشاء صندوق بقيمة 500 مليار يورو للاستثمار في البنية التحتية، وإصلاح «قيد الديون» لدعم الإنفاق الدفاعي وتحفيز النمو الاقتصادي.
وقالت المحللة لدى «دويتشه بنك»، ماريون مولبرغر لوكالة رويترز إن انتخاب ميرتس يمثل نقطة تحول مهمة، وإن تنفيذ برنامجه خلال أول 100 يوم كفيل بتبديد المخاوف المرتبطة بصعوبة انتخابه.
ومع ذلك، ظلت التوترات التجارية العالمية، الناجمة عن الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها، تلقي بظلالها على الأسواق، إلى جانب الترقب لقرارات السياسة النقدية المرتقبة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وبنك إنجلترا.
وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إن الإدارة الأميركية قد تعلن عن اتفاقات تجارية مع عدد من أبرز شركائها هذا الأسبوع، بينما لم تبدأ بعد أي مفاوضات مع الصين. وفي اليوم السابق، أعلن ترامب نيته فرض رسوم جمركية على المنتجات الصيدلانية خلال الأسبوعين المقبلين، في خطوة تخالف تطلعات السوق إلى تهدئة تجارية.
في باريس، تراجعت أسهم «كوفاس» بنسبة 6.4% بعد تحذيرها من بيئة «شديدة التقلب» نتيجة الرسوم الجمركية الأميركية. وفي المقابل، قفز سهم «هوغو بوس» بنسبة 5.8% بعد إعلان الشركة عن نتائج فصلية فاقت التوقعات وتأكيدها لأهدافها السنوية. وفي لندن، ارتفع سهم «ديليفرو» بنسبة 1.9% بعد إعلان شركة «دورداش» الأميركية عن استحواذها على الشركة البريطانية مقابل 3.40 مليارات يورو.
عند إغلاق الأسواق الأوروبية، تراجع مؤشر «داو جونز» بنسبة 0.45%، و«ستاندرد آند بورز 500» بـ0.41%، و«ناسداك» بـ0.56%.
وتعرضت الأسواق الأميركية لضغوط جراء تصريحات ترامب حول الرسوم الجمركية على قطاع الأدوية، بالإضافة إلى نتائج متباينة من الشركات. وتراجع سهم «WK Kellogg» بنسبة 4.2% بعد خفض الشركة لتوقعاتها الخاصة بالمبيعات والأرباح لعام 2025 نتيجة تراجع الإنفاق الاستهلاكي.
أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) النهائي في منطقة اليورو استمرار النمو خلال أبريل، ولكن بوتيرة أبطأ، مع ضعف الطلب وتباطؤ قطاع الخدمات. وانخفضت أسعار المنتجين في مارس تماشياً مع التوقعات، بدعم من تراجع أسعار الطاقة.
وفي الولايات المتحدة، سجل العجز التجاري مستوى قياسياً عند 140.5 مليار دولار في مارس، نتيجة لزيادة الاستيراد قبل فرض الرسوم الجمركية.
أدت السياسة التجارية الأميركية إلى موجة بيع في الدولار، مما عزز اليورو والين والفرنك السويسري، إلى جانب بعض العملات الآسيوية. وانخفض الدولار بنسبة 0.34% أمام سلة من العملات، بينما قفز الدولار التايواني بنسبة 8% خلال جلستين، وهو أعلى مستوى منذ ثلاث سنوات. وتدخلت سلطة النقد في هونغ كونغ بشراء 7.8 مليارات دولار للحفاظ على ربط العملة.
وارتفع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.1337 دولاراً.
في المقابل، تراجع الليو الروماني بأكثر من 2%، ليتجاوز لأول مرة حاجز الـ5 ليو مقابل اليورو، بعد صعود مرشح اليمين المتطرف جورج سيميون في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
بلغ العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات 2.5330%، بزيادة 1.3 نقطة أساس، بينما تراجع العائد على السندات لأجل عامين إلى 1.7560%. أما في الولايات المتحدة، فقد سجل العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ارتفاعاً طفيفاً إلى 4.3472%، فيما انخفض العائد على السندات لأجل عامين إلى 3.7951%.
سجلت أسعار النفط انتعاشاً تقنياً بعد الهبوط الحاد يوم الاثنين، عقب إعلان «أوبك+» تسريع زيادات الإنتاج. وارتفع خام برنت بنسبة 3.93% إلى 62.60 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.31% إلى 59.59 دولاراً.