تراجعت الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء، في ظل حالة من الحذر تسود أوساط المستثمرين؛ بسبب الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية، وسط تباين بين وعود بإبرام اتفاقات وشيكة وإعلانات عن فرض رسوم جديدة.
فبحلول الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، تراجع مؤشر بورصة باريس بنسبة 0.33%، وفرانكفورت 0.65%، ولندن 0.06%، وميلانو 0.24%، بينما صعد مؤشر «SMI» في زيورخ بنسبة 0.14%. وفي «وول ستريت»، تشير العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية الرئيسة إلى افتتاح تداولات على انخفاض.
وقالت «دويتشه بنك» إن الآمال بتحسن في العلاقات التجارية فقدت زخمها، في ظل غياب أي تقدم ملموس في المفاوضات، وأوضح وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، في تصريح لشبكة «سي إن بي سي» الاثنين، أن الولايات المتحدة تلقت عروضاً تجارية «جيدة جداً» من 17 دولة، مضيفاً أن تقدماً كبيراً قد يتحقق في الأسابيع المقبلة مع الصين، التي فُرضت عليها رسوم جمركية وصلت إلى 145%.
لكن رغم استمرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التأكيد على قرب الإعلان عن اتفاقات تجارية، إلا أن الأسبوع بدأ بإعلانه عن نيته توسيع حربه التجارية لتشمل قطاع السينما، من خلال فرض ضريبة بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، بحسب المحللة إيبك أوزكارديشايا من «سويسكوت بنك»، التي قالت إن هذه التصريحات «لا تمثل اتفاقات ملموسة» تدل على تخفيف التوترات.
وفي المقابل، بدت الأسواق الآسيوية أكثر تفاؤلاً، حيث استفادت البورصات الصينية من «مؤشرات على استئناف المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم»، بحسب «دويتشه بنك».
وأغلق مؤشر «هانغ سنغ» في بورصة هونغ كونغ مرتفعاً بنسبة 0.70% بعد عطلة رسمية، كما صعد المؤشر المركب في شنغهاي بنسبة 1.13%، ومؤشر شنتشن بنسبة 1.84%. أما بورصة طوكيو، فبقيت مغلقة بسبب العطلة.
وتتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى قرارات البنوك المركزية، وعلى رأسها قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، المرتقب يوم الأربعاء بعد اجتماع يستمر يومين.
ويُتوقع أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة ضمن نطاقها الحالي بين 4.25% و4.50%، بحسب المحلل نيل ويلسون من «ساكسو ماركتس»، الذي رجح أن «يرفض الفيدرالي حالياً دعوات خفض الفائدة، لكنه قد يتبنى نهجاً أكثر مرونة مستقبلاً في ظل تباطؤ النمو». من جهته، جدّد ترامب انتقاداته لرئيس الفيدرالي جيروم باول، وقال الأحد إن «الوقت مناسب لخفض الفائدة».
وفي سوق العملات، تراجع الدولار بنسبة 0.16% أمام اليورو، مسجلاً 1.1333 دولار لليورو الواحد بحلول الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش.
سجّل سهم شركة «دورداش» الأميركية لخدمات التوصيل ارتفاعاً بنسبة 1.80% في بورصة لندن عند الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، بعدما أعلنت الشركة، في بيان مشترك، توصلها إلى اتفاق للاستحواذ على نظيرتها البريطانية «ديليفرو» مقابل 2.9 مليار جنيه إسترليني (نحو 3.4 مليار يورو).
تجدر الإشارة إلى أن «دورداش»، التي تأسست عام 2013، تنشط في أكثر من 30 دولة، وتعد الأكبر في سوق خدمات التوصيل في الولايات المتحدة.
تراجع سهم شركة «فيليبس» الهولندية للتجهيزات الطبية بنسبة 2.76% في بورصة أمستردام، بعد أن أعلنت الثلاثاء عن عودتها إلى الربحية في الربع الأول من العام الجاري، عقب خسائر في ربعين متتاليين.
إلا أن الشركة خفضت توقعاتها، مشيرة إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى خسائر تتراوح بين 250 و300 مليون يورو خلال العام.
سجّلت أسعار النفط ارتفاعاً يوم الثلاثاء، مستعيدة جزءاً من خسائرها، عقب إعلان بعض أعضاء «أوبك+» عن زيادة في الإنتاج، وقالت كاثلين بروكس إن «الارتفاع الحالي ليس مبنياً على عوامل أساسية، بل هو ارتداد تقني» بعد موجة هبوط سابقة.
وأضاف مات بريتزمان، المحلل لدى «هارغريفز لانزداون»، أن «بعض المستثمرين اعتبروا تراجع الأسعار فرصة للشراء»، لكنه شدد على أن السوق لا تزال متقلبة، وسط وفرة في المعروض ومخاوف من تباطؤ التجارة العالمية، ما قد يضغط على الطلب.