وفي غضون ذلك أظهرت بيانات يورو ستات تسجيل الإنتاج الصناعي لدول منطقة اليورو الانكماش الثالث على التوالي بعد تسجيل بيانات سلبية تفوق التوقعات.
وتنضم البيانات الحالية إلى سلسة من البيانات التي تشير إلى مدى تأثر اقتصاد منطقة اليورو بسياسة التشديد النقدي التي ينتهجها البنك المركزي.
بيد أن تلك البيانات تتزامن ومؤشرات على رسوخ التضخم في أوروبا، وهو ما دفع العديد من صانعي السياسة النقدية في المركزي الأوروبي، إلى التلويح برفع أسعار الفائدة تزامنا واستمرار معركة التضخم.
انكماش حاد
وانخفض الإنتاج الصناعي (سنويا) (يوليو) بنسبة -2.2% مقابل توقعات بانخفاض في حدود -0.3% ومقابل انخفاض فعلي بنسبة -1.1% في يونيو الماضي.
وعلى أساس شهري تحول الإنتاج الصناعي خلال يوليو إلى الانكماش بنسبة -1.1% مقابل توقعات بانكماش في حدود -0.7% ومقابل نمو بنسبة 0.4%.
وفي غضون ذلك كشفت مذكرة حديثة لدويتشه بنك أن تأثيرات السياسة النقدية من المرجح أن تنتقل بسرعة أكبر في منطقة اليورو منها في الولايات المتحدة.
وأرجع دويتشه بنك توقعاته إلى أن صافي مدفوعات الفائدة للشركات العاملة بقارة أوروبا، يرتفع بشكل حاد على عكس الانخفاض المفاجئ في الولايات المتحدة.
وأشار محللو دويتشه بنك إلى أن حوالي 70% من ديون المؤسسات التجارية داخل منطقة اليورو تعتمد على البنوك.
وأمس الثلاثاء تلقت القارة العجوز، صدمة جديدة بعدما جاءت بيانات مؤشر ZEW للتوقعات الاقتصادية الحالية لمنطقة اليورو في المنطقة السلبية، في إشارة إلى تشاؤم ثقة المستثمرين بشأن آفاق النمو الاقتصادي.
كشفت بيانات يوروستات عن انخفاض مؤشر ZEW لمعنويات الإقتصاد (أغسطس) في منطقة اليورو بأقل من التوقعات وأقل من قراءة يوليو.
وانخفض مؤشر ZEW لمعنويات الإقتصاد في منطقة اليورو (أغسطس) إلى -5.5 نقطة مقابل توقعات لانخفاض - 12 نقطة ومقابل انخفاض فعلي في يوليو عندد -12.2 نقطة.
وفي مطلع الأسبوع أشار عضو البنك المركزي الأوروبي ، كلاس نوت إلى أنه من الواضح أن المستثمرين والأسواق يراهنون على قيام المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة أثناء اجتماعه المقرر عقدُه الأسبوع المقبل.
وقال عضو البنك المركزي الأوروبي: "إن قيام المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة هو احتمال وليس يقينا".
وأوضح كلاس نوت أن تحقيق المركزي الأوروبي لهدف التضخم البالغ 2% بحلول نهاية عام 2025 يعتبر هو الحد الأدنى لمستهدفات البنك.
وقال نوت: "من المؤكد أن التباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو سيؤدي إلى ضعف الطلب، على الرغم من أن توقعات التضخم لن تختلف كثيرا عن الجولة الأخيرة بشهر يونيو".
وأشارت رئيسة البنك كريستين لاغارد، إلى أن المركزي الأوروبي إما أن يرفع الفائدة أو يثبتها في اجتماع الشهر المقبل، مستبعدة أي احتمالات لخفضها.
وتأتي تلك التوقعات مخالفة لتوقعات العديد من المحللين الذين يتوقعون أن ينهى المركزي الأوروبي سياسة رفع الفائدة في دورة التشديد النقدي الحالية الشهر المقبل.
وفي غضون ذلك أوضح عضو المركزي الأوروبي ومحافظ بنك لاتفيا، مارتينز كازاكس أن أية زيادات إضافية في أسعار الفائدة من الآن فصاعدا ستكون صغيرة.
وأشار كازاكس إلى أن المركزي الأوروبي يحتاج لرؤية التوقعات الفصلية الجديدة وبيانات قبل اتخاذ أي قرار آخر بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية.