حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من أن نصف سكان أوروبا قد يواجهون خطرًا شديدًا من درجات حرارة الطقس المرتفعة بحلول عام 2050، خاصة في الجنوب والشرق والغرب الأوروبي.
وفي تقرير صدر اليوم الثلاثاء من جنيف، أكدت المنظمة أن الحرارة المرتفعة في المدن تزيد من مستويات الإجهاد الحراري وتؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات.
كما حذرت المنظمة من موجة حر استثنائية تجتاح مساحات شاسعة من العالم، تشمل أوروبا، وأمريكا الشمالية، وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، مع تجاوز درجات الحرارة للمعدلات الطبيعية بشكل غير مسبوق.
وربط التقرير موجة الحر الحالية بتغير المناخ الناتج عن النشاط البشري، مؤكدًا أن موجات الحرارة أصبحت أكثر تكرارًا وحدةً، ما يستدعي استعدادات طارئة وتحذيرات مبكرة لحماية الأرواح، لا سيما وأن هذه الموجات تُعد "قاتلًا صامتًا" يصيب الفئات الأكثر هشاشة، مثل كبار السن ومرضى القلب والتنفس.
وشرحت المنظمة أن أوروبا تتأثر حاليًا بـمرتفع جوي قوي يحبس الهواء الساخن القادم من شمال أفريقيا، ما يؤدي إلى تفاقم شدة الحرارة.
وأشارت إلى أن يوليو يُعد عادة الشهر الأكثر حرارة في نصف الكرة الشمالي، إلا أن اللافت هذا العام كان تحطيم الأرقام القياسية في يونيو، خاصة في غرب وجنوب غرب أوروبا.
شهدت إسبانيا تسجيل حرارة بلغت 46 درجة مئوية في الجنوب، بينما سجّلت البرتغال، وإيطاليا، واليونان درجات حرارة مرتفعة مشابهة.
كما أصدرت فرنسا تنبيهات حمراء في 16 مقاطعة بسبب الخطر المباشر على الحياة، فيما فعّلت سويسرا تنبيهات صفراء في مناطق عدّة بينها جنيف.
وأكدت المنظمة أن الوقت حان لتعزيز خطط الطوارئ الوطنية وتطوير نظم الإنذار المبكر، مشددة على ضرورة أن تتكيف المجتمعات مع الواقع المناخي الجديد الذي لم يعد استثناءً، بل أصبح النموذج المتكرر.