أميركا تهادن الصين وتعاقب روسيا

تقارير
تقاريرمن اليمين إلى اليسار شي جين بينغ وجو بايدن وفلاديمير بوتين
بينما بدأت واشنطن تتخذ خطوات للتقارب مع الصين، المنافس الشرعي لقوة واشنطن الاقتصادية والعسكرية، لا تزال الإدارة الأميركية تعمق من آلام موسكو عبر إصدار عقوبات جديدة.

ويأتي التقارب الأميركي الصيني عقب زيارة تاريخية هي الأولى منذ أكثر من عام بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ والتي اتفق خلالها الرئيسان على بذل الجهد للإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة بين القطبين.

وفي المقابل، تأتي العقوبات الأميركية الجديدة مع سعي الاتحاد الأوروبي لإصدار الحزمة الثانية عشرة من العقوبات على روسيا عقب اندلاع الأزمة في أوكرانيا في فبراير 2022.

تم فرض عقوبات على 10 أفراد و20 كيانا، من بينها 11 كيانا مقرها روسيا
الخزانة الأميركية
عقوبات روسية

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة استهدفت عشرة أفراد في جولة جديدة من العقوبات بغرض احتواء النفوذ الروسي في غرب البلقان.

ووفقا لموقع وزارة الخزانة على الإنترنت، فرضت الوزارة أيضا عقوبات على 20 كيانا، من بينها 11 كيانا مقرها روسيا، تماشيا مع أوامر تنفيذية متعلقة بغرب البلقان وروسيا.

اقرأ أيضًا- كارثة الديون تؤجج احتمالات نهاية هيمنة الدولار
مواقع مختلفة

وتتمركز الكيانات الأخرى الخاضعة للعقوبات في مقدونيا الشمالية وليبيريا، كما تم استهداف ثلاث ناقلات نفط مسجلة في ليبيريا.

وقالت وزارة الخزانة: "إن العقوبات المتعلقة بغرب البلقان هي أحدث عقوبات أميركية تطال سياسيين وأفرادا آخرين ومنظمات تستهدف احتواء الجهود الروسية الرامية لمنع اندماج المنطقة في المؤسسات الدولية".

وتجمد العقوبات جميع الممتلكات والأصول الأخرى التي يمتلكها المستهدفون في الولايات المتحدة أو التي يسيطر عليها مواطنون أمريكيون، وتحظر بشكل عام على الأميركيين التعامل معهم.

ولفت وزراة الخزانة الأميركية إلى أن المشمولين بالعقوبات هم أفراد من صربيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية.

تجمد العقوبات جميع الممتلكات والأصول الأخرى التي يمتلكها المستهدفون في الولايات المتحدة
الخزانة الأميركية
محادثات تجارية

واتفقت أميركا والصين على إجراء محادثات تجارية جديدة العام المقبل، ويأتي هذا الإعلان بعد أن التقى الرئيس جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ في سان فرانسيسكو.

وأجرت وزيرة التجارة الأميركية جينا رايموندو مناقشات موازية مع نظيرها وانغ وينتاو وقالت: "خلال الاجتماع، استعرضنا التقدم الذي أحرزته مجموعة العمل بشأن قضايا التجارة واتفقنا على الاجتماع مرة أخرى وجها لوجه في مطلع عام 2024".

ومن المقرر أن يجري الجانبان مناقشات فنية في يناير حول حماية الأسرار التجارية، يأتي ذلك في وقت يخوض الاقتصادان الأكبر في العالم منافسة تجارية وجيوسياسية شرسة.

وفي الوقت ذاته، أكدت وزيرة التجارة الأميركية أن حماية الأمن القومي أمر غير قابل للتفاوض، مشددة على أن ضوابط التصدير لا تهدف إلى عرقلة النمو الاقتصادي للصين.

اقرأ أيضًا- وول ستريت ترتفع للأسبوع الثالث بفضل التضخم
تقارب صيني

وفي غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة إزالة معهد أبحاث صيني من لائحتها للعقوبات التجاريّة، في مقابل التزام بكين مكافحة تهريب الفنتانيل، وهو القرار الذي تم الاتفاق عليه إثر لقاء الرئيسين الأميركي والصيني.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: "اتضح لنا في محادثاتنا مع الصين أنّ إبقاء المعهد في هذه اللائحة يُشكّل عائقا أمام التعاون لوقف تهريب المواد الكيماويّة الضروريّة لإنتاج الفنتانيل.

وأضاف ماثيو ميلر: "قررنا في نهاية المطاف أن هذه هي الخطوة المناسبة الواجب اتخاذها في ضوء الخطوات التي ستتخذها الصين لتعقب المكونات الكيماوية".

وكانت وزارة التجارة فرضت عام 2020 عقوبات على معهد أبحاث الطبّ الشرعي هذا، التابع لوزارة الأمن العام الصينيّة، إلى جانب كيانات أخرى، لاعتبارها في ذلك الوقت أنّ المعهد متواطئ في انتهاكات لحقوق مجتمع الأويغور في الصين.

قررنا أن هذه هي الخطوة المناسبة الواجب اتخاذها في ضوء الخطوات التي ستتخذها الصين
ماثيو ميلر

ردًا على بكين

ويأتي القرار الأميركي الأخير ردًا على قرار بكين خلال قمة الرئيس شي مع نظيره الأميركي جو بايدن حيث وافق الرئيس شي جين بينغ على أن يتخذ، عددا من الإجراءات الجوهرية من أجل التقليل إلى حد كبير من إمدادات مكونات الفنتانيل التي تسبب وفاة عدد كبير من الأميركيين.

وقال ميلر: "يتعين على هذه الإدارة اتخاذ قرارات صعبة لكن عبر درس إمكانية إنقاذ حياة أميركيين، من خلال الحصول على هذا التعاون مع الصين بشأن الفنتانيل، رأينا أن من المناسب اتخاذ هذا الإجراء".

ولفت المتحدث باسم الخارجية الأميركية إلى أن واشنطن ستراقب مدى احترام الصين الالتزامات التي تعهّدت بها لنا".

عودة العلاقات

وفي مساء 14 نوفمبر، غادر الرئيس شي جين بينغ بكين على متن طائرة خاصة، بدعوة من الرئيس الأميركي بايدن للتوجه إلى سان فرانسيسكو من أجل اجتماع رئيسي الصين والولايات المتحدة.

واجتمع الرئيسان على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) ليكون اللقاء الأول منذ عام.

وكانت آخر محادثات بين شي وبايدن في نوفمبر 2022 في بالي، حينما أسقطت الولايات المتحدة ما اشتبه بأنه منطاد صيني لغرض التجسس.

اقرأ أيضًا- النفط يخسر للأسبوع الرابع على التوالي
تعليق بايدن

وقال بايدن في منشور على منصّة إكس: "أثمّن الحوار الذي أجريته اليوم مع الرئيس شي"، مضيفاً "اليوم أحرزنا تقدّماً حقيقياً".

كتب بادين مغردًا: " لقد اختتمت للتو يومًا من الاجتماعات مع الرئيس شي، وأعتقد أنها كانت من أكثر المناقشات البناءة والمثمرة التي أجريناها معاً".

وأضاف الرئيس الأميركي: "لقد بنينا التواصل على الأساس الذي تم وضعه خلال الأشهر القليلة الماضية من الدبلوماسية بين بلدينا وحققنا تقدمًا مهمًا".

تعليق بكين

وفي الوقت ذاته، أعلنت بكين أنّ الولايات المتّحدة والصين اتّفقتا خلال القمّة التي عقدها رئيساهما في كاليفورنيا على عقد محادثات حكومية حول الذكاء الاصطناعي.

وقالت وزراة الخارجية الصينيةّ: "إن الرئيسين الصيني شي جين بينغ والأميركي جو بايدن اتفقا على عقد محادثات حكومية بين الصين والولايات المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي".

وأضافت وزراة الخارجية الصينية: "اتفق الرئيسان على استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى على أساس المساواة والاحترام".

اقرأ أيضًا- أوبك+ قد تتدخل.. رغم الحرب النفط يهبط 20%

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com