بقيادة أبوظبي.. استثمارات ضخمة للصناديق السيادية بالصين
انسحبت ارتفاعات أسعار النفط على حجم الأموال المدارة من جانب صناديق الثروة السيادية في منطقة الشرق الأوسط، والتي يبدو أنها وجهت دفتها صوب شراء انخفاض الأسهم الصينية، وجاء الصندوق السيادي الذي يقوده جهاز أبوظبي للاستثمار جنبًا إلى جنب وصندوق مبادلة في صدارة الصناديق التي تسعى لاغتنام فرص النمو الواعدة في سوق الأسهم الصينية.
وتزامن ارتفاع أسعار النفط العالمية، والتي تدر عائدات ضخمة للدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط مع موجة التراجع الحاصلة في الأسواق الصينية، والتي يبدو أنها باتت وجهة للصناديق السيادية، حيث يبرز شراء انخفاض الأسهم كفرصة سانحة لاقتناء الأسهم بأقل من قيمتها الحقيقية.
توسيع الاستثمارات
ووفقًا لبيانات بحثية من شركة Orient Securities تقوم صناديق الثروة السيادية في منطقة الشرق الأوسط بتوسيع استثماراتها في الصين.
ولفت التقرير إلى أن جهاز أبوظبي للاستثمار حافظ على ملكيته في الشركات ذات الفئة A، مع تسجيل زيادات محدودة في بعض الشركات بنهاية الربع الثالث من العام الجاري.
إقرا أيضًا- النفط يدفع الثمن.. حرب تحت السيطرة وسوق بلا وجهة
9.5 مليار يوان
وبحسب بيانات Orient Securities ارتفع إجمالي حصص الأسهم التي يملكها جهاز أبوظبي للاستثمار في الشركات من الفئة A التي ظهرت ضمن أكبر عشرة مساهمين متداولين من 7.313 مليار يوان في تقرير منتصف العام إلى 9.509 مليار يوان في نهاية الربع الثالث.
ومنذ عام 2020، يواصل جهاز أبوظبي للاستثمار زيادة ممتلكاته في الأسهم الصينية، لترتفع نسبة أصول الأسهم الصينية في محفظة جهاز أبوظبي للاستثمار من 4.5% في نهاية عام 2019 إلى 22.9% في الربع الأول من عام 2023.
تواجد صيني
وأشارت شركة أبحاث أورينت سيكيورتز إلى أن تلك الزيادة دفعت بالصين من المركز الخامس إلى المركز الثالث كأثر الدول التي يستثمر فيها جهاز أبوظبي للاستثمار.
وفي يونيو، تلقت NIO ما يقرب من 1.1 مليار دولار أميركي في شكل استثمار استراتيجي من CYVN، وهي مؤسسة استثمارية في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة.
تخارج كويتي
وفي المقابل، شهدت هيئة الاستثمار الكويتية انخفاضا في ملكية أسهمها من 6.375 مليار يوان في تقرير منتصف العام إلى 4.947 مليار يوان بنهاية الربع الثالث من العام الجاري.
وفي نهاية العام الماضي 2022 بلغت قيمة ملكية هيئة الاستثمار الكويتية في الأسهم الصينية 5.732 مليار يوان بحسب بيانات أورينت سيكيورتز.
ولفت تقرير أورينت سيكيورتز إلى أن هيئة الاستثمار الكويتية تتبع استراتيجية تخارج تدريجية للاستثمارات، لافتًا إلى أن الهيئة لا تزال تبدي اهتمامًا خاصًا بقطاعي الأدوية والتكنولوجيا الحيوية ضمن سوق الأسهم من الدرجة الأولى.
اقرا أيضًا- العصى والجزرة.. أميركا تهدد الصين
11 شركة
ولفت التقرير إلى أن هيئة الاستثمار الكويتية كانت بائعاً صافياً للأسهم في الربع الثالث من هذا العام، فيما انخفض عدد الأسهم التي تمتلكها إلى 248 مليون سهم من 313 مليون سهم.
وبنهاية شهر سبتمبر، أصبحت الهيئة تمتلك حصصاً في 26 شركة مدرجة في الصين مقارنة مع 37 شركة في نهاية يونيو الماضي بحسب تقرير أورينت سيكيورتز.
السيادي السعودي
وفي مارس 2023، استحوذت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو التي يمتلكها السيادي السعودي على حصة 10% في شركة رونغشينج للبتروكيماويات مقابل 24.6 مليار يوان.
وفي 8 نوفمبر، ذكرت تقارير إعلامية أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يجري محادثات لاستثمار ما لا يقل عن 250 مليون دولار أميركي في شركة هيومن هورايزونز الصينية لصناعة السيارات الكهربائية.
وكانت وزارة الاستثمار السعودية قد أعلنت بالفعل في يونيو من هذا العام أنها وقعت اتفاقية بقيمة 5.6 مليار دولار أميركي (حوالي 40.768 مليار يوان) مع شركة هيومان هورايزونز، وسيتعاون الطرفان في تطوير وتصنيع وبيع السيارات الكهربائية.
اقرأ أيضًا- ثالوث التصنيفات.. خطوة واحدة ويضرب واشنطن
مبادلة على الطريق
وعلى غرار هيئة أبوظبي للاستثمار، بدأ صندوق ثروة سيادي آخر من الإمارات، وهو مبادلة، في تنويع استثماراته في الأسهم الصينية.
وفي عام 2021، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة، أن مبادلة تخطط لزيادة الاستثمارات في الصين والهند، بهدف مضاعفة إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة في هذين البلدين بحلول عام 2030.
وفي الوقت نفسه، ستتحول مبادلة بعيداً عن أكبر قطاعات أعمالها التقليدية (مثل الطاقة والسلع) مع زيادة الاستثمارات في التكنولوجيا والرعاية الصحية والمجالات المبتكرة.
استثمارات متنوعة
وفي مارس 2023، شاركت مبادلة وشركة إدارة الاستثمار العالمية 42XFund في قيادة جولة تمويل من الفئة "ب" بقيمة 300 مليون دولار أميركي لشركة JD Industrials، وهي شركة صينية متخصصة في تكنولوجيا سلسلة التوريد الصناعية.
وفي أبريل 2023، استثمرت مبادلة، بالتعاون مع مجموعة سي بي سي، أكبر شركة استثمار في مجال الرعاية الصحية في آسيا، مبلغ 315 مليون دولار أميركي لدعم تمويل شركة هايسن بيو، وهي شركة أدوية صينية.
ووفقاً لبيانات بحثية من شركة Orient Securities، قبل عام 2023، استثمرت مبادلة أيضاً في شركات التكنولوجيا الصينية مثل Boss Zhipin وKuaishou وZiroom.
وفي عام 2015، تم إنشاء الصندوق الصيني العربي بحجم إجمالي قدره 10 مليارات دولار أميركي، باستثمار أولي قدره 4 مليارات دولار أميركي، بتمويل مشترك من بنك التنمية الصيني، وإدارة الدولة للنقد الأجنبي، وشركة مبادلة.
الاستثمار الأول
وفي عام 2017، أعلن الصندوق الصيني العربي عن أول استثمار أجنبي له حيث شارك في جولة تمويل جديدة بقيمة 4 مليارات دولار أميركي لشركة Meituan Dianping.
وبحلول عام 2020، كانت مبادلة قد استثمرت ما يقرب من 2 مليار دولار أميركي في الصين من خلال الصندوق العربي الصيني في أكثر من 15 صناعة.
وأشارت أورينت سيكيورتز إلى أن استراتيجية الاستثمار المتبعة للصندوق الصيني العربي مرنة للغاية، مع مراعاة توزيع وتقسيم الأصول، والاستثمار في الصناعات الخاصة.