
وفي غضون ذلك تتوالى البيانات السلبية في منطقة اليورو مع تزايد المخاوف من تفاقم الأزمة بأكبر اقتصادات المنطقة، الاقتصاد الألماني، الذي سجل ركودًا فنيًا وفقًا للبيانات الرسمية، وهو ما دفع وسائل الإعلام الدولية لإعادة وصفه بأنه رجل أوروبا المريض.
وكشفت بيانات معهد ZEW عن تراجع مؤشر التوقعات الاقتصادية الحالية في ألمانيا، بأكثر من التوقعات نزولًا إلى أدنى مستوى منذ أغسطس 2020.
وانكمش مؤشر ZEW للتوقعات الاقتصادية الحالية إلى -79.4 مقابل توقعات بانكماش عند -75 ومقابل انكماش فعلي في أغسطس الماضي عند -71.3 نقطة.
وفي الوقت ذاته انكمش مؤشر ZEW لمعنويات الإقتصاد الألماني (سبتمبر) إلى -11.4 نقطة مقابل توقعات بانكماش في حدود -15 نقطة ومقابل انكماش فعلي بحوالي -12.3 نقطة.
وفي غضون ذلك انكمش استطلاع ZEW للمعنويات الاقتصادية في منطقة اليورو بأكثر من التوقعات ليسجل -8.9 نقطة.
وكانت التوقعات تشير إلى تسجيل انكماش بحوالي -6.2 نقطة بينما سجلت القراءة الفعلية في أغسطس -5.5 نقطة.
ودخل الاقتصاد الألماني في حالة يطلق عليها الخبراء "الانكماش التقني" بعد تسجيل تراجع في إجمالي الناتج المحلي للربع الثاني على التوالي، في سابقة لم تحدث منذ جائحة كورونا.
ويجري تعريف الركود عموما بأنه ربعين متتاليين من الانكماش، وهو ما حدث في ألمانيا للمرة الأولى منذ وباء كوفيد-19، الذي تسبب في تراجع إجمالي الناتج المحلي في الربعين الأول والثاني من2020.
وفي وقت سابق توقعت ذا إيكونوميست البريطانية، أن ألمانيا في طريقها لأن تصبح رجل أوروبا المريض، وذلك بسبب افتقارها إلى القدرة التنافسية وارتفاع معدلات البطالة.
وفي الأسبوع الماضي قال مؤسس معهد فلوسباخ فون شتورخ للأبحاث وكبير خبراء الاقتصاد الكلي السابق في دويتشه بنك، توماس ماير، لم يظهر الاقتصاد الألماني أي نمو في الربع الثاني من العام الجاري.
وأشار توماس ماير إلى أن ألمانيا تنافس على لقب رجل أوروبا المريض، وسواء كان الاقتصاد ينمو أو ينكمش يبدو أن الأزمة في ألمانيا باتت أكثر عمقًا.
وفي غضون ذلك لفت رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية، بيتر أدريان، إلى أن الاقتصاد الألماني سوف يسقط في ركود طويل، حيث تشهد البلاد انخفاضا في الإنتاج، ولا يتوقع ظهور بوادر انتعاش.
وفي نهاية الأسبوع الماضي أشار هانز وارنر شين الخبير في معهد البحوث الاقتصادية الألماني آيفو إلى أن بلاده عادت مجدداً لتستحوذ على لقب رجل أوروبا المريض.
وأوضح شين أن البيانات الأخيرة تشير إلى استمرار تراجع الناتج الصناعي، والذي يأتي في وقت تعاني فيه ألمانيا من ارتفاع أسعار الطاقة.
ولفت شين إلى أن الأمر لا يعد ظاهرة قصيرة الأجل، وأنه سوف يمتد إلى قطاع صناعة السيارات الذي يعد عصب الاقتصاد الألماني، والقطاعات التي ترتبط به.
وفي غضون ذلك أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي يواكيم ناغل أن الضعف الحاصل في الاقتصاد الألماني هو مرحلة مؤقتة.
وقال يواكيم ناغل: "إن ألمانيا ليست رجل أوروبا المريض، مشيرًا إلى ان هذا التشخيص الذي يردده الكثيرون بتساهل مفرط هو تشخيص خاطئ".
وتعليقًا على البيانات الأخيرة أشار ألكسندر كروغر، كبير الاقتصاديين في شركة هوك أوشاوزر لامب، إلى أنه لا تزال الغيوم السوداء تخيم على قطاع الصناعة الألماني.
ولفت كبير الاقتصاديين في شركة هوك أوشاوزر لامب، إلى أن ضعف الاقتصاد العالمي ومنطقة اليورو وارتفاع أسعار الطاقة سيبقيان التوقعات قاتمة.
وفي غضون ذلك تتزايد المخاوف من أن تواجه ألمانيا ركوداً مزدوجاً، حيث تعود إلى الانكماش في النصف الثاني من العام بعد انتهاء الانكماش الشتوي في الربيع.
ويتوقع معهد IFO الاقتصادي في ميونيخ أن ينكمش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.4% خلال عام 2023.
وقال تيمو ولمرشاوزر، رئيس قسم التوقعات: "خلافا للتوقعات السابقة، من المرجح ألا يتحقق التعافي للاقتصاد الألماني في النصف الثاني من العام".