الأسواق على صفيح ساخن.. بيانات يترقبها الفيدرالي ويخشاها الجميع

رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول
رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باولرويترز
ساعات من القلق وعدم اليقين ستقضيها الأسواق، اليوم الأربعاء، بانتظار صدرو بيانات حاسمة من شأنها تحديد وجهة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي فيما يتعلق بأسعار الفائدة.

وفي غضون ذلك، تراقب الأسواق عن كثب، اليوم، بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي( تضخم المستهلكين) بينما تراقب بيانات مؤشر أسعار المنتجين، غدا الخميس.

ترجح الأسواق أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين (سنويا) (أغسطس) إلى 3.6% مقابل التباطؤ في يوليو الماضي عند مستويات 3.2%.
نيكولاس فرابيل
قرار الفيدرالي

ويراقب المستثمرون عن كثب بيانات أسعار المستهلك لشهر أغسطس المقرر الكشف عنها، يوم الأربعاء، وقراءة أسعار المنتجين المقرر صدورها يوم الخميس، والتي سيتبعها قرار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في 20 سبتمبر.

وزاد قلق الأسواق في الأيام الأخيرة بشأن ارتفاع التضخم مع الارتفاع الأخير في أسعار النفط والبيانات الاقتصادية القوية وهو ما يعيق توقعات تثبيت أسعار الفائدة.

اقرأ أيضًا- قبل بيانات حاسمة.. النفط يتحرك بحذر مع تصارع قوى السوق
قلق المتداولين

يرى توماس هايز، رئيس مجلس إدارة Great Hill Capital LLC أن المتداولين يشعرون بالقلق حيال ارتفاع أسعار الطاقة في الأسابيع الأخيرة وهذا يخلق بعض المخاوف بشأن التضخم.

وقال توماس هايز: "يبدو أن الأسواق تعيش حالة شديدة من القلق وعدم اليقين بشأن قرار الفيدرالي المقبل في الأسبوع القادم، لكن بيانات التضخم التي نحصل عليها من الآن وحتى نوفمبر ستكون مهمة للغاية".

تسعير الفائدة

وأصبحت أداة متابعة الفائدة الفيدرالية CME FedWatch تشير إلى أن الأسواق تسعر بنسبة عالية احتمال إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه هذا الشهر.

ويرى المتداولون فرصة بنسبة91% لبقاء المعدلات عند المستويات الحالية في سبتمبر واحتمال ما يقرب من 53% لتثبيتها أيضًا في نوفمبر، وفقًا لأداة متابعة الفائدة الفيدرالية.

وفي الوقت ذاته، زادت توقعات الأسواق بشأن احتمال عدم رفع أسعار الفائدة لباقي العام الجاري حيث أصبح أكثر من 60% من المشاركين يتوقعون تثبيت الفائدة.

و إذا جاءت بيانات التضخم أعلى من المتوقع، فقد يدفع ذلك الفيدرالي لرفع الفائدة، بينما إذا جاءت البيانات أقل من المتوقع فقد يتجه الفيدرالي إلى تثبيت الفائدة.

يبدو أن الأسواق تعيش حالة شديدة من القلق وعدم اليقين بشأن قرار الفيدرالي المقبل في الأسبوع القادم، لكن بيانات التضخم التي نحصل عليها من الآن وحتى نوفمبر ستكون مهمة للغاية.
توماس هايز
فيدرالي نيويورك

وفي مؤشر مهم لتوجهات التضخم، كشف المسح الصادر عن البنك الفيدرالي في نيويورك أن توقعات المستهلكين لمعدلات التضخم لمدة سنة وخمس سنوات قادمة قد ارتفعت بنسبة 0.1%.

وتوقع مسح فيدرالي نيويورك أن يرتفع معدل التضخم بعد عام إلى 3.6% بشهر أغسطس مقارنة 3.5% في يوليو.

فيما توقع المسح أن يبلغ التضخم خلال الخمس سنوات القادم نحو 3.0% مقارنة بـ 2.9%، وفقًا لمسح البنك الفيدرالي في نيويورك.

وعن توقعات التضخم بعد 3 سنوات من الآن، أظهر مسح البنك الفيدرالي في نيويورك أنه من المتوقع أن يصل إلى 2.8% مقابل 2.9% في يوليو.

 اقرأ أيضًا- روسيا: إنتاجنا النفطي سيهبط 1.5% خلال 2023
توقعات التضخم

وقال نيكولاس فرابيل من إيه.بي.سي ريفايناري:"نرجح أن قراءة مؤشر أسعار المستهلكين إذا جاءت في نفس الاتجاه أو حتى أعلى قليلا ستمنح الدولار بعض القوة".

وترجح الأسواق أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين (سنويا) (أغسطس) إلى 3.6% مقابل التباطؤ في يوليو الماضي عند مستويات 3.2%، وفقًا لفرابيل.

وتزامنًا من المرجح أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين على أساس شهري بنسبة 0.6% مقابل تسجيل 0.2% خلال يوليو المقبل.

الأسواق ترجح أن البيانات الأخيرة توفر للفيدرالي أرضية صلبة لرفع أسعار الفائدة مع تراجع مخاوف الركود.
بارت ميليك
موقف الفيدرالي

ويرى المحلل الاستراتيجي في سيتي إندكس، مات سيمبسون، أن الدولار الأميركي متأثر بسبب الرهانات وأن الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى بالفعل من دورة تشديد السياسة النقدية.

وأشار المحلل الإستراتيجي في سيتي إندكس، إلى احتمال قيام مسؤولي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا، وفقًا لتوقعات الأسواق.

 اقرأ أيضًا- مشهد قاتم.. رجل أوروبا المريض يهوي بالثقة في منطقة اليورو
ما يقود الأسواق؟

ولفت خبير إستراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز بارت ميليك، إلى أن المستثمرين الآن يراهنون على قوة الاقتصاد الأميركي الذي لا يزال قويا رغم قتامة توقعات النمو العالمي.

بيد أنه في المقابل، فقد أشار ميليك إلى أن تقرير الفيدرالي الأميركي الأخير أظهر أن نمو الاقتصاد الأميركي كان متواضعا وسط تباطؤ سوق العمل وضغوط التضخم في يوليو وأغسطس .

وأشار خبير إستراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز إلى أن الأسواق ترجح أن البيانات الأخيرة توفر للفيدرالي أرضية صلبة لرفع أسعار الفائدة مع تراجع مخاوف الركود.

سياسة متشددة

وفي غضون ذلك، يرجح خبير إستراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز أن يؤدي ثبات التضخم إلى دفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة.

وفي غضون ذلك، أكدت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر أن التغلب على التضخم قد يتطلب على الأرجح رفعًا آخر لأسعار الفائدة الأميركية.

وتأتي تصريحات ميستر متفقة مع توجهات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول بشأن انفتاح البنك على رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم وتحقيق مستهدف الـ 2%.

القفزة في أسعار النفط لا توفر الكثير من الطمأنينة بشأن توقعات التضخم العالمي، وتعزز التوقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة.
يب جون رونغ
رهان الأسواق

يرى المحلل الإستراتيجي في آي جي، يب جون رونغ أن توجيهات الفيدرالي لصنع السياسات على أساس كل اجتماع على حدة أبقت الرهانات على تشديد إضافي في نوفمبر.

ولفت يب إلى أن القفزة في أسعار النفط لا توفر الكثير من الطمأنينة بشأن توقعات التضخم العالمي، وتعزز التوقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة فترة أطول.

وفي الوقت ذاته، يرى كبير محللي السوق التجاريين في كيه سي إم تيم ووتر، أن الذهب سيظل تحت رحمة ما يحدث لعوائد سندات الخزانة الأميركية قبيل اجتماع الفيدرالي في سبتمبر.

الثقة في الفيدرالي

وأشار كريستوفر وونغ، المدير التنفيذي لبنك أو.سي.بي.سي إلى أن الأسواق لا تثق بنهاية مجلس الاحتياطي الاتحادي من التشديد النقدي للدورة الحالية.

ولفت المدير التنفيذي لبنك أو.سي.بي.سي إلى أن التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة في 2024 ما زالت غير واضحة إلى حد كبير.

وقال كريستوفر وونغ : "قد يستمر هبوط المعدن الأصفر حتى يتضح نهج الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي فيما يتعلق بالتيسير النقدي.

اقرأ أيضًا- بنك إنجلترا في اختبار إجباري بعد صدمة البطالة والوظائف

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com