شركات الطاقة الشمسية الأميركية تعجز عن تلبية احتياجات السوق
يستمر نمو الطلب على استهلاك الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، مع زيادة سعة الألواح الشمسية المثبتة في عام 2024 مقارنة بعام 2023، لكن السياسة التجارية الأميركية متقلبة، وقد تم فرض رسوم جمركية عالية على الألواح الشمسية المستوردة، ما قد يتسبب في نقص.
وفق لوكالة رويترز، فإن المصنعين الأميركيين لا ينتجون ما يكفي من الألواح الشمسية لتلبية الطلب المحلي، إلا أن استثمارات الصناعة والحوافز الضريبية الفيدرالية تُحرز تقدماً، على الرغم من أن التحركات الفيدرالية الأخيرة خلقت حالةً من عدم اليقين.
وفي عام 2024، ثبتت الولايات المتحدة ما يكفي من الألواح الشمسية لتوليد 50 غيغاواط من الكهرباء، وهو ما يكفي لتزويد مدينة نيويورك بالطاقة لمدة عام.
ولم ينتج المصنعون الأميركيون سوى جزء صغير من هذا - 4.2 غيغاوات من وحدات الطاقة الشمسية في النصف الأول من عام 2024، وكان ذلك بمنزلة دفعة كبيرة - بزيادة قدرها 75% مقارنة بالفترة نفسها في عام 2023، وكانت الأسعار حوالي 3 أضعاف تكلفة الواردات.
في عام 2024، استوردت الولايات المتحدة ألواحاً أكثر بكثير مما تحتاجه البلاد، ما يشير إلى أن المطورين قد يقومون بتخزين الألواح لمشاريع مستقبلية.
وصُنعت معظم هذه الألواح المستوردة في آسيا، خاصةً ماليزيا وفيتنام وتايلاند. في الواقع، استخدمت جميع الألواح الأميركية تقريباً بعض المكونات على الأقل من الخارج، تُصنّع الصين حالياً حوالي 97% من إمدادات العالم من رقائق الخلايا الكهروضوئية، وهي المكونات الأساسية للألواح الشمسية.
لا تزال آثار سياسات التجارة الأميركية المقترحة على صناعة الطاقة الشمسية غير واضحة، حتى عام 2024، واصل قطاع التصنيع نموه على مدى سنوات للاستفادة من سياسات الحكومة التي تُفضّل التصنيع المحلي، ويبدو أن الألواح المستوردة ستعاني من رسوم جمركية متزايدة باستمرار، ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.
منذ عام 2010، زاد إنتاج الألواح الشمسية الأميركية بنحو ثمانية أضعاف، لكن الألواح المصنوعة في الولايات المتحدة أغلى من البدائل المستوردة، بحلول عام 2024، ستبلغ تكلفة الألواح المصنوعة في الولايات المتحدة عادةً 31 سنتاً للواط، لكن الألواح المستوردة، حتى مع احتساب الرسوم الجمركية التي كانت سارية قبل الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، ستبلغ تكلفتها حوالي ثلث ذلك: 11 سنتاً للواط.
لكن المصنعين المحليين يعملون على خفض التكاليف من خلال زيادة الإنتاج مع الاعتماد على الحكومة للحفاظ على الرسوم الجمركية على الواردات أو زيادتها، وهو ما قد يجعل الألواح الأميركية أكثر قدرة على المنافسة محلياً في المستقبل.
رغم هذه الزيادة في الإنتاج المحلي، ازداد الطلب الأميركي على الألواح الشمسية بوتيرة أسرع، ولتلبية هذا الطلب، تستورد الولايات المتحدة جزءاً كبيراً من وحداتها الكهروضوئية الشمسية.
وتهدف التعريفات الجمركية، بما في ذلك تعريفة جمركية بنسبة 30% على الخلايا الشمسية والألواح الشمسية اعتباراً من عام 2018، إلى تعزيز التصنيع المحلي.
لكن هذه التعريفات وانخفاض الأسعار العالمية جعلا تركيب أنظمة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة أكثر تكلفةً منها في بقية أنحاء العالم، وانخفض متوسط التكلفة العالمية لأنظمة الطاقة الشمسية المُركّبة من 1.15 دولار أميركي للواط عام 2012 إلى 0.72 دولار أميركي للواط عام 2016، أي ما يقرب من نصف تكلفة التركيبات الأميركية.
وأدت رسوم عام 2018، بالإضافة إلى جولات سابقة في عامي 2012 و2014، إلى تغيير مصدر واردات الولايات المتحدة من الألواح الشمسية، من الصين وتايوان إلى ماليزيا وكوريا الجنوبية، كما يقوم المصنعون بتصنيع ألواح شمسية في سنغافورة وألمانيا للحفاظ على إمكانية الوصول إلى السوق الأميركية، بل إن الشركات الصينية تستثمر في مصنعي الطاقة الشمسية الأميركيين للاستفادة من الحوافز الفيدرالية وتجنب الرسوم الجمركية.
وتستهدف مقترحات ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على السلع الشمسية المصنعة في الخارج، بما في ذلك الألواح والمكونات، بشكل خاص الشركات المملوكة للصين في جنوب شرق آسيا.
وقد تشمل هذه التدابير فرض تعريفات جمركية محتملة بنسبة 375% على المنتجات التايلاندية ــ وهو ما يعني مضاعفة الأسعار أربع مرات تقريباً ــ وتعريفات جمركية بنسبة 3500% على المنتجات القادمة من كمبوديا.
في المقابل، ستكون الألواح الشمسية المصنعة في الولايات المتحدة أقل تكلفة، لكن انخفاض المعروض منها سيرفع أسعارها حتى بالنسبة للألواح المصنعة محلياً، على الأقل حتى تتمكن الصناعة الأميركية من مواكبة الطلب، وقد بدأ بعض المطورين بتأجيل أو إلغاء مشاريع تركيب أنظمة الطاقة الشمسية لمعالجة ارتفاع التكاليف.
بفضل قانون خفض التضخم الذي أقرته إدارة بايدن في عام 2022، شهدت صناعة الألواح الشمسية في الولايات المتحدة استثمارات كبيرة.
منذ صدور القانون، ازدادت قدرة التصنيع في سلسلة توريد الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة بأكثر من 95 غيغاواط، بما في ذلك منشآت جديدة قادرة على بناء ما يكفي من الألواح الشمسية لإنتاج ما يقرب من 42 جيجاواط سنوياً، متجاوزةً بذلك مستويات التصنيع الحالية، ويتركز هذا النمو في قدرات التصنيع بشكل رئيس في ولايتي تكساس وجورجيا، وفق «رويترز».
مع ذلك، تُثير أولويات الإدارة الجديدة وسياساتها التجارية المتغيرة شكوكاً حول المشهد، قبل أن يبدأ ترامب بمناقشة مختلف السياسات التجارية المتعلقة بالطاقة الشمسية، توقع القطاع تركيب ما معدله 45 غيغاواط من الألواح الشمسية سنوياً على مدار العقد المقبل.