تحول مفاجئ لأسهم أوروبا.. من بدّل حال الأسواق؟

بعد بداية خضراء، اليوم الاثنين، نجحت خلالها الأسهم في أوروبا توسيع مكاسبها القوية نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، تسربت حالة من القلق إلى الأسواق ليتحول المتداولون فجأة وبصورة جماعية صوب جني الأرباح والتخلي عن الأسهم.

يأتي التحول تزامناً وعدم نجاح أوروبا في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بشأن التعريفات الجمركية التي يسرى تفعليها يوم 9 يوليو المقبل، بعد نهاية مهلة 90 يوما كان ترامب قد منحها للدخول في مفاوضات مع واشنطن.

ورغم أن المسار النهائي أفضى لعودة جلوس واشنطن وأتاوا على طاولة التفاوض، إلا أنه بدا على الأسواق حالة من القلق خوفا من تقلبات ترامب، بعد الانسحاب المفاجئ للرئيس الأميركي من المفاوضات مع التهديد بفرض تعريفات ضخمة على كندا خلال أسبوع، وهو الأمر الذي لم يحدث بعد تنازل كندا أمس عن تطبيق الضريبة الرقمية التي رفضها ترامب.

عند الافتتاح

ارتفعت الأسهم الأوروبية عند افتتاح تعاملات اليوم، مع ترقب المستثمرين لمؤشرات التقدم في محادثات التجارة قبل الموعد النهائي المحدد بالتاسع من يوليو لإلغاء قرار تعليق الرسوم الجمركية المضادة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

في غضون ذلك، زاد المؤشر «يورو ستوكس 600» 0.25% إلى 544.47 نقطة، في حين ارتفعت مؤشر  البورصات رئيسة الأخرى في أوروبا، إذ صعد «داكس» و«كاك 40» الفرنسي، ومؤشر «فوتسي 100» بنسب متفاوتة تراوحت بين 0.2% و 0.4%.

عولت السوق في البداية على انحسار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، جنباً إلى جنب وإعلان كندا أمس الأحد، إلغاء ضريبة على الخدمات الرقمية لاستئناف المحادثات المتعثرة مع الولايات المتحدة، مما زاد من رفع المعنويات.

بينما أعلنت الحكومة البريطانية اليوم أن اتفاقية التجارة التي خفضت الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات وقطع غيار الطائرات البريطانية دخلت حيز التنفيذ، ومع ذلك، لا تزال مسألة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم دون حل.

أوروبا الآن

◄ انخفض مؤشر «يورو ستوكس 600» الأوسع نطاقا في أوروبا 0.3% ما يعادل 1.8 نقطة وصولا إلى مستويات 542.24 نقطة.
◄ تراجع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.2% أو ما يعادل 50 نقطة وصولا إلى مستويات 23986 نقطة.
◄ هبط مؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 0.25% أو ما يعادل 20 نقطة وصولا إلى مستويات 7675 نقطة.
◄ نزل مؤشر «فوتسي إم آي بي» الإيطالي بنسبة 0.25% أو ما يعادل 100 نقطة وصولا إلى مستويات 39645 نقطة.
◄ خسر مؤشر «فوتسي 100» في بريطانيا ما نسبته 0.3% أو ما يعادل 25 نقطة وصولا إلى مستويات 8774 نقطة.
◄ فقد مؤشر «إيبكس 35» بنسبة 0.5% أو ما يعادل 65 نقطة وصولا إلى مستويات 13900 نقطة.

بيانات ألمانية

◄ في ألمانيا أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الألماي انكماش مبيعات التجزئة الألمانية على أساس شهري في مايو 1.6% مخالفة لتوقعات بتسجيل نمو 0.5% ومقابل الانكماش 0.6% في أبريل.
◄ على أساس سنوي تباطأت مبيعات التجزئة الألمانية إلى 1.6% مقابل نوقعات بنمو 3.3% ودون القراءة الفعلية في أبريل عند 4.6%.
◄ أظهرت البيانات انكماش مؤشر أسعار المستهلكين على أساس شهري إلى 0.1% في يونيو مقابل نمو 0.2% في مايو.
على أساس سنوي تراجع مؤشر أسعار المستهلكين دون مستهدفات المركزي الأوربي عند 1.8% مقابل 2% في الفترة ذاته منذ عام.

تشير البيانات السابقة إلى ترجيح الأسواق خفض أسعار الفائدة من جانب المركزي الأوروبي، إذا يتراجع التضخم وتنكمش مبيعات التجزئة في أكبر اقتصاد بالقارة ما يعني تباطؤ اقتصادي وشيك.

نمو بريطاني

◄ نما الاقتصاد البريطاني بأسرع وتيرة فصلية منذ عام، بدعم من زيادة نشاط سوق العقارات قبل انتهاء إعفاء ضريبي، وتسارع الإنتاج الصناعي تحسبًا لرسوم الاستيراد الأمريكية الجديدة.
◄ أظهرت القراءة النهائية الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية الإثنين، نمو الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 بنسبة 0.7%، وهو ما جاء موافقاً للقراءة الأولية.
◄ شهد سوق العقارات في بريطانيا نشاطًا ملحوظًا قبيل انتهاء إعفاء ضريبي لبعض المشترين في 31 مارس، في حين لجأت الأسر إلى مدخراتها لتمويل إنفاقها، ما أدى إلى تراجع معدل الادخار للمرة الأولى منذ عامين، لكنه ظل قويًا عند 10.9%.
◄ سجل قطاع التصنيع في بريطانيا نموا بنسبة 1.1% خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بالربع الأخير من 2024، مستفيدا من تسارع الإنتاج قبل زيادة الرسوم الجمركية الأميركية في أبريل.

 بانتظار الصفقة

في غضون ذلك، ناقش زعماء الاتحاد الأوروبي، نهاية الأسبوع الماضي، مقترحات صفقات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي في التاسع من يوليو لفرض دونالد ترامب رسوما جمركية، وذلك في قمة بروكسل.

لم تستبعد رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين فشل محادثات التعريفات الجمركية وقالت في بيان: «جميع الخيارات لا تزال على الطاولة، حتى احتمالات عدم التوصل إلى اتفاق أيضاً قائمة».

يبدو أن الوقت ينفد أمام الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى موقف مشترك قبل انتهاء المهلة التي هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرضها بشأن الرسوم الجمركية المرتفعة في التاسع من يوليو، وهو ما قد يؤثر سلباً على المصدرين بدءا السيارات مرورا بالرقائق وحتى صناعة الأدوية.