سجّلت «وول ستريت» ارتفاعاً ملحوظاً، الأربعاء، بدعم من قفزة أسهم «إنفيديا» التي تجاوزت قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار، في وقت تجاهل فيه المستثمرون جولة جديدة من التهديدات الجمركية أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقفز سهم «إنفيديا» بنسبة 2.2%، لتصبح أول شركة تصل إلى هذا المستوى التاريخي من القيمة السوقية، مما يعزز مكانتها كإحدى أكثر الشركات جاذبية في ظل تزايد الطلب العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 286.20 نقطة أو 0.65% إلى 44,526.96 نقطة، وزاد «ستاندرد أند بورز 500» بنسبة 0.64% إلى 6,265.22 نقطة، بينما قفز «ناسداك» المركب بنسبة 0.95% إلى 20,614.19 نقطة.
وشهدت سبعة من أصل 11 قطاعاً ضمن مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» مكاسب، يتصدرها قطاع التكنولوجيا الذي ارتفع بنسبة 1.2%.
وكان ترامب قد صعّد من لهجته التجارية يوم الثلاثاء، معلناً فرض رسوم بنسبة 50% على واردات النحاس، ومهدداً بفرض ضرائب طال انتظارها على أشباه الموصلات والمنتجات الصيدلانية. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم واحد من توجيه تحذيرات جمركية جديدة إلى 14 شريكاً تجارياً، مع توقعات بإصدار سبعة إشعارات إضافية في وقت لاحق من اليوم نفسه.
ويُعد الأداء الحالي للأسواق مخالفاً للتراجع الذي شهدته يوم الاثنين، حين هبطت المؤشرات بعد تهديدات جمركية استهدفت اليابان وكوريا الجنوبية.
ومع تأجيل تنفيذ الرسوم الجديدة إلى 1 أغسطس، يراهن المستثمرون على أن المحادثات الجارية قد تنجح في تجنب حرب تجارية شاملة.
وقال فيليب بلانكاتو، كبير الاستراتيجيين في «أوسايك ويلث»: لرويترز «ملف الرسوم الجمركية بات لعبة شد وجذب، وهذا التذبذب خلق نوعاً من الهدوء في أوساط المستثمرين».
أما روس برامويل، الاستراتيجي في «هومريتش بيرغ»، فأوضح أن «ردة فعل الأسواق ستعتمد على ما إذا كانت الشركات ستُظهر تأثراً فعلياً بالرسوم في نتائج الربع الثاني الأسبوع المقبل. وإذا استمرت النتائج في التحسن، فسيمنح ذلك المستثمرين مزيداً من الوقت لانتظار نتائج المفاوضات».
في الوقت نفسه، وبعد تسجيل مؤشري «ستاندرد أند بورز» و«ناسداك» مستويات قياسية الأسبوع الماضي بدعم من بيانات توظيف قوية، يتحول تركيز المستثمرين إلى أرقام إعانات البطالة الأسبوعية المقرر صدورها الخميس، لتقييم قوة سوق العمل.
كما يترقب المتعاملون محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لشهر يونيو، سعياً لفهم توقيت العودة إلى خفض الفائدة. وتشير أداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة CME إلى أن احتمال خفض الفائدة في سبتمبر يبلغ نحو 66%، في حين يبدو خفضها في يوليو مستبعداً إلى حد كبير.
ولا تزال السياسات الجمركية المتقلبة للرئيس ترامب تثير مخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي وتزايد التضخم، ما يزيد من صعوبة مهمة الاحتياطي الفيدرالي الذي يعتمد حالياً نهج التريث في سياسته النقدية.
ارتفعت أسهم شركة الطاقة «AES Corp» بنسبة 14.3% بعد تقرير لـ«بلومبرغ» أفاد بأنها تدرس خيارات استراتيجية، من بينها احتمال البيع.
في المقابل، تراجعت أسهم «UnitedHealth Group» بنسبة 2% بعد أن كشف تقرير لـ«وول ستريت جورنال» عن تحقيق من وزارة العدل الأميركية في استخدام الشركة لأطباء وممرضين لجمع تشخيصات تُسهم في رفع مدفوعات «ميديكير».
كما هبطت أسهم وكالتي الإعلان «Interpublic» و«Omnicom» بأكثر من 1.5% لكل منهما، عقب قيام منافستها «WPP» بخفض توقعاتها للأرباح السنوية.
وفي بورصة نيويورك، فاقت الأسهم المرتفعة تلك المتراجعة بنسبة 2.34 إلى 1، مع تسجيل 70 قمة جديدة مقابل 12 قاعاً جديداً. أما في بورصة «ناسداك»، فبلغت النسبة 2.23 إلى 1.
وسجل مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» عشرة مستويات مرتفعة جديدة خلال 52 أسبوعاً مقابل ثلاثة مستويات منخفضة، في حين سجّل «ناسداك» 31 قمة جديدة و21 قاعاً.