صعود كبير للذهب بعد خسائر فادحة.. هل هو ارتفاع مبرر؟

ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، بعد هبوط عنيف خلال تعاملات أمس، جاء وقع إعلان الولايات المتحدة والصين عن اتفاق تجاري طال انتظاره بشأن تهدئة حرب التعريفات التجارية بين القطبين الاقتصاديين.

وتأتي ارتفاعات الذهب ربما من منطلق شراء الانخفاض العنيف، إذ إن أغلب العوامل الحالية تتضافر معاً للضغط على أسعار المعدن الأصفر، حيث الدولار القوي المدعوم بتوقعات تقييد أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية.

من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة إبرام مزيد من الصفقات التجارية؛ ما يمنح الأصول الخطرة أفضلية على الذهب الذي يقتات على التوترات وبيئة الفائدة المنخفضة.

الأسعار اليوم 

◄ ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية اليوم الثلاثاء بحلول الساعة الـ5:30 صباحاً نحو 0.8% أو ما يعادل 24 دولاراً في الأونصة عند مستويات 3259 دولاراً للأونصة.
◄ ازدادت الأسعار في تعاملات العقود الأميركية الآجلة تسليم شهر يونيو، إذ ارتفعت بوتيرة أكبر تتجاوز 1.1% أو ما يعادل 36 دولاراً في الأونصة عند مستويات 3260 دولاراً للأونصة.
◄ منذ بداية العام ارتفع الذهب الذي يعد ملاذاً آمناً في أوقات الضبابية الاقتصادية والسياسية بأكثر من 23.5% منذ بداية العام.

ماذا حدث؟

انخفضت أسعار الذهب بنحو 116 دولاراً، في نهاية تعاملات أمس الاثنين الـ 12 من مايو مع ارتفاع مؤشر العملة الأميركية أمام سلة من العملات الرئيسة، وسط تهدئة الحرب التجارية، بين أكبر اقتصادين في العالم.

جاء ذلك بعد أن خفف الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين من مخاوف السوق؛ ما دفع المستثمرين إلى التحول من أصول الملاذ الآمن إلى الاستثمارات الأكثر خطورة، على غرار الأسهم والعملات المشفرة.

كما اختتمت الولايات المتحدة والصين محادثاتهما التجارية الحاسمة، بنتائج إيجابية، وقررت الدولتان خفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدّة 90 يوماً، بنحو 115% نزولاً من 145% إلى 30% على واردات الصين، ومن 125% إلى 10% على الواردات الأميركية.

تحول عنيف

◄ أنهت أسعار الذهب تعاملاتها، يوم الجمعة الماضي، على ارتفاع بنحو 38 دولاراً، مع إقبال المستثمرين على شراء السبائك، وهو ما يتزامن مع انخفاض مؤشر الدولار قرب مستويات الدعم النفسية عند 100 نقطة.
◄ تحولت الأسعار لهبوط عنيف أمس الاثنين، وتراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب، تسليم يونيو بنسبة 3.5%، ما يعادل 116 دولاراً، وصولاً إلى مستويات إلى 3228 دولاراً للأوقية بينما انخفضت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 2.68% نزولاً إلى مستويات 3237.02 دولار للأونصة.
◄ عمق خسائر الذهب أمس ارتفاع مؤشر الدولار الذي يرصد أداء العملة الأميركية أمام 6 عملات رئيسة بنسبة 1.6%، وصولا إلى مستويات 101.94 نقطة.

الأسواق تترقب

يترقب المتداولون في وقت لاحق اليوم، بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين للحصول على مؤشرات جديدة بشأن مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي).

أظهرت عقود المبادلة التي تتبع اجتماعات البنوك المركزية المقبلة تخفيفاً في أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 56 نقطة أساس فقط بحلول ديسمبر، بانخفاض عن نحو 75 نقطة أساس الأسبوع الماضي.

في غضون ذلك، لا يزال المتداولون يتوقعون أول خفض بمقدار ربع نقطة في سبتمبر، وفقاً لتوقعات متداولي العقود الآجلة.

تداعيات الأزمة

قالت أدريانا كوغلر، محافظة الاحتياطي «الفيدرالي»، بأن سياسات التعريفات الجمركية لإدارة ترامب من المرجح أن تعزز التضخم، وتؤثر سلباً على النمو الاقتصادي، حتى مع الخفض المعلن أخيراً للرسوم المفروضة على الصين. 

أضافت كوغلر في بيان أمس أُعد لفعالية في دبلن: «السياسات التجارية تتطور، ومن المرجح أن تستمر في التحول، في الأيام المقبلة». 

تابعت كوغلر: «مع ذلك، يبدو أنها من المرجح أن تُحدث آثاراً اقتصادية كبيرة، حتى لو ظلت التعريفات قريبة من المستويات المعلنة حاليا».

شهية المخاطر

كتب فالنتين مارينوف، رئيس قسم أبحاث واستراتيجيات العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في بنك «كريدي أغريكول» عبر مذكرة: «تهدئة التوترات التجارية والاقتصادية والجيوسياسية قد تُعزز معنويات السوق تجاه المخاطرة».

وقال مارينوف في المذكرة: «قد تُشكّل التطورات الأخيرة نعمةً للأصول والعملات المرتبطة بالمخاطر، وضربةً لعملات الملاذ الآمن، مثل: الين والفرنك السويسري وحتى اليورو».

كما قد تستفيد الأصول الخطرة أيضاً من وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، إضافة إلى الإشارات التي تشير إلى أن زعيمي روسيا وأوكرانيا قد يلتقيان هذا الأسبوع، وفقاً لمذكرة.