الاقتصاد الأزرق في أوروبا.. فرص بعشرات مليارات الدولارات

الاقتصاد الأزرق في أوروبا.. فرص بعشرات مليارات الدولارات

 يمتد تاريخ أوروبا البحري إلى قرون مضت.. حين كان البحر مورداً اقتصادياً من خلال التجارة والنقل واستخراج الموارد.

واليوم، تظهر موجة جديدة من الفرص في البحر (الاقتصاد الأزرق) تشمل قطاعات متنوعة من الشحن التقليدي ومصايد الأسماك التي تبلغ قيمتها 61.8 مليار يورو و8.2 مليار يورو على التوالي، فضلاً عن المجالات المتطورة مثل الطاقة البحرية المتجددة (5.4 مليار يورو) والتكنولوجيا الحيوية (8.2 مليار يورو)، ما يمثل إمكانات كبيرة للنمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، والاستدامة البيئية.

وفي الوقت الحالي، يسهم الاقتصاد الأزرق بمبلغ مذهل قدره 1.3 تريليون يورو في الناتج المحلي الإجمالي لأوروبا، ويعمل به نحو 5 ملايين فرد ومع معدل نمو متوقع يبلغ 2.5% سنوياً.

وتشير تقديرات المفوضية الأوروبية إلى أنها قادرة بشكل واقعي على توليد 3.1 تريليون يورو وخلق مليوني وظيفة إضافية بحلول عام 2030.

وهناك عدة عوامل تغذي هذا التفاؤل، حيث تتمتع أوروبا بميزات طبيعية مع سواحلها التي يبلغ طولها 68 ألف كيلومتر، والنظم البيئية البحرية المتنوعة، والبنية التحتية البحرية الراسخة، لاسيما من خلال 1200 ميناء تتعامل في المتوسط مع 4.2 مليار طن من البضائع.

وعلاوة على ذلك، فإن الاستثمارات المتزايدة في البحث والتطوير تدفع عجلة التقدم في المجالات الرئيسية.

2.5 مليار يورو للبحوث

وخصص برنامج "هورايزون أوروبا" التابع للاتحاد الأوروبي 2.5 مليار يورو للبحوث البحرية، بهدف إطلاق العنان للإبداعات في مجال طاقة المحيطات، وتربية الأحياء المائية، والأمن البحري.

ومع ذلك، فإن الإبحار في هذه الحدود المحيطية الشاسعة يتطلب استثماراً استراتيجياً واستراتيجيات متعددة الجوانب، ومن الضروري زيادة تمويل البحث والتطوير لتسريع عملية الابتكار والتسويق.

ورغم أن صندوق "بلو إنفست" يشكل خطوة إيجابية، فإن الشراكات بين القطاعين العام والخاص تظل بالغة الأهمية، ويعد تبسيط اللوائح وتعزيز التعاون عبر الحدود أمراً ضرورياً لفتح الإمكانات الكاملة للسوق البحرية، كما يعد ضمان عمل الاقتصاد الأزرق بشكل مستدام أمراً بالغ الأهمية.

وفي حين أنه من الأهمية أن ندرك التحديات القائمة، مثل التوترات الجيوسياسية، ومخاطر الأمن البحري، والطلب على العمالة الماهرة، فمن الواضح أن الإيجابيات المحتملة تفوق بكثير هذه العقبات.

وتمتلك أوروبا ثروة من الخبرة البحرية، وروح التعاون، والتزاماُ قوياُ بالاستدامة، ما يجعلها في وضع يسمح لها بالتوجه نحو اقتصاد أزرق مزدهر.

ومن خلال التخطيط الدقيق والاستثمارات المستهدفة، يمكن لأوروبا الاستفادة من نقاط قوتها الفريدة ونهجها التعاوني لتأسيس نفسها كقائد عالمي في هذا المجال البحري المزدهر.. وقد حان الوقت للشروع في هذه الرحلة، حيث أن الفرص الوفيرة للاقتصاد الأزرق تنتظر الاستكشاف.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com