أظهرت بيانات اقتصادية نشرت اليوم الثلاثاء، استمرار ارتفاع أسعار فائدة التمويل العقاري في بريطانيا، مما يزيد مخاوف المقترضين، حيث ارتفع سعر الفائدة الرئيس للإقراض إلى أعلى مستوياته منذ حوالي 15 عاما.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن تقرير لمؤسسة مني فاكتس جروب القول إن متوسط سعر الفائدة على القروض السكنية أجل عامين وذات الفائدة الثابتة بلغ اليوم الثلاثاء 6.66%، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس 2008.
في الوقت نفسه ارتفع متوسط العائد على القروض أجل 5 سنوات إلى 6.17%، وهو ما يقترب من أعلى مستوى له منذ 14 عاما، والذي سجله في أكتوبر الماضي.
سيل من الضغوط الاقتصادية
وبحسب بلومبرغ فإن الأسر البريطانية تواجه سيلًا من ضغوط التكلفة نتيجة الزيادات المتكررة لأسعار الفائدة، مع ارتفاع معدل التضخم إلى مستويات قياسية.
كما شهد الملايين من مالكي المنازل انخفاضًا في قيمة منازلهم خلال العام الحالي، في حين يتوقع بعض المحللين تراجع الأسعار بأكثر من 10% مع تكيف الدولة مع التكلفة العالية للاقتراض.
ويأتي ذلك في حين ذكر بنك هيلفاكس أن أسعار المنازل في المملكة المتحدة تنخفض بأسرع وتيرة لها منذ 2011، فيما يتراجع سوق العقارات بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض.
وقال البنك المختص في التمويل العقاري في بيان إن متوسط تكلفة المنزل انخفضت بنسبة 2.6% مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 285 ألفا و932 جنيها إسترلينيا (364 ألفا و320 دولارا).
وانخفضت الأسعار بنسبة 0.1% في يونيو وحده، في ثالث انخفاض على التوالي.
ودفع التكهن بأن بنك إنجلترا سيضطر إلى مواصلة رفع معدل الفائدة للسيطرة على التضخم إلى ارتفاع تكلفة الرهونات، حيث وصلت الفائدة الثابتة على القروض الأكثر شيوعا إلى 6%، وهي نسبة تعد بمثابة عتبة الألم بالنسبة للمستهلك.
وقال كيم كينايرد المدير لدى هيلفاكس إن "الضغط الناشئ على القدرة على السداد سيعمل حتما ككابح على الطلب، فيما يفكر المشترون فيما يمكنهم تحمله في الواقع".
أسرع تراجع في أسعار المنازل
والسبت الماضي، قالت صحيفة إندبندنت إن أسعار المنازل في بريطانيا قد سجلت أسرع معدل للتراجع منذ 12 عاماً، مع تحذير بنك إنجلترا من التأثير القاتم لمزيد من رفع معدلات الفائدة على سوق الإسكان.
وتراجع متوسط الأسعار 2.6% الشهر الماضي مقارنة بعام سابق، وفقاً لمؤشر أسعار المنازل هاليفاكس، الذي يحظى بمتابعة واسعة، ما أزال 7500 جنيه إسترليني (9628 دولاراً) من قيمة الممتلكات التقليدية في غضون 12 شهراً.
وحذر خبراء العقارات من أن سوق الإسكان قد يغرق بشكل كامل، لو اضطر البنك المركزي لرفع معدل الفائدة إلى 7%.
ونقلت الصحيفة عن أحد الشخصيات الرائدة في المجال قوله: "إننا لم نشهد أي شيء بعد في تراجع أسعار المنازل"، فيما قال آخر "إن وصول معدل الفائدة إلى 7% سيعني بدء انهيار الأمور في السوق".
وأوضحت إندبندنت أن متوسط قيمة المنزل، قد تراجعت 0.1% من مايو إلى يونيو الماضيين، وهو تراجع للشهر الثالث على التوالي، مع بدء ظهور تأثير قرار بنك إنجلترا برفع معدل الفائدة.
وهذا يعني أن منزلا كانت قيمته 294 ألف جنيه إسترليني (377 ألف دولار) قد خسر 7500 إسترليني من قيمته خلال عام، وأن منزلا قيمته 150 ألف إسترليني (192 ألف دولار) قد خسر 4000 من قيمته، بينما أصبحت قيمة منزل كان سعره 600 ألف (770 ألف دولار) قبل عام، أقل بحوالي 16 ألفاً.
