تواصل مايكروسوفت تكثيف استثماراتها في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث أظهرت بيانات حديثة أنها اشترت هذا العام ضعف عدد رقائق إنفيديا (Nvidia) المتقدمة مقارنة بمنافسيها الرئيسيين في الولايات المتحدة والصين، وفقاً لما نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
ووفقًا لتحليل أجرته شركة «أومديا» (Omdia) للاستشارات التقنية، استحوذت مايكروسوفت على 485,000 وحدة من طراز Hopper، وهو ما يتفوق بفارق كبير على شركة ميتا (Meta) التي اشترت 224,000 وحدة، بالإضافة إلى أمازون (Amazon) التي اشترت 196,000 وحدة، وغوغل (Google) التي استحوذت على 169,000 وحدة.
تعد رقائق إنفيديا (Nvidia)، مثل Hopper، العمود الفقري لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. هذا الاستثمار الهائل من مايكروسوفت (Microsoft) يمنحها ميزة كبيرة في سباق تطوير الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي، خاصة مع استخدام بنيتها السحابية أزور (Azure) لتدريب نماذج أوبن إيه آي (OpenAI) الجديدة.
وتضع هذه الاستثمارات مايكروسوفت (Microsoft) في منافسة مباشرة مع شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل (Google) وشركات ناشئة مثل أنثروبيك (Anthropic) وإكس إيه آي (xAI)، إلى جانب الشركات الصينية بايت دانس (ByteDance) وتينسنت (Tencent).
تشير التقارير إلى أن مايكروسوفت زادت مشترياتها من رقائق إنفيديا بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي. ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه السوق من نقص في توافر هذه الرقائق المتقدمة نتيجة الطلب المرتفع.
ويتوقع أن تنفق شركات التكنولوجيا العالمية حوالي 229 مليار دولار على مراكز البيانات في عام 2024، مع تصدر مايكروسوفت القائمة باستثمار يبلغ 31 مليار دولار، تليها أمازون بـ26 مليار دولار.
وأكدت مايكروسوفت أنها لا تركز فقط على شراء أفضل الرقائق، بل تعمل على بناء نظام متكامل يشمل البنية التحتية، التخزين، وإدارة البيانات. وصرح أليستير سبيرز، مدير البنية التحتية العالمية في Azure، بأن "بناء بنية تحتية قوية للذكاء الاصطناعي يتطلب سنوات من التخطيط واستثمارات ضخمة".
رغم أن إنفيديا (Nvidia) لا تزال تسيطر على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تواجه تحديات من شركات مثل إيه إم دي (AMD) ومن المنافسين الذين يطورون رقائقهم الخاصة، مثل ميتا (Meta) وغوغل (Google) وأمازون (Amazon). كما أن القيود الأميركية على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين قد تؤثر في أعمالها.