وظائف تتغير وأخرى تختفي.. ماذا قال قادة التكنولوجيا عن مستقبل العمل؟

في سلسلة من التصريحات التي تعكس تصاعد الجدل حول التأثيرات المتسارعة للذكاء الاصطناعي على سوق العمل العالمي، قال جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» (Nvidia)، إن الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولاً جذرياً في سوق الوظائف، مؤكداً أن «وظائف الجميع ستتغير» بفعل هذه التكنولوجيا المتقدمة.

وفي كلمة ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر (VivaTech) الذي انعقد في باريس يوم الأربعاء، ونقلتها مجلة «فورتشن»، أوضح هوانغ أن بعض الوظائف ستصبح زائدة عن الحاجة، إلا أن العديد من الوظائف الجديدة ستُخلق في المقابل.

وقال: «بعض الوظائف ستندثر، لكن الكثير من الوظائف الجديدة ستظهر.. وعندما تصبح الشركات أكثر إنتاجية، فإنها توظف المزيد من الأشخاص».

وجاءت تصريحات هوانغ كرد جزئي على ما قاله داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة «أنثروبيك» (Anthropic)، الذي صرّح الشهر الماضي أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى اختفاء نصف وظائف المكتبية. وقد أعرب هوانغ عن اعتراضه الشديد على هذه الرؤية، قائلاً إنه «يختلف تقريباً مع كل ما قاله» أمودي.

وظائف ستختفي 

ولم يكن هوانغ وحده من تناول هذه المسألة هذا الأسبوع؛ إذ كتب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (OpenAI) المطورة لنموذج (ChatGPT)، مقالاً على مدونته يوم الأربعاء، قال فيه إن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى اختفاء فئات كاملة من الوظائف مع تطور التقنية.

وأكد ألتمان أن نموذج (ChatGPT) «أصبح بالفعل أكثر قوة من أي إنسان عاش على الإطلاق»، متوقعاً مستقبلاً قد تصبح فيه الروبوتات قادرة على تصنيع روبوتات أخرى لتنفيذ مهام في العالم المادي، وفق ما نقل موقع «إنفستوبيديا».

ورغم هذه الصورة المستقبلية الجذرية، عبّر ألتمان عن تفاؤله بقدرة البشر على التكيف، مضيفاً: «الناس قادرون على التكيف مع أي شيء تقريباً، وأتوقع أن البشرية ستجد حلولاً جديدة للتعامل مع هذا التحول».

مخاوف وفرص في أفق سوق العمل

تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية من آثار الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، مع تحذيرات من إمكانية فقدان ملايين الوظائف، خاصة في المراحل الأولى من المسيرة المهنية، والوظائف التي تعتمد على مهام روتينية قابلة للأتمتة.

وتتباين التوقعات بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، إذ حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن التكنولوجيا قد تؤدي إلى فقدان الوظائف في المهن التي تتطلب مهارات، مثل: القانون والطب، والتمويل.

وقدَّر صندوق النقد الدولي أن 60% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة، مثل: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، معرضة للذكاء الاصطناعي، وأن نصف هذه الوظائف قد تتأثر سلبًا.

لكن في المقابل، يرى عدد من الخبراء أن هذه المرحلة قد تفتح الباب أمام خلق وظائف جديدة لم تكن موجودة من قبل، تتطلب مهارات مختلفة وأكثر تكيفاً مع بيئة تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد.

وأشار تقرير أعده معهد التوظيف الأميركي العام الماضي، إلى أن الوظائف الأكثر أماناً من الذكاء الاصطناعي والأتمتة هي تلك التي تتطلب صفات إنسانية لا يمكن للروبوت تقليدها، كما ستقلل المجالات الأكثر إبداعاً، والتي لا تلتزم بالروتين الصارم من خطر استبدال الذكاء الاصطناعي للوظائف.

وذكر أن هناك 10 وظائف تعد مقاومة للذكاء الاصطناعي، والمتوقع أن تشهد أعلى معدل نمو بحلول عام 2032، بحسب تقرير معهد التوظيف الأميركي، وأهمها: الممرضات (معدل النمو بحلول 2032 نحو 45.7%) ومساعدو الأطباء 27.6%.

وأضاف التقرير أيضاً وظائف، مثل: مستشارو الصحة العقلية بمعدل نمو 22.1%، ومدرسو التمريض 21.5%، والمدربون والكشافة 20%، والمدربون الرياضيون 17.5%، والمعالجون الفيزيائيون (العلاج الطبيعي) 16.9%، وأخصائيو تقويم العظام والأطراف الصناعية 16.8% والمعالجون المهنيون 13.9%.