في ظل تصاعد المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا على استقطاب أبرز المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، شرعت شركة «غوغل» في مراجعة سياساتها الخاصة بالتعويضات، حيث كشفت بيانات فيدرالية عن نطاقات الرواتب التي تمنحها الشركة لمجموعة واسعة من الوظائف التقنية والإدارية، والتي تصل في بعض الحالات إلى 340 ألف دولار سنوياً.
وفقاً لما أورده موقع «بيزنس إنسايدر»، أجرت «غوغل» تغييرات ملموسة في عملية تقييم الأداء السنوي لموظفيها، إذ شدّدت الإدارة في مذكرة داخلية، على لسان رئيس قسم التعويضات، على أن «الأداء العالي بات أكثر أهمية من أي وقت مضى».
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تحركات مماثلة من شركات أخرى مثل «ميتا» و«مايكروسوفت» التي بدأت بتشديد سياساتها تجاه أصحاب الأداء المنخفض، في وقت تشهد فيه صناعة التكنولوجيا سباقاً غير مسبوق على كفاءات الذكاء الاصطناعي.
ورغم تحفظ «غوغل» على نشر تفاصيل الأجور، فإن البيانات المتاحة من طلبات تأشيرات العمل، التي تُقدَّم إلى وزارة العمل الأميركية لتوظيف العمال الأجانب، كشفت عن تفاصيل مثيرة للاهتمام بشأن الرواتب الأساسية لآلاف الموظفين.
وتُظهر البيانات أن مهندسي البرمجيات في «غوغل» يتقاضون رواتب تتراوح بين 109,000 و340,000 دولار سنوياً، دون احتساب المكافآت أو أسهم الشركة.
وتشمل الرواتب في بعض المناصب الرئيسية، وفقاً لما نقله موقع «بيزنس إنسايدر» استناداً إلى نحو 6,800 طلب تأشيرة خلال الربع الأول من عام 2025، ما يلي:
وعلى الرغم من هذه الأرقام المرتفعة، أفاد عدد من موظفي «غوغل» عبر بيانات داخلية حصل عليها الموقع عام 2023، بأنهم يشعرون بعدم الرضا عن تعويضاتهم، حتى مع احتساب أسهم الشركة والمكافآت السنوية.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه سوق تكنولوجيا المعلومات ارتفاعاً مستمراً في متوسط الأجور، حيث تتنافس الشركات ليس فقط على الأرقام الكبيرة، بل كذلك على حزم المزايا الإضافية مثل الإجازات الممتدة وخيارات العمل عن بُعد والخدمات الصحية المتطورة.
وتعكس التحولات الجديدة في سياسات التعويضات لدى «غوغل» رغبتها في الحفاظ على مكانتها الرائدة وجذب الكفاءات في ظل تحديات الاقتصاد العالمي المتغير.
يُشار إلى أن «غوغل» لم ترد على طلب التعليق المرسل من «بيزنس إنسايدر».