من المقرر أن ينتهي يوم غدٍ الموعد النهائي المحدد لشركة أبل للامتثال لأحكام قانون الأسواق الرقمية للاتحاد الأوروبي. وتجري أبل حالياً مفاوضات اللحظة الأخيرة مع الجهات التنظيمية في بروكسل لتجنب المزيد من العقوبات.
في البداية، تم تغريم شركة أبل 500 مليون يورو لانتهاكها قانون الأسواق الرقمية. ثم مُنحت مهلة 60 يوماً للامتثال للتشريع. وينتهي هذا الموعد النهائي يوم غدٍ الخميس 26 يونيو، ولكن لم يتم الإعلان عن أي تغييرات على إرشادات متجر تطبيقات أبل حتى الآن.
واستندت هذه الغرامة إلى سياسات متجر تطبيقات أبل، والتي تمنع المطورين من التواصل مع المستخدمين بشأن خيارات الدفع خارج المتجر. وبينما يُسمح للمطورين بعرض رابطٍ واحد فقط لموقعهم الإلكتروني على المستخدمين، أفادت التقارير بأن أبل تحصل على عمولة بنسبة 27% على أي مدفوعات تتم من خلال الرابط المقدم.
أشارت المفوضية الأوروبية إلى أن أبل قد لا تواجه أي عقوبات إضافية، حيث كان الجانبان منخرطين في نقاشات حول تصحيح الوضع.
وشملت هذه المناقشات أيضاً رسوم التكنولوجيا الأساسية التي وضعتها أبل، حيث يدفع مطورو التطبيقات 0.50 يورو لشركة أبل عن كل تثبيت بعد مليون عملية تنزيل.
ومع ذلك، من المتوقع أن تُعلن أبل عن تنازلات طفيفة لتأمين المزيد من الوقت، ثم تقييم التغييرات المحتملة قبل الإعلان عن قرار نهائي.
ومن المرجح أن تراجع المفوضية الأوروبية التغييرات بعد ذلك، وتحدد ما إذا كانت متوافقة مع قانون السوق الرقمية قبل معاقبة أبل. وحتى الآن ليس من الواضح ما هي التغييرات التي يتوقع أن تجريها شركة أبل.
لكن من بين التغييرات المحتملة السماح بروابط دفع خارجية على متجر التطبيقات دون عمولة، أو تعديل لوائح مكافحة الاحتكار المعمول بها حالياً. كذلك، تم اتهام أبل بانتهاك قواعد الوصول المباشر للسوق، على أساس أنها منعت المستخدمين من التحميل الجانبي، وهي ممارسة تتضمن تنزيل تطبيقات بديلة من الإنترنت.
يذكر أن أبل كانت قد تجنبت في السابق غرامة بشأن خيارات متصفحها على أجهزة آيفون، بعد أن أجرت تغييرات تمكن المستخدمين من الانتقال إلى متصفح أو محرك بحث منافس بسهولة أكبر. وأكدت الجهات التنظيمية أن هذه التغييرات متوافقة مع قانون التسويق الرقمي، وأغلقت التحقيق في أبريل الماضي من هذا العام.
قد تؤجج غرامات الاتحاد الأوروبي التوترات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي هدد بفرض رسوم جمركية على الدول التي تعاقب الشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها. ووصفت إدارة ترامب هذه الغرامات بأنها شكل جديد من أشكال الابتزاز الاقتصادي، ولن تتسامح معه الولايات المتحدة.
يذكر أن رئيسة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي تيريزا ريبيرا كانت قد قالت سابقاً إن الاتحاد اتخذ إجراءات إنفاذ صارمة ومتوازنة ضد أبل، استنادًا إلى قواعد واضحة. وأكدت أنه يجب على جميع الشركات العاملة في الاتحاد الأوروبي الالتزام بالقوانين واحترام القيم الأوروبية.