في عالم يتّجه بسرعة نحو الاستدامة والمرونة، تظهر سبياغينا كواحدة من أكثر السيارات الكهربائية الصغيرة جرأة وأناقة، بتصميم مستوحى من نسيم البحر وروح الصيف، وسعر منافس.
لكن هل هي مجرد لعبة صيفية أم وسيلة تنقل حضرية مبتكرة تستحق الاهتمام الجاد؟
رغم أن سبياغينا من إنتاج شركة «مايكرو» السويسرية، إلا أن روحها تنبض بالطابع الساحلي الإيطالي. تتوفر بلونين جذابين: أزرق بورتوفينو، ورمادي سردينيا، يذكّرانك بشوارع المدن المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
شكلها «الفقاعي» يذكرنا بالتصميم الكلاسيكي للسيارات الصغيرة، لكن التفاصيل الحديثة تفرض حضوراً عصرياً، باب أمامي يفتح بالكامل، مصابيح بارزة، ونوافذ قابلة للإزالة، وسقف قماشي يمكن كشفه لتجربة قيادة مكشوفة مثالية في أيام الصيف.
رغم حجمها المتواضع، إلا أن سبياغينا تأتي بمحرك كهربائي بقوة 17 حصاناً، يكفي لدفعها إلى سرعة قصوى تبلغ حوالي 90 كم/س، وهو رقم مقبول بالنظر إلى وظيفتها كسيارة مخصصة للمسافات القصيرة داخل المدن والمناطق السياحية.
تُجهّز السيارة ببطارية بسعة 10.5 كيلوواط/ساعة، تمنحها مدى قيادة يصل إلى حوالي 177 كم – وهي مسافة مناسبة تماماً ليوم كامل من التنقلات بدون الحاجة لإعادة الشحن.
في الداخل، لا تتوقع رفاهية زائدة، بل بساطة ذكية مدعومة بتفاصيل أنيقة. المقاعد المغطاة بالجلد النباتي ثنائي اللون مأخوذة من مواد مقاومة للرطوبة تُستخدم في اليخوت، مما يجعلها ملائمة للأجواء الساحلية.
ولم تغفل الشركة عن جانب التكنولوجيا، إذ يمكن ترقية السيارة عبر باقة «Cool & Connect»، التي تشمل نظام تحكم في المناخ، وحامل للهاتف الذكي، ومكبر صوت بلوتوث. وعلى الرغم من أن سعر هذه الباقة لم يُعلن بعد، إلا أنها تُضيف بعداً عملياً لسيارة شاطئية بامتياز.
«سبياغينا» ليست مجرّد سيارة جديدة، بل امتداد لتاريخ طويل من الابتكار بدأه المخترع السويسري «ويم أوبوتر»، الذي أطلق «مايكرو سكوتر» عام 1997. ومنذ ذلك الحين، باعت الشركة أكثر من 50 مليون وحدة في 30 طرازاً مختلفاً، وحققت أرباحاً تجاوزت 600 مليون جنيه إسترليني.
نجاح الشركة في مجال التنقل الحضري عبر السكوترات دفعها للتوسع نحو السيارات، ما يجعل «سبياغينا» الخطوة الطبيعية التالية في رحلتها.
بسعر يبدأ من 21,377 جنيهاً إسترلينياً (ما يعادل تقريبا 27,150 دولاراً أمريكياً)، تبدو «سبياغينا» خياراً اقتصادياً ذكياً لمَن يريد سيارة ترفيهية أو وسيلة نقل خفيفة في المدينة أو قرب البحر. لكن هل هي بديل حقيقي للسيارات التقليدية؟ ليس تماماً. فهي تفتقر إلى الأنظمة المتقدمة الموجودة في سيارات المدينة التقليدية، وتُعدّ أشبه بما يسمى «بوكيت روكيت» أي مركبة صغيرة بقدرات محددة ومشاعر قيادة ممتعة.
الإيجابيات:
السلبيات:
شركة «مايكرو» لا تكتفي ببيع هذه السيارات للأفراد، بل تخطط للتعاون مع سلطات المدن الكبرى – مثل هيئة النقل في لندن – لإدخال ميكرولينو في منظومة التنقل المشترك، إلى جانب الدراجات والسكوترات الكهربائية. هذه الخطوة قد تُغيّر مستقبل التنقل في المدن المزدحمة، وتُقدّم نموذجاً جديداً لمركبات الاستئجار الحضري المستدامة.