الثلاثاء 19 أغسطس 2025 ص
بريطانيا والولايات المتحدة والصين من الأسواق المستهدفة
وضعت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي السوق العربية على رأس أولوياتها ضمن إستراتيجيتها الترويجية الجديدة، إذ تعتمد الخطة على حملات رقمية مكثفة عبر منصات عالمية متخصصة، تستهدف جذب شرائح واسعة من السائحين العرب، وفق ما أفاد به، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة، أحمد يوسف.
وأوضح يوسف في تصريحات لـ«إرم بزنس» أن الهيئة تتحرك وفق رؤية شاملة وخطة طموحة تهدف إلى فتح أسواق جديدة للسياحة المصرية، وتوسيع قاعدة السائحين من مختلف الجنسيات.
كما تعتمد هذه الخطة بشكل أساسي على أدوات ترويج مبتكرة وأساليب تسويق رقمية متقدمة، بما يضمن الوصول المباشر إلى الجمهور المستهدف وزيادة معدلات الإشغال بالفنادق والمنتجعات السياحية، وهو ما ينعكس إيجابا على دعم الاقتصاد المصري وتعظيم العوائد من قطاع السياحة الذي يعد إحدى الركائز الحيوية للدخل القومي، بحسب يوسف.
أشار القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة إلى أن الإستراتيجية الجديدة للهيئة تعطي أولوية خاصة للتسويق الإلكتروني عبر المنصات الرقمية العالمية المتخصصة في السفر والسياحة، مؤكداً أن هذه الأدوات الحديثة أثبتت فاعليتها في الوصول إلى شرائح متنوعة من السائحين حول العالم بسرعة أكبر وتأثير مباشر.
وقال: «الحملات الترويجية تركز على إبراز ما تمتلكه مصر من مقومات سياحية فريدة، تتنوع ما بين الشواطئ الخلابة والمواقع الأثرية العريقة والتجارب الثقافية المتنوعة، بجانب المقاصد الترفيهية الحديثة التي تضيف بعداً جديداً للتجربة السياحية».
إلى ذلك أضاف أن التعاون مع منصات عالمية مثل «ويغو» يعزز الانتشار الرقمي للمقصد المصري، خصوصاً في الأسواق العربية التي تعد مهمة لمصر.
أكد يوسف، أن الهيئة تستهدف من خلال هذه الحملات جذب المزيد من السائحين العرب عبر تقديم صورة عصرية وحديثة لمصر، تعكس ثراء مقوماتها وتطور بنيتها التحتية السياحية، مع تسليط الضوء على الوجهات الناشئة مثل مدينة العلمين الجديدة، التي باتت مؤهلة لتصبح مركزاً سياحياً إقليمياً بفضل التطور العمراني الكبير الذي تشهده.
كما لفت إلى أن الحملات الترويجية لا تقتصر على الإعلانات التقليدية، بل تشمل خطة إعلامية متكاملة تتضمن مقاطع فيديو عبر «يوتيوب»، وإعلانات عبر «غوغل»، إلى جانب محتوى تفاعلي باللغتين العربية والإنجليزية.
كذلك أشار يوسف إلى أنه تمتد الحملات إلى الإعلانات الذكية في المراكز التجارية ودور السينما بعدد من الدول العربية والأجنبية، مع تكثيف الرسائل الدعائية في فترات الذروة مثل العطلات الرسمية والأعياد.
وأضاف أن الهيئة وضعت أهدافاً طموحة، من بينها تحقيق أكثر من نصف مليون حجز سياحي عبر حملة «ويجو» وحدها، إلى جانب جذب ما لا يقل عن مليون سائح عربي إلى مصر بحلول يونيو المقبل.
يوسف تابع أن الحملة الترويجية الجديدة والأحدث ضمن جهود جذب السياح إلى مصر والتي تحمل شعار «إحنا مصر» تأتي انسجاماً مع إستراتيجية الدولة الرامية إلى ترسيخ مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، ليس فقط عبر رفع الوعي الخارجي بالمقصد المصري، ولكن أيضاً من خلال تعزيز الثقافة السياحية داخلياً وتشجيع المجتمع على التفاعل الإيجابي مع السائحين.
وأكد أن تحسين التجربة السياحية لا يعتمد فقط على تطوير الخدمات، بل كذلك على إشراك المواطنين في تقديم صورة حضارية تعكس طبيعة الشعب المصري المضياف.
في السياق ذاته نفذت الهيئة خلال الفترة الماضية برامج توعية في مختلف المحافظات المصرية، تستهدف نشر ثقافة السياحة وتعريف المواطنين بأهمية حسن معاملة السائح باعتباره سفيرًا ينقل صورة عن مصر إلى العالم، وفق يوسف.
كما أوضح أن التعاون القائم بين الهيئة ووزارة السياحة والآثار المصرية يهدف إلى تنويع الأسواق المستهدفة وتوسيع نطاق المنتجات السياحية المعروضة، بحيث تلبي مختلف أذواق واهتمامات السائحين، سواء كانوا يبحثون عن الشواطئ والأنشطة البحرية، أو المغامرة، أو السياحة الثقافية والتاريخية، أو حتى التسوق والترفيه.
القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة أكد أيضاً أن مصر تستضيف بشكل دوري وفوداً من ممثلي وسائل الإعلام الدولية من دول رئيسية، مثل: المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب وفود من الأسواق الصاعدة مثل الصين.
وقال: «إن هذه الزيارات تأتي في إطار ما يعرف بالرحلات التعريفية حيث يتم تنظيم جولات للوفود في عدد من المدن السياحية والأثرية مثل القاهرة وشرم الشيخ والأقصر، بهدف إطلاعهم عن قرب على المقومات السياحية المتنوعة التي تتمتع بها مصر».
بينما لفت إلى أن هذه الزيارات تمثل عنصراً مهماً في دعم الصورة الذهنية لمصر في الخارج، خاصة في الأسواق ذات الأهمية الإستراتيجية، مثل: السوقين البريطانية والأميركية.
وأضاف يوسف أن الإعلام الدولي يلعب دوراً حيوياً في تعزيز جاذبية المقصد المصري ونقل صورة حقيقية تعكس التطور الكبير الذي يشهده القطاع السياحي المصري خلال السنوات الأخيرة.
كذلك نوه إلى أن جهود الهيئة لا تقتصر على الحملات الدعائية فقط، بل تمتد إلى بناء شراكات إستراتيجية مع الفاعلين في القطاع السياحي عالمياً، بما في ذلك شركات الطيران ومنظمو الرحلات السياحية والمنصات الرقمية الكبرى.
إلى ذلك أكد أحمد يوسف، أن هذه الجهود مجتمعة تهدف إلى ترسيخ مكانة مصر كوجهة متكاملة قادرة على استقطاب السائحين من مختلف أنحاء العالم، وتعزيز استدامة قطاع السياحة كأحد أهم أعمدة الاقتصاد الوطني.
