منير خليفة: موقع سوريا يؤهلها لتكون مركزاً إقليمياً للطيران
منير خليفة: أدعو الرئيس الشرع للاقتداء بالنموذج الإماراتي للدولة
لم يكن يملك دولاراً في جيبه، وكان مديوناً بأكثر من 130 ألف دولار. ومع ذلك، استطاع منير خليفة، الرئيس التنفيذي لشركة MIXJET لخدمات الطيران، أن يؤسس شركته خلال 3 أيام فقط في الإمارات، بينما استغرقت العملية نفسها أكثر من ست سنوات في سوريا.
في حديث خاص لـ«إرم بزنس»، يقول خليفة: «قدّمت مثل أي شخص عادي في دبي، خلال 3 أيام أسست الشركة وفتحت الحسابات البنكية وانطلقت، لم أكن أملك معرفة أو وساطة، فقط التزمت بالقانون، بينما في سوريا، استغرق الحصول على الترخيص نفسه بين خمس وست سنوات؛ بسبب الطبيعة الأمنية التي تحكم قطاع الطيران هناك».
ويضيف: «في دبي، وجدت نموذجاً للدولة التي تبني اقتصادها على الشفافية وسيادة القانون، حيث يُعامل المستثمر مثل المواطن، هذا الفارق في التجربة يختصر لماذا أصبحت الإمارات حلماً للملايين».
في حديثه مع «إرم بزنس»، وجّه خليفة رسالة مباشرة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، داعياً إياه للاقتداء بالنموذج الإماراتي:
«في الإمارات تعيش أكثر من 200 جنسية بتناغم وسلام، لا يوجد انقسامات، ولا تصنيفات، أما في سوريا، فنحن بلد واحد، ومع ذلك تتعمق الانقسامات، بين طائفة وفئة ومركز، النماذج لا يصنعها الناس، بل يصنعها القادة».
خليفة الذي تخرج في جامعة أوديسا في الاقتصاد، وحصل على ماجستير في تخطيط المدن، بدأ حياته المهنية في الصحافة الاقتصادية في سوريا، حتى وصل إلى رئاسة قسم في إحدى الصحف، لكنه سرعان ما أدرك أن دخله المحدود لن يحقق له طموحاته، فبدأ يبحث عن فرصة جديدة.
«لطالما أحببت مجال الطيران، دخلت المجال عبر شركة سورية، تعلمت منها الكثير، وخلال عشر سنوات كانوا قد أسسوا سبع شركات، من هناك بدأت رحلتي نحو تأسيس MIXJET في 2009، رغم أنني كنت في وضع مالي صعب جداً».
يؤكد خليفة أن تأسيس شركة في مجال خدمات الطيران ليس بالأمر السهل: «يتطلب الأمر رأسمال وجهداً ومعرفة فنية واسعة، بدأت من لا شيء، مديون وعاجز مالياً، واليوم، تجاوزت مبيعات شركتي 100 مليون دولار سنوياً».
يتحدث منير خليفة بصراحة عن واقع المطارات السورية: «نفتقر إلى الرادارات الحديثة، والطيارون يهبطون يدوياً، أبراج المراقبة متقادمة، وتجهيزات الخدمة الأرضية بالكاد تكفي لخدمة طائرتين أو ثلاث، مطار دمشق لا يستطيع أن يستقبل أكثر من 4 أو 5 طائرات في وقت واحد، فما بالك بمطار حلب أو اللاذقية؟».
ويقترح خليفة حلاً جذرياً: «لماذا لا نفكر في مطار جديد بمدينة حمص؟ موقعها الجغرافي وسط البلاد، قريب من دمشق، وحلب، واللاذقية ودير الزور، وحتى الحدود مع العراق. بإمكانه أن يكون مطاراً إقليمياً يخدم المنطقة كلها إذا أُنجز بتجهيزات حديثة».
قبل الحرب، كانت الأجواء السورية تعج بمرور شركات الطيران، وكانت الدولة السورية تجني ملايين الدولارات من رسوم العبور، كما يوضح خليفة، «اليوم، يمكن إعادة تفعيل هذا المورد الضخم، نحن كشركة كنا نحصل إيرادات بالعملة الأجنبية للدولة، وإذا عادت شركات الطيران للعمل فوق سوريا، فإن الخزينة ستحصل على إيرادات مباشرة بالعملة الصعبة».
لا ينكر خليفة تأثير العقوبات، لكنه يميز بين ما هو خارجي وما هو بيد الإدارة المحلية: «حتى لو أقنعت مستثمراً بالدخول، لن يستطيع تحويل أرباحه أو إجراء معاملة مالية، هناك فجوة كبيرة يجب سدها في النظام المصرفي، مع ضرورة التفاوض لرفع أو تخفيف بعض العقوبات».
ضمن خطة توسعية مستقبلية، تستعد MIXJET لطرح جزء من أسهمها في سوق دبي المالي يقول خليفة: «نحن نعمل منذ 4 أشهر مع مستشارين ماليين للتحضير لعملية إدراج، الطرح الأولي (IPO) لا يتعلق فقط بالتمويل، بل يمنح الشركة ثقة أكبر، ويجذب شركاء دوليين، ويضعها في موقع شفاف».