أكد الخبير الاقتصادي المتخصص في الإنتاج التلفزيوني والدرامي عوض القدرو أن سوريا تمثّل اليوم أرخص موقع تصوير درامي في العالم العربي، وفي الوقت ذاته من أغناها من حيث التنوع الجغرافي والواقع الاجتماعي، ما يجعلها جاذبة للإنتاج الخارجي رغم التحديات الاقتصادية.
وأوضح في تصريح لـ«إرم بزنس» أن وجود مناطق مدمّرة بسبب الحرب، فضلاً عن مشاهد الفقر والطوابير اليومية أمام الصرافات، باتت مظاهر حقيقية تغني شركات الإنتاج عن اللجوء إلى الاستديوهات المكلفة، ما يجعل سوريا بيئة تصوير جاهزة من دون تدخل فني كبير.
ودعا إلى تشكيل هيئات ناظمة للاستثمار الاقتصادي، مبيناً أن الدراما السورية، رغم نشاطها النسبي أخيراً، لا ترفد الاقتصاد الوطني إلا عبر الضرائب التي تُدفع للحكومة، فيما العائدات الحالية تصبّ فقط بمصلحة العاملين في القطاع، ولا تسهم في تنشيط الدورة الاقتصادية العامة.
ورأى أن تحول الدراما إلى رافد اقتصادي حقيقي يتطلب إنتاجاً قوياً قادراً على فرض نفسه في السوق العربية، ودفع القنوات إلى التنافس على شراء المحتوى السوري، مشدداً على ضرورة وجود محطات تلفزيونية سورية خاصة قادرة على اتخاذ قرارات مرنة في الشراء والإنفاق، بعيداً عن قيود القطاع الحكومي.
لفت القدرو إلى أن وجود محطات تلفزيونية محلية فاعلة يمكن أن يسهم في دعم الاقتصاد من خلال سوق الإعلانات وعوائد البث، الأمر الذي ينطبق برأيه على الواقع الحالي.
وأعرب عن تقديره لدور «رأس المال العربي» عبر المحطات وشركات الإنتاج التي اختارت التصوير في سوريا، ما أنعش القطاع وأعاد له بعض الحراك، لكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية وجود «رأس المال السوري» لتغذية صناعة الدراما داخلياً، بما يحقق فائدة اقتصادية مباشرة للبلاد.
وأشار إلى أن قطاع الدراما السوري ما يزال يفتقر إلى ثقافة الشراكة ويعتمد كثيراً على نموذج "المنتج المنفذ"، على عكس التجارب في دول مثل مصر والمغرب العربي، حيث تبرز شراكات ناجحة بين شركات الإنتاج والتوزيع، ما ينعكس على جودة الأعمال وعوائدها.