تشير دراسات حديثة إلى أنّ واحداً من كل ثلاثة موظفين في مجال التقانة، إما استقالَ بالفعل أو يُفكّر جدياً بمغادرة وظيفته والسير في طريق العمل الحر.
ويعكس هذا التوجه تحولاً كبيراً في النظرة إلى الوظيفة التقليدية، لصالح نمط أكثر استقلالية ومرونة.
لكن هذا التغير لا يخلو من تبعات، خاصة على أرباب العمل، إذ أعرب 74% من مديري الشركات عن قلقهم المتزايد من خسارة الكفاءات، ليس بدافع الولاء، بل لأن استبدال موظف خبير قد يُكلّف الشركة ما يزيد على 20 ألف دولار، تشمل نفقات التوظيف والتدريب والتأهيل.
وفي تطوّر لافت، سجلت نسبة المغادرين لوظائفهم في هذا القطاع ارتفاعاً بلغ 20% خلال عام واحد فقط؛ ما أسهم في ظهور عدد متزايد من الشركات الناشئة التي أسّسها مستقلّون سابقون.
وقد نجحت بعض هذه المشاريع في استقطاب استثمارات بمليارات الدولارات خلال العام المنصرم.
وبات من الواضح أن رؤوس الأموال لم تَعُد حكراً على الشركات العملاقة، بل بدأت تتجه نحو مبادرات شبابية، قوامها الأساس: الخبرة، وجهاز حاسوب، واتصال جيد بالإنترنت.
ومع ذلك، فإنّ نجاح هذه المبادرات ليس مضموناً دائماً، إذ يواجه الكثير من المشاريع الناشئة تحديات تتعلّق بضعف الإدارة، أو نقص الخبرة، أو المنافسة الشرسة في السوق.
وفي ظل هذه المتغيرات السريعة، يبقى السؤال الأهم مطروحاً: هل الاستقالة من الوظيفة التقليدية هي الخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم المهني؟ أو أنّها مجرّد مغامرة غير محسوبة قد تقود إلى طريق مسدود؟