وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، بأن سعر الساعة 80 ألف دولار، في حين ذكرت مصادر أخرى أن سعرها يبلغ نحو 2600 دولار فقط، لتثير الواقعة تساؤلات حول ثروة ماكرون وكم يتقاضى شهريا؟
ووفقاً لما نشرته الهيئة العليا لشفافية الحياة العامة في فرنسا العام الماضي، فإن ثروة "رئيس الأغنياء ماكرون" حسبما يطلق عليه معارضوه، لا تزيد على 500 ألف يورو.
وتتكون ثروته من استثمارات مختلفة وأرباح كتابه "ثورة"، وتأمين على الحياة بقيمة 113 ألف يورو، ولا يمتلك سيارة خاصة أو أصولا عقارية، أما عن الديون فعليه سداد قرض أعمال بنحو 122 ألف يورو، ويبلغ راتبه الشهري، بحسب مجلة فوربس، نحو 12 ألف يورو شهرياً.
ويأتي هذا في خضم احتجاجات مشتعلة تشهدها فرنسا منذ أن أقرت الحكومة بموافقة الرئيس الفرنسي مشروع قانون إصلاح سن التقاعد، من دون إحالة المسودة النهائية للتصويت في الجمعية الوطنية.
ودعت نقابات عمالية فرنسية إلى تنظيم إضرابات واحتجاجات جديدة في أنحاء البلاد يوم الثلاثاء المقبل، خلال زيارة مرتقبة لملك بريطانيا تشارلز الثالث.
واضطرت الإدارة العامة للطيران المدني الفرنسي، إلى طلب إلغاء 20% من رحلات الشركات في 4 مطارات رئيسة بالبلاد، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، إثر إضراب مراقبي الحركة الجوية المنخرطين في الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد.
ويأتي إلغاء الرحلات الذي يشمل مطارات أورلي في باريس، مرسيليا، بوردو، تولوز، كامتداد لقرارات مماثلة في الأيام الأخيرة، شملت تخفيض عدد الرحلات بما يتوافق مع عدد مراقبي الحركة الجوية وتجنّب المزيد من التعطيل.
وقالت شركة السكك الحديدية الوطنية إن نصف رحلات القطار السريع ألغيت بسبب الاحتجاجات، بينها رحلات إلى العاصمة باريس.
وشهدت باريس عدداً قياسياً من المتظاهرين فيما ارتفعت التعبئة على مستوى البلاد مقارنة بيوم التحرك الثامن في 15 مارس، عندما نزل 480 ألف شخص إلى الشوارع في أرجاء فرنسا بحسب تقديرات وزارة الداخلية.
وتعطلت خدمات القطارات وأُغلقت بعض المدارس، بينما تراكمت القمامة في الشوارع وتعطل توليد الكهرباء، مع تصعيد النقابات الضغط على الحكومة لسحب القانون الذي يمد سن التقاعد عامين إلى 64 عاماً.
وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من أكوام حطام محترقة، أعاقت حركة المرور على طريق سريع بالقرب من تولوز في جنوب غرب فرنسا، كما تسببت الإضرابات في إغلاق طرق بمدن أخرى لفترة وجيزة.
وقال متحدث باسم شركة مطارات باريس: "إن الاحتجاج بالقرب من المبنى رقم 1 في مطار شارل ديغول لم يؤثر على الرحلات الجوية".
وتم تنظيم احتجاجات في أنحاء البلاد اليوم، بينما استهدفت احتجاجات أخرى مستودعات للنفط، وأغلقت محطة للغاز الطبيعي المسال في مدينة دنكيرك الشمالية.
وقال ماكرون الأربعاء الماضي: "إن القانون الذي مررته الحكومة في البرلمان بدون تصويت الأسبوع الماضي، سيدخل حيز التنفيذ بنهاية العام على الرغم من الاحتجاجات في البلاد".
وقال فيليبي مارتينيز زعيم الكونفدرالية العامة للشغل: "أفضل رد يمكن أن نقدمه للرئيس هو مشاركة الملايين في الإضرابات وخروجهم إلى الشوارع".
وجذبت الاحتجاجات ضد التغييرات، والتي شملت أيضاً زيادة عدد سنوات العمل، حتى يتمكن المواطن من الحصول على معاش التقاعد كاملاً، حشوداً ضخمة في مظاهرات نظمتها النقابات منذ يناير الماضي.
وتمثل أحدث موجة من الاحتجاجات، أكبر تحدٍ للسلطة منذ احتجاجات السترات الصفراء قبل 4 أعوام.
وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية الفرنسيين يعارضون قانون التقاعد، وكذلك قرار الحكومة بتمريره في البرلمان بدون تصويت.
وقال أوليفييه دوسوبت وزير العمل الفرنسي: "إن الحكومة لا تنكر حالة التوتر بالبلاد، لكنها تريد المضي قدماً في التغييرات".