logo
تكنولوجيا

سباق شرس.. أموال طائلة تنهمر على مشاريع الذكاء الاصطناعي

سباق شرس.. أموال طائلة تنهمر على مشاريع الذكاء الاصطناعي
نموذج وجه روبوت بشري مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف، سويسرا، 30 مايو 2024.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:22 مايو 2025, 04:42 م

بينما يزداد النقاش العام حول فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي، ويسير العالم على خطٍّ فاصل بين الحماس والقلق، يمضي المستثمرون في استكشاف طرق تحصيل القيمة من هذا القطاع الواعد، في وقت تشهد الشركات التي تُطوّر نماذج الذكاء الاصطناعي نمواً سريعاً، لا اعتقاد بأنه سيضمحل.

بعد أن ذهب حوالي 1 من كل 3 دولارات من رأس المال الاستثماري إلى شركة ناشئة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي خلال عام 2024، أصبح هذا القطاع صاحب حصة الأسد من تمويل الشركات الناشئة عالمياً.

أخبار ذات صلة

غوغل تدشن خطة تتيح للمستخدمين الوصول لأحدث نماذج الذكاء الاصطناعي

غوغل تدشن خطة تتيح للمستخدمين الوصول لأحدث نماذج الذكاء الاصطناعي

تظهر بيانات منصة «كرانشبيس» (Crunchbase) استثمار مبلغ ضخم قدره 100 مليار دولار في الشركات الناشئة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم العام الماضي، ما يمثل زيادة بنسبة 80% عن عام 2023، مع قيام شركات مثل «داتا بريكس» (Databricks) و«أوبن إيه آي» (OpenAI) و«إكس إيه آي» (xAI) و«أنثروبيك» (Anthropic) وحدها بجمع عشرات المليارات من الدولارات.

وقد دفع نمو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي إجمالي تمويل المشروعات العالمية في عام 2024، إلى ما يقرب من 314 مليار دولار.

زخم الاستثمار المباشر

في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)، أصبح الذكاء الاصطناعي بالفعل قوة بارزة، إذ بلغ الإنفاق الرأسمالي العام الماضي أعلى مستوى له على الإطلاق.

وفقاً لمنصة البيانات (fDi Markets) المتخصصة في رصد الاستثمارات العابرة للحدود، تم الإعلان عن مشروعات ذكاء اصطناعي بقيمة 107.9 مليار دولار العام الماضي. يُمثل هذا الرقم السنوي أكثر من نصف الإجمالي المُسجل في الفترة بأكملها منذ عام 2016، حين بدأت المنصة تتبع الاستثمارات في هذا القطاع الناشئ.

تشمل مشروعات الذكاء الاصطناعي أبحاثه، وتطوير الأدوات القائمة عليه، والبنية التحتية المرتبطة به. وتندرج تلك المشروعات ضمن قطاعات البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وما يعكس طبيعة مشروعات الذكاء الاصطناعي كثيفة رأس المال والطلب المتزايد على تقنياته في مختلف القطاعات، أن الاستثمارات المرتبطة به مثّلت 8.3% من إجمالي الاستثمارات الرأسمالية عالمياً في عام 2024.

وبالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في قيمة الاستثمارات، ظل عدد المشروعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي قوياً، حيث بلغ الإجمالي المسجل 678 مشروعاً، بزيادة تفوق 20% عن عام 2023؛ ما يجعله ثاني أعلى عام على الإطلاق، لا تتجاوزه سوى ذروة عام 2022 التي بلغت 711 مشروعاً.

يُسلط هذا الزخم الضوء على استمرار السباق العالمي للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، حيث تتنافس الدول والشركات على ترسيخ مكانتها في هذا المجال.

وعلى الرغم من أن مشاريع أشباه الموصلات لم تُشكل سوى 3% من إجمالي إعلانات مشروعات الذكاء الاصطناعي في عام 2024، إلا أنها استحوذت على نسبة كبيرة بلغت 40% من إجمالي الاستثمارات الرأسمالية. ما يقرب من خُمس صفقات أشباه الموصلات الخاصة بالذكاء الاصطناعي في عام 2024، كانت عبارة عن استثمارات ضخمة.

ما يبرر هذا التركيز على إنشاء وتوسيع مصانع أشباه الموصلات، المعروفة باسم (fabs)، كونها أمراً محورياً في تلبية الطلب المتزايد على معالجات الذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة

ترامب يعلن اتفاقاً مع الإمارات بشأن أشباه الموصلات الأميركية المتقدمة

ترامب يعلن اتفاقاً مع الإمارات بشأن أشباه الموصلات الأميركية المتقدمة

صعود الهند

خلال عام 2014، كانت آسيا والمحيط الهادئ الوجهة الرائدة في المشروعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي (ضمن التصنيف المناطقي)، إذ تُظهر بيانات من (fDi Markets) تسجيل 195 صفقة في مجال الذكاء الاصطناعي في المنطقة العام الماضي بقيمة إجمالية بلغت 35.6 مليار دولار، تُمثل ثلث استثمارات رأس المال في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

وقد عزّزت الهند هذه الهيمنة إلى حد كبير، حيث احتلت المرتبة الثانية كأكبر وجهة لمشاريع الذكاء الاصطناعي والاستثمار الرأسمالي بعد الولايات المتحدة.

هيمنة أميركية

لا تزال أميركا الشمالية أكبر سوق مُصدرة لاستثمارات القطاع، مدفوعة بشكل كبير بالولايات المتحدة التي تُهيمن على تمويل الذكاء الاصطناعي العالمي، والبحوث، وتطوير البنية التحتية، وتقود فيها الشركات الكبرى استثمارات القطاع عالمياً.

استثمرت الشركات الأميركية في 239 مشروعاً للذكاء الاصطناعي خلال عام 2024، وهو ما يُمثل 35.3% من إجمالي السوق، فيما لا تزال شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «مايكروسوفت» و«أمازون» و«ألفابت» و«أوراكل» و«أوبن إيه آي»، في طليعة ابتكارات الذكاء الاصطناعي، في ظل استثمارها بكثافة في مراكز البيانات والتطوير والنماذج التأسيسية.

ومن أبرز المشروعات التي أطلقتها الشركات الأميركية في عام 2024، استثمر «أمازون ويب سيرفيسز» 8 مليارات جنيه إسترليني لبناء وتشغيل وصيانة مراكز بيانات في المملكة المتحدة؛ واستثمار «أوراكل» البالغ 6.5 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في ماليزيا؛ وتوسع «مايكروسوفت» في البنية التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في البرازيل بقيمة 2.6 مليار دولار.

ولا تُعد الولايات المتحدة أكبر مصدر لاستثمارات الذكاء الاصطناعي فحسب، بل هي أيضاً الوجهة الأولى عالمياً، حيث اجتذبت 105 مشروعات متعلقة بالذكاء الاصطناعي في عام 2024، وهو ما يمثل أكثر من 15% من السوق العالمية.

يدعم الهيمنة الأميركية نظامها البيئي التكنولوجي الراسخ، وإمكانية الوصول إلى أفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي وأفضل المواهب، إلى جانب توفر تمويل حكومي وقطاع خاص كبير.

في يناير 2025، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مشروع «ستارغيت» المشترك بين «أوبن إيه آي» و«أوراكل» و«سوفت بنك»، لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بحلول عام 2029. وصرّح ترامب بأن الحكومة ستُسهّل تطوير المشروع، لا سيما في ما يتعلق بالبنية التحتية للطاقة.

عام 2025.. انطلاقة قوية

لا يُظهر الذكاء الاصطناعي أي تباطؤ، فقد شهد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي انطلاقة قوية في عام 2025، مع الإعلان عن العديد من المشروعات البارزة، بما في ذلك استثمار شركة «داماك القابضة» الإماراتية بقيمة 20 مليار دولار في العديد من مراكز البيانات في الولايات المتحدة، وإعلان شركة إدارة الأصول الكندية «بروكفيلد» عن استثمار بقيمة 20 مليار يورو لنشر البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في فرنسا.

زيارة الرئيس الأميركي إلى الخليج منتصف مايو الجاري، تخللها الإعلان عن إنشاء مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي ـالأميركي الشامل بسعة 5 غيغاواط، والذي يعد الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، حيث ستتولى شركة «جي 42» الإماراتية بناءه وتشغيله بالشراكة مع عدة شركات أميركية، ما سيخلق منصة إقليمية تمكن الشركات الأميركية العملاقة من تقديم خدمات سريعة لما يقرب من نصف سكان العالم.

الإمارات أعلنت أيضاً هذا الشهر، إطلاق مشروع مجمع الذكاء الاصطناعي في فرنسا ضمن مسار التعاون الإماراتي-الفرنسي في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

وبينما لا يُظهر سوق الذكاء الاصطناعي أي تباطؤ، ومع ازدياد الاستثمار في القطاع، سيكون تحقيق التوازن بين الابتكار والاستدامة والمنفعة الاقتصادية أمراً بالغ الأهمية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC