في الوقت الذي كانت فيه «تسلا» ترسم ملامح مستقبل السيارات الكهربائية عالمياً، برزت الصين كقوة صاعدة أعادت توزيع الأدوار، مدفوعةً بدعم حكومي ضخم، واستثمار في البحث والتطوير، ظهرت خلال العقد الأخير عشرات العلامات الصينية التي لم تعد تُنافس تسلا فقط في السعر، بل حتى في التكنولوجيا والتصميم والانتشار.
اليوم، لا يبدو تهديد «تسلا» نظرياً، بل ميدانياً، إليك 5 علامات تجارية صينية تركت أثراً فعلياً في السوق، وفرضت على «تسلا» إعادة التفكير.
بداياتها في تصنيع البطاريات تحولت إلى إمبراطورية سيارات كهربائية.
في 2023، تفوقت «بي واي دي» (BYD) على «تسلا» في حجم الإنتاج داخل الصين، وكانت لها 4 طرازات ضمن قائمة العشر الأوائل مبيعاً، مقابل طراز وحيد لتسلا.
سيارات مثل (Qin Plus) و(Dolphin) و(Seagull)، تقدم ما يطلبه السوق الصيني: تصميم ذكي، وأداء جيد، وسعر مقبول. وتفوقت (BYD) فعلياً على (Model Y) من «تسلا» في فترات معينة، خصوصاً في النصف الثاني من 2024.
شركة «نيو» (Nio) بدأت شهرتها بمحطات تبديل البطاريات، لكنها اليوم تُنافس «تسلا» مباشرة.
عبر علامتها الفرعية الجديدة (Onvo)، أطلقت (Nio) سيارة (L60) لتكون منافساً مباشراً لـ(Model Y)، لكن بسعر يبدأ من 219,900 يوان فقط (أقل من تسلا بحوالي 30 ألف يوان).
الرؤية واضحة تتمثل في تقديم تقنيات قيادة شبه ذاتية، ومساحة داخلية عملية، وتصميم يجذب شريحة الشباب والعائلات على حد سواء.
«زيكر» (Zeekr)، التابعة لمجموعة «جيلي» (Geely)، أثارت الإعجاب بسيارتها (001) ومن بعدها (Zeekr 7X)، التي تستهدف بوضوح سوق (Model Y) و(Xpeng G6).
بتصميم مستوحى من بورشه باناميرا وتقنيات داخلية متقدمة مثل معالجات (Qualcomm 8295)، تعطي (Zeekr) إحساساً حقيقياً بالفخامة.
الأهم أن المنصة الهندسية (SEA) التي تستخدمها مرنة وتدعم التوسع، ما يجعل (Zeekr) علامة جدية في التصدير.
توجّه «لي أوتو» (Li Auto) واضح: تقديم سيارات كهربائية هجينة بمدى ممتد، بتصميم يركز على احتياجات العائلة.
سيارات مثل Li L9 وLi 7 تقدم مقصورات بثلاثة صفوف، مع نظام ترفيهي ذكي، وركن ذاتي، ودفع رباعي، ما يجعلها خياراً مثالياً للعائلات الراقية في المدن الكبرى.
الرسالة التسويقية واضحة: سيارة فاخرة وآمنة.. دون التورط الكامل في اعتماد الشحن فقط.
رغم تأسيسها حديثاً، أثبتت «إكسبينغ» (Xpeng) مكانتها بسرعة، خصوصاً بسيارتي (G6) و(G9)، والسيارة منخفضة السعر (Mona M3)، التي تبدأ من 119,800 يوان فقط أي نصف سعر (Model 3) تقريباً.
(Xpeng) لا تكتفي بالسعر المنافس، بل تراهن على تفوقها في أنظمة القيادة الذاتية والمساعدات الذكية، ما يجعلها محببة لدى الجيل الشاب الباحث عن الذكاء قبل الأداء.
ما يُميز هذه الشركات الخمس هو أنها لا تُقلد «تسلا»، بل تقدم فلسفة تصميم وإنتاج وتسويق مختلفة.
من المدى الممتد إلى البطاريات القابلة للتبديل، ومن الفخامة الصامتة إلى الأسعار التنافسية، المشهد لم يعد مركزياً، بل متعدد الأقطاب.
صحيح أن «تسلا» لا تزال تمتلك الريادة عالمياً، لكن استمرار تجاهل هذه القوى الصاعدة قد يُفقدها الكثير من الهيمنة، خصوصاً في أسواق مثل أوروبا وجنوب شرق آسيا.
الصين لم تعد تصنع «نُسخاً أرخص»، بل تُقدّم نماذج حقيقية لما يُمكن أن تكون عليه سيارة المستقبل: ذكية، وعملية، وجريئة.
والسؤال الآن لم يعد: هل ستتأثر «تسلا»؟ بل: كم من حصتها السوقية ستتنازل عنه.. ومتى؟