وتأتي التخفيضات المزمعة للوظائف في شركة الاتصالات البريطانية، بعد أيام من إعلان منافستها مجموعة فودافون ومقرها بريطانيا، أنها ستلغي حوالي 11 ألف وظيفة، خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويأتي أسبوع الإعلانات عن تسريح العمال بشكل كبير في المملكة المتحدة، بعد شهور من التخفيضات للموظفين ذوي الياقات البيضاء في الولايات المتحدة.
في المقابل، لم تلجأ الشركات الأوروبية إلى حد كبير، إلى تخفيضات مماثلة واسعة النطاق، إذ تتجه معدلات البطالة في جميع أنحاء القارة، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق منذ شهور.
وتوقع الاقتصاديون صورة اقتصادية أكثر قتامة في جميع أنحاء أوروبا مؤخراً، في وقت سابق من هذا العام. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا، إلا أن الكثير من بلدان القارة تجنبت حتى الآن ما بدا وكأنه ركود لا مفر منه.
وغالباً ما توفر قوانين العمل في جميع أنحاء المنطقة - لا سيما في أوروبا القارية - حماية ضد التخفيضات واسعة النطاق، حتى عندما تتدهور الظروف الاقتصادية. ومع ذلك، فإن الشركات الكبيرة، بما في ذلك بعض أكبر الشركات الفاعلة في أوروبا، تسرح الموظفين في عمليات محسوبة، جنباً إلى إلى جنب مع نظرائهم الأميركيين.
وتبرز تخفيضات "بي تي غروب" بسبب حجمها، وقالت الشركة يوم الخميس إنها ستسرح الموظفين المثبتين والعاملين المتعاقدين من قوة عاملة حالية، تبلغ حوالي 130 ألفاً، كجزء من إعادة هيكلة لعملياتها.
وقالت فودافون في وقت سابق هذا الأسبوع، إن التخفيضات جاءت كجزء من خطة رئيسها التنفيذي الجديد لتغيير أداء المجموعة.
وحدثت موجة من عمليات تقليص حجم الشركات، على نطاق أصغر في أوروبا في وقت سابق من العام، عندما بدا الاقتصاد أقل مرونة. وأعلنت شركة برمجيات الأعمال الألمانية SAP، أنها ستلغي 3000 وظيفة في يناير، بعد أن سجلت انخفاضاً حاداً في الأرباح في عام 2022.
وقالت شركة إريكسون السويدية لصناعة معدات الاتصالات، في فبراير، إنها ستسرح حوالي 8500 عامل في جميع أنحاء العالم، وأشارت إلى خفض التكلفة مع تباطؤ الطلبات الخاصة بمعدات 5G، في الولايات المتحدة والأسواق الأخرى.
في الشهر نفسه، قالت شركة فورد موتور إنها تخطط لخفض 3800 وظيفة في أوروبا، خلال السنوات الثلاث المقبلة، لخفض التكاليف وزيادة الأرباح، مع استمرارها في التحول نحو السيارات الكهربائية.
وأعلنت شركات أخرى، بما في ذلك فولفو، صانع الشاحنات والحافلات، وفولفو للسيارات، التي تصنع سيارات الركاب، وستيلانتيس المصنعة لسيارات الجيب، وسلسلة البقالة في المملكة المتحدة "سينسبري" Sainsbury، عن تخفيضات أصغر في عدد الموظفين. كما قامت الشركة الصناعية الألمانية العملاقة "باسف" BASF وصانع المصاعد الفنلندية Kone، بتقليص عدد الموظفين بشكل متواضع في وقت سابق من هذا العام.
قالت رويال فيليبس، الشركة الهولندية لتصنيع المعدات الطبية، في يناير إنها تخطط لإلغاء 6000 وظيفة بحلول منتصف العقد، بما في ذلك 3000 هذا العام، كجزء من إعادة تنظيم تهدف إلى تحسين أدائها.
وتأتي التخفيضات بالإضافة إلى أربعة آلاف وظيفة، قالت الشركة إنها ستلغيها في أكتوبر تشرين الأول. وتضررت شركة فيليبس، التي تبيع منتجات تشمل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وآلات الموجات فوق الصوتية، بسبب مشاكل سلسلة التوريد وانخفاض المبيعات في الصين، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.