صعود أغلب العملات الآسيوية مقابل الدولار الأميركي
الدولار التايواني يقفز إلى أعلى مستوياته في 3 عقود أمام نظيره الأميركي
مع موجة الهبوط الحاد، والتي بلغت مستويات قياسية هي الأعلى منذ عقود، للعملة الأميركية مقابل العديد من العملات الآسيوية، طرأت على الطاولة من جديد فكرة خفض قيمة الدولار عمداً أمام عملات الدول التي تسجل فائضا تجاريا مع الولايات المتحدة.
منذ ساعات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تجتمع مع العديد من الدول، بما في ذلك الصين، بشأن صفقات تجارية، وإن أولويته الرئيسية مع الصين هي تأمين صفقة تجارية عادلة.
جددت موجة الهبوط الحاصل للدولار مقابل العملات الآسيوية، جنبا إلى جنب والحديث عن التوصل لاتفاق تجاري بين واشنطن والعديد من الدول، التكهنات بشأن اتفاق جديد على غرار سيناريو فندق بلازا نيويورك عام 1985، إلا أن اتفاق هذه المرة في منتجع «مار-أ-لاغو» الذي يمتلكه ترامب في فلوريدا.
صباح اليوم نفى بنك تايوان المركزي أن يكون ارتفاع الدولار التايواني، بناء على اتفاق أميركي. وفي نهاية الأسبوع الماضي، نفى مسؤولو وزارة المالية اليابانية أنباء أفادت بضغط واشنطن على السلطات في طوكيو بشأن خفض قيمة الدولار مقابل الين، للحصول على اتفاق تجاري.
ارتفعت العملات الآسيوية اليوم الاثنين على أمل ذوبان الجليد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين واتفاقيات التعريفات الجمركية الإقليمية التي باتت تلوح في الأفق وفقا لأحدث تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وزادت العملات في مختلف أنحاء آسيا في الأسابيع الأخيرة مع تراجع الدولار الأميركي قرب أدنى مستوى في ثلاث سنوات، بسبب المخاوف من أن حرب الرسوم الجمركية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستضر بأكبر اقتصاد في العالم.
تعكس الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب رؤيته بأن العجز التجاري الأميركي الذي بلغ رقما قياسيا قدره 1.2 تريليون دولار عام 2024 يضر بالعمال الأميركيين، وخصوصا الوظائف الصناعية.
في أكثر من مرة أعرب ترامب عن اعتقاده بأن الدولار الأميركي قوي أكثر مما ينبغي، بينما يرى مستشاروه أن ضعف الدولار قد يعالج اختلالات العجز التجاري، بل ويعتبر بعضهم أن موقع الدولار كعملة احتياطية عالمية بات يشكل عبئا لا ميزة.
وفقا لهذا الطرح، فإن القوة التاريخية للدولار تقوّض القدرة التنافسية الأميركية، وتبعا لذلك، قد تسعى واشنطن لإبرام اتفاقات مع دول أخرى من أجل تصحيح هذه المعادلة.
في عام 1985، بادر وزير الخزانة الأميركي آنذاك، جيمس بيكر، إلى جمع قادة ماليين من أكبر 5 اقتصادات في العالم (اليابان، وألمانيا الغربية، وفرنسا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة) في فندق بلازا بنيويورك، حيث تم التوصل إلى اتفاق تاريخي لخفض قيمة الدولار الأميركي بشكل منسق.
عُرفت هذه المبادرة باسم اتفاقية بلازا، وهدفت الاتفاقية إلى تقليص قيمة الدولار من خلال التزامات واضحة: الولايات المتحدة تعهدت بخفض عجزها الفيدرالي، في حين التزمت اليابان وألمانيا بتحفيز الطلب المحلي.
كما وافقت الأطراف المشاركة على التدخل في أسواق العملات عند الضرورة لتصحيح اختلالات الحساب الجاري، وجاء هذا الاتفاق في ظروف تشبه ظروف اليوم، من حيث ارتفاع معدلات التضخم، وأسعار فائدة مرتفعة، وعجز تجاري كبير.
في وقت تالٍ، تبع اتفاقية بلازا توقيع اتفاقية اللوفر عام 1987، والتي هدفت إلى وقف تراجع الدولار واستعادة توازنه.
في ظل السياسات الحمائية التي يتبناها ترامب، ظهرت تكهنات إعلامية تشير إلى احتمال إبرام اتفاق دولي جديد، غير رسمي حتى الآن، قد يشبه اتفاقية بلازا.
وفق صحيفة واشنطن بوست أطلق بعض المحللين على هذه التكهنات اسم «اتفاقية مار-أ-لاغو»، في إشارة رمزية إلى نادي ترامب الخاص في فلوريدا، من دون وجود أي إعلان رسمي بهذا الشأن.
في الشهر الماضي ظهرت ورقة بحثية مثيرة للجدل بعنوان «دليل المستخدم لإعادة هيكلة النظام التجاري العالمي» من إعداد ستيفن ميران، أحد مستشاري ترامب.
يرى ميران في الورقة البحثية أن فرض رسوم جمركية أحادية الجانب قد يجبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة على إعادة النظر في سياساتهم الاقتصادية.
تصدرت تايوان توجه ارتفاع العملات مقابل الدولار، حيث ارتفعت عملتها بنسبة 5%، مسجلةً أكبر ارتفاع يومي لها منذ أكثر من ثلاثة عقود، وسط تكهنات بأن المصدرين يسارعون إلى تحويل حيازاتهم من الدولار الأميركي إلى عملة الجزيرة التي تضم أكبر شركة للرقائق في العالم.
نفى البنك المركزي التايواني، اليوم، وجود أي ضغوط من البيت الأبيض لرفع قيمة بعض العملات الآسيوية في إطار صفقة تجارية، ومع ذلك فإن الأسواق تتأهب لأي تحول قد يطرأ.
عادةً ما يكون الدولار التايواني لاعبا هادئا في أسواق العملات الآسيوية الناشئة، ويؤكد الارتفاع التاريخي للدولار التايواني على إعادة تقييم أوسع للآفاق الاقتصادية للمنطقة، مع تزايد أهمية دوره في سلاسل توريد أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي العالمية.
في الأسبوع الماضي، قال وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو للبرلمان، إن اليابان لا تتلاعب بسوق العملات لإضعاف الين، وذلك ردا على اتهامات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن اليابان تخفض قيمة عملتها عمدا لمساعدة المصدرين.
أضاف كاتو في بيان: «اليابان لا تتلاعب بسوق العملات لإضعاف الين عمداً، كما يتضح من حقيقة أن أحدث إجراءاتنا كانت التدخل بشراء الين». في إشارة إلى تعليقات ترامب التي انتقد فيها اليابان لمنح صادراتها ميزة تجارية من خلال إضعاف الين.
في الوقت ذاته قال وزير المالية إن اليابان قلقة للغاية بشأن التداعيات الاقتصادية العالمية للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك في أقوى تحذير حكومي حتى الآن مع بدء البلدين محادثات تجارية.
مع ارتفاع الدولار التايواني بأكثر من 10% خلال الشهر الماضي، ارتفعت قيمة الرينغيت الماليزي بنسبة 1.3% إلى أقوى مستوى لها منذ أكتوبر 2024، في حين ارتفعت قيمة الوون الكوري الجنوبي بنسبة 1.3%.
في غضون ذلك ارتفع سعر صرف الدولار السنغافوري بنسبة 0.6% ليصل إلى 1.292 مقابل الدولار الأميركي، ليصل ارتفاعه في عام 2025 إلى 5.3%، وأغلق الدولار السنغافوري آخر مرة فوق مستوى 1.29 دولار في سبتمبر 2024.
إلا أن الروبية الإندونيسية قلصت مكاسبها بعد أن أظهرت البيانات أن أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا نما بأبطأ وتيرة له منذ أكثر من ثلاث سنوات.
◄زاد الين مقابل الدولار الأميركي حوالي 0.45% إلى مستويات 144.31 ين ياباني مبتعدا عن أدنى مستوى سجله يوم الجمعة عند حوالي 145.91، خلال شهر تقريبا.
◄قفز الدولار التايواني 9% في 6 أيام، ويتجه إلى تحقيق أكبر مكاسب منذ 1980، وارتفعت عملة تايوان إلى 29.59 مقابل الدولار الأميركي، وهو أعلى مستوى لها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
◄ارتفع الدولار التايواني بأكثر من 3% إلى 29.618 مقابل الدولار الأميركي، معززا بذلك قفزة قياسية بلغت 4.5% يوم الجمعة، جعلته يصل إلى أعلى مستوى في عامين.
◄بلغ اليوان الصيني أعلى مستوى له في ما يقرب من ستة أشهر عند 7.1980 مقابل الدولار، بعد الارتفاع 0.45%.
◄ارتفع الرينغيت الماليزي بنسبة 1.5% ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2024.
◄صعد الدولار مقابل نظيره الأميركي السنغافوري بنسبة 0.45%، وصولا إلى مستويات 1.291 دولار.
◄تراجع الدولار مقابل الروبية الهندية بنسبة 0.5% إلى مستويات 84.5 روبية للدولار.
◄انخفض الدولار مقابل الروبية الإندوسية بنسبة 0.25% وصولا إلى مستويات 16438 روبي للدولار.