الصين تفاجئ الأسواق.. مبيعات مكثفة للدولار وتكديس لسبائك الذهب
في محاولة من السلطات في بكين لحماية الرينمبيني (اليوان) الذي يتراجع منذ فترة أمام العملة الأميركية، عمدت البنوك الصينية إلى تكثيف مبيعات الدولار لدعم اليوان خلال أبريل الماضي وفقا لبيانات رسمية صدرت اليوم الثلاثاء.
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن بنك الشعب الصيني، اليوم الثلاثاء، انخفاضاً يفوق توقعات الأسواق وخبراء إس أند بي غلوبال في احتياطي الصين من الدولار، وفي الوقت ذاته ارتفع الذهب في مكونات الاحتياطي الأجنبي الصيني.
45 مليار دولار
وانخفضت احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي - وهي الأكبر في العالم - بمقدار 44.83 مليار دولار إلى 3.201 تريليون دولار الشهر الماضي، مقارنة مع 3.232 تريليون دولار في تقديرات المحللين و3.246 تريليون دولار في مارس.
وانخفض اليوان 0.28% مقابل الدولار في أبريل، بينما ارتفع الدولار الشهر الماضي 1.8% مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى.
اقرأ أيضاً- تزامناً وتوترات "رفح".. الجنيه المصري يفقد تماسكه أمام الدولار
احتياطي الذهب
ورغم ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية لجات السلطات في بكين إلى التحوط بالملاذ الآمن تزامنا وتزايد التوترات الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط.
وأظهرت البيانات أن الصين تمتلك 72.8 مليون أوقية من الذهب في نهاية أبريل، ارتفاعا من 72.74 مليون أوقية في نهاية مارس.
وارتفعت قيمة احتياطيات الصين من الذهب إلى 167.96 مليار دولار في نهاية أبريل من 161.07 مليار دولار في نهاية مارس.
سعر اليوان
وقرر بنك الصين الشعبي صباح اليوم الثلاثاء تحديد سعر صرف اليوان مقابل الدولار الأميركي عند مستوى 7.1002 يوان لكل دولار.
وكانت التوقعات تشير إلى تسجيله 7.2143 يوان، وبلغ سعر إغلاق الزوج جلسة أمس 7.2077 يوان، كما قام البنك بضخ 2 مليار يوان ضمن عمليات إعادة الشراء في الأسواق لأجل 7 أيام، بعائد 1.8%.
اقرأ أيضاً- رهان الفائدة والبنوك.. أسواق أوروبا تتعافى مؤقتاً
دعم اقتصادي
وفي محاولة لتحفيز النمو قال المكتب السياسي في الصين، اليوم الثلاثاء: "إن الحكومة ستنفذ سياسة نقدية حكيمة وسياسة مالية استباقية"، مضيفا أن "الحكومة سوف تستخدم أدوات السياسة بمرونة، بما في ذلك نسبة متطلبات الاحتياطي (RRR) وأسعار الفائدة".
وأضاف المكتب: "سيتم توسيع الطلب المحلي في الصين بنشاط، ويتم تنسيق ودراسة تدابير السياسة لحل مخزونات المنازل".
وأكد المكتب السياسي في الصين على تعزيز التنمية الصحية لسوق رأس المال، وحيث لا يزال التعافي الاقتصادي في الصين يواجه تحديات متعددة.
وقال المكتب: "سيتم تكثيف الحكومة جهودها لجذب واستخدام رأس المال الأجنبي، سوف تدعم الصين الشركات الخاصة لاستكشاف الأسواق الخارجية".
رؤية سلبية
وفي الأسبوع الماضي قال صندوق النقد الدولي: من المتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين من 5.2% بعام 2023 إلى 4.6% و4.1% بعامي 2024 و2025، مضيفا أن "منطقة آسيا والمحيط الهادئ تتجه نحو الهبوط الناعم، على الرغم من تراجع التضخم السريع والنمو المرن".
وأضاف الصندوق: "من المُرجح أن يتباطأ النمو الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى 4.5% بالعام الحالي وبنسبة 4.3% في 2025".
وتابع الصندوق: "تتعرض منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمخاطر تصحيح القطاع العقاري في الصين، بالإضافة إلى صدمات أسعار السلع الأساسية، والاضطرابات التجارية بسبب التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط".
ويجدر الذكر، أن المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا، كانت قد صرحت، في وقت سابق، بأن الصين بحاجة إلى تعزيز الطلب المحلي وتحويل المزيد من اقتصادها نحو قطاع الخدمات للحد من المشكلات الناجمة عن فائض الطاقة التصنيعية داخل قطاعات معينة.