أميركا.. تراجع حاد بمؤشر فيلادلفيا الصناعي وطلبات إعانة البطالة تنخفض

سجل مؤشر فيلادلفيا للصناعات التحويلية في الولايات المتحدة تراجعاً حاداً، فيما أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية، اليوم الخميس، انخفاضاً طفيفاً في طلبات إعانة البطالة للأسبوع المنتهي في 12 أبريل 2025. 

وأوضحت البيانات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي، اليوم الخميس، أن مؤشر فيلادلفيا للصناعات التحويلية انخفض بمقدار 39 نقطة إلى سالب 26.4 نقطة في قراءة أبريل، دون التوقعات بتراجعه إلى 2.2 نقطة.

وسجل المؤشر أكبر وتيرة انكماش منذ أبريل 2023 (سالب 33.4 نقطة)، حيث تشير القراءات دون الصفر إلى انكماش النشاط داخل القطاع.

ولم يقتصر الأمر على أن الرقم الفعلي جاء بعيداً عن التوقعات، بل مثّل أيضاً انخفاضاً حاداً عن القراءة السابقة التي كانت 12.5. 

وانخفض مؤشر التوظيف بمقدار 20 نقطة إلى 0.2 نقطة في أبريل، وهبط مؤشر الطلبيات الجديدة إلى سالب 34.2 نقطة من 8.7 نقطة في مارس، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل 2020.

بينما ارتفع مؤشر الأسعار إلى 51 نقطة من 48.3 نقطة، مسجلًا أعلى مستوى له منذ يوليو 2022، وأفادت حوالي 54% و31% من الشركات بزيادات في تكاليف مستلزمات الإنتاج، وأسعار سلعها، على التوالي.

ويسلط هذا التراجع المفاجئ بمؤشر فيلادلفيا للصناعات التحويلية الضوء على التقلبات والتحديات التي يواجهها مصنعو منطقة فيلادلفيا في الوقت الحالي.

ويعد مؤشر فيلادلفيا للصناعات التحويلية، مقياساً رئيساً لصحة قطاع التصنيع في منطقة فيلادلفيا.

ويُحدّد المؤشر أوضاع العمل العامة لرجال الصناعة في فيلادلفيا. ويتم استخراج هذا المؤشر من مسح يتم فيه استجواب عدد من الأشخاص حول نسبة مستوى نشاط قطاع الأعمال بشكل عام، بحيث يجيبون بأنه في «تزايد» أو «تناقص» أو «بدون تغيير».

وعلى الرغم من أن هذا المسح يقتصر على رجال الصناعة في ولاية فيلادلفيا فقط، فإن تجار العملة يراقبونه عن كثب، لأن البنك الفيدرالي في ولاية فيلادلفيا ينشر هذا المؤشر قبل تقارير اقتصادية أساسية أخرى عن القطاع الصناعي بأسابيع (مثل تقرير الإنتاج الصناعي ومؤشر مؤسسة إدارة الدعم للقطاع الصناعي).

وللاتجاه الصعودي تأثير إيجابي على عملة البلاد، حيث تُعتبر الأوضاع الجيدة في القطاع الصناعي إشارة إلى قوة الاقتصاد.

تأثير التراجع على الدولار

ومن المتوقع أن يكون لهذا الانخفاض المفاجئ في المؤشر تأثيرات على الدولار الأميركي، حيث قد يُنظر إلى هذا الرقم الأدنى من المتوقع على أنه سلبي أو متشائم بالنسبة للأداء المستقبلي للعملة. ومن المحتمل أن يؤثر هذا في معنويات المستثمرين، ويؤثر على أداء الدولار في الأسواق، وفق منصة "إنفستنج دوت كوم".

ويعد هذا التراجع في المؤشر مؤشراً واضحاً على التحديات التي يواجهها قطاع التصنيع في المنطقة. ويُظهر الحاجة الملحة للأطراف المعنية لمتابعة الوضع من كثب والتكيف مع المتغيرات الاقتصادية.

ورغم أن المؤشر قد يتعرض للتقلبات، إلا أن حدة هذا التراجع تستحق الانتباه، حيث يعد بمثابة تذكير بعدم استقرار الظروف الاقتصادية وأهمية الصمود والقدرة على التكيف في قطاع التصنيع. ومع مرور الصناعة بهذه الأوقات الصعبة، سيكون التركيز على استراتيجيات يمكن أن تساعد في تقليل المخاطر وتعزيز النمو.

بيانات إعانات البطالة

من جهة أخرى، انخفضت طلبات الحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة مرة أخرى الأسبوع الماضي، مع استمرار صمود سوق العمل، على الرغم من المخاوف من ركود اقتصادي ناتج عن الرسوم الجمركية.

وقالت وزارة العمل الأميركية، اليوم الخميس، إن عدد طلبات إعانات البطالة انخفض بمقدار 9,000 ليصل إلى 215,000 طلب في الأسبوع المنتهي في 12 أبريل 2025، وهو أقل بكثير من توقعات المحللين التي بلغت 225,000 طلب جديد.

وتُعد طلبات إعانات البطالة الأسبوعية مؤشراً تقريبياً لحالات التسريح من العمل، وقد بقيت في الغالب بين 200,000 و250,000 طلب خلال السنوات القليلة الماضية، وفق «أسوشيتد برس».

كما انخفض متوسط عدد الطلبات خلال أربعة أسابيع — وهو متوسط يُستخدم لتخفيف تقلبات الأرقام الأسبوعية — بمقدار 2,500 ليصل إلى 220,750 طلباً.

ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أوقف أو خفف من حدة العديد من تهديداته بفرض الرسوم الجمركية، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، الأمر الذي قد يقوض صمود سوق العمل الأميركي التاريخي.