logo
اقتصاد

هجمات البحر الأحمر.. كلفة التأمين ترتفع وسلاسل الإمداد تدفع الثمن

هجمات البحر الأحمر.. كلفة التأمين ترتفع وسلاسل الإمداد تدفع الثمن
ناقلة النفط «سونيون» بعد استهدافها من الحوثيين في البحر الأحمر شمال غرب مدينة الحديدة اليمنية يوم 29 أغسطس 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:9 يوليو 2025, 02:43 م

تُشير التقديرات إلى أن أقساط التأمين على السفن العابرة للبحر الأحمر ستبقى مرتفعة، في أعقاب استئناف الحوثيين هجماتهم على الشحن التجاري.

ويعكس ذلك، بحسب تقرير نشره موقع AGBI، استمرار التهديدات التي تواجه أحد أهم الممرات البحرية الحيوية للتجارة العالمية.

أخبار ذات صلة

هل تصل أصداء الضربة الأميركية لإيران إلى الملاحة في قناة السويس؟

هل تصل أصداء الضربة الأميركية لإيران إلى الملاحة في قناة السويس؟

جاء التصعيد الأخير يوم الاثنين، حين تعرّضت سفينة الشحن «إتيرنيتي سي» (Eternity C)، التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، لهجوم غرب العاصمة اليمنية صنعاء، أثناء توجهها إلى جدة في المملكة العربية السعودية، وأسفر الهجوم، بحسب مسؤولين، عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم وإصابة اثنين آخرين.

وفي اليوم السابق، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن استهداف سفينة أخرى ترفع علم ليبيريا، وتحمل اسم «ماجيك سيز» (Magic Seas)، وكانت في طريقها من الصين إلى تركيا محمّلة بشحنة من الحديد والأسمدة، وأعلنت «مجموعة موانئ أبوظبي» أنها أنقذت أفراد طاقم السفينة البالغ عددهم 22.

وتُنهي هذه الحوادث نحو ستة أشهر من الهدوء النسبي في المنطقة.

ومن المتوقع أن يؤدي التصعيد الجديد إلى استمرار ارتفاع تكاليف التأمين، خاصة أقساط المخاطر الحربية التي يدفعها مالكو السفن لحماية أصولهم من مخاطر النزاع والإرهاب، فضلاً عن رسوم إضافية لعبور المناطق المصنفة عالية الخطورة، مثل البحر الأحمر.

ويرجّح المحامي البحري المقيم في دبي، كاميرون ليفينغستون، أن تبقى شهية شركات التأمين محدودة تجاه المخاطر في البحر الأحمر، ما يدفع باتجاه مزيد من الارتفاع في أسعار التأمين ويزيد الضغوط التضخمية على السلع الاستهلاكية والنفط المار عبر المنطقة.

ويُعد فرض أقساط تتجاوز 0.5 إلى 0.7% من قيمة السفينة احتمالاً قائماً في ظل الأوضاع الراهنة، بحسب تقديراته.

كان الحوثيون قد بدؤوا استهداف السفن التجارية أواخر عام 2023 «رداً على الحرب في غزة»، ما أجبر العديد من شركات الشحن على تغيير مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من المرور عبر قناة السويس، وقد أدى هذا التحوّل إلى إطالة زمن الرحلات وزيادة كلف الوقود، ما فاقم الضغوط على سلاسل التوريد العالمية.

أخبار ذات صلة

تدفقات النفط عبر مضيق هرمز.. شريان الطاقة في العالم

تدفقات النفط عبر مضيق هرمز.. شريان الطاقة في العالم

وارتفعت الآمال في مايو بشأن إمكانية التهدئة بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الحوثيين والولايات المتحدة، غير أن الهجمات الأخيرة بدّدت تلك التوقعات.

ويرى فيليبي غوفيا، مدير تحليل سوق الشحن في «بيمكو» (BIMCO) البحرية، أن الغموض لا يزال يحيط بمسألة استعادة الأمن الكامل في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن العودة الكاملة إلى وتيرة العمليات الطبيعية قد تؤدي إلى انخفاض في الطلب على شحن الحاويات بنسبة تصل إلى 10%.

وتشير بيانات «بيمكو» إلى أن عبور سفن الحاويات عبر البحر الأحمر لا يزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الصراع، حيث انخفض بنسبة 67%، كما تراجع مرور ناقلات السيارات بنسبة 78%، وناقلة الغاز الطبيعي المسال بنسبة 88% مقارنة بمستويات عام 2023.

وبينما شهدت حركة سفن الحاويات وناقلات المنتجات النفطية تحسناً منذ أبريل، لا تزال كميات الخام والبضائع الجافة في تراجع، بحسب غوفيا.

إلى جانب ذلك، أعادت هذه الهجمات تأكيد المخاوف بشأن استقرار مضيق هرمز، أحد أهم نقاط العبور للطاقة عالمياً، ويُعد المضيق، الذي تمر عبره نحو خُمس صادرات النفط العالمية، قد برزت هشاشته بشكل واضح خلال تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل على مدار 12 يوماً في يونيو الماضي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC