تقارير
تقاريرمركب يحمل مهاجرين بطريقة غير شرعية- رويترز

بدلًا من الموت.. التونسيون في إيطاليا شرعياً

تحاول أوروبا جاهدة بشتى الطرق مواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية التي تهدد العديد من دول القارة العجوز تزامنًا مع تدفق آلاف المهاجرين عبر الشواطئ الخاضعة لدول الشمال الأفريقي.

وفي غضون ذلك دخل الاتحاد في العديد من الاتفاقات مع الدول المصدرة للمهاجرين، ومن بينهم تونس، والتي تعهد الاتحاد بأن يمنحها حوالي مليار يورو لدعم اقتصاد الدولة التي تعد من أكثر مصدري المهاجرين.

4 آلاف

وبطريقة شرعية ولمواجهة أزمة الهجرة غير المنظمة، تستعد إيطاليا لاستقبال نحو 4 آلاف تونسي في الفترة المقبلة في إطار توقيع اتفاق رسمي بين البلدين.

ووقعت تونس وإيطاليا على مذكرة تفاهم بشأن تنظيم الهجرة النظامية، بهدف حسن إدارة تدفق المهاجرين التونسيين على إيطاليا بالطرق القانونية.

وصل نحو 126 ألف مهاجر في قوارب إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي، أي ما يقرب ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من عام 2022، الذي بلغ 64 ألفا
الداخلية الإيطالية
أزمة إيطالية

وفقا لبيانات وزارة الداخلية الإيطالية وصل نحو 126 ألف مهاجر في قوارب إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي، أي ما يقرب ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من عام 2022، الذي بلغ 64 ألفا.

ودعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في سبتمبر الاتحاد الأوروبي إلى التحرك بشكل مشترك ببعثة بحرية إن لزم الأمر لمنع المهاجرين من عبور البحر المتوسط من شمال أفريقيا.

وطلبت ميلوني من الاتحاد الأوروبي المساعدة في تخفيف الضغط عن إيطاليا، بعدما وصل إلى الجزيرة نحو 8500 شخص في يومين فقط خلال سبتمبر على متن 199 مركبا، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

اقرأ أيضًا- أميركا الضامن.. خفض تصنيف إسرائيل صعب جدًا
الضغط على تونس

وتتعرض تونس لضغوط قوية من إيطاليا والاتحاد الأوروبي، الذي تعهد أيضا بتقديم مليار يورو من أموال التكتل لمساعدة الاقتصاد التونسي مقابل وقف تدفق المهاجرين.

ووصل نحو 126 ألف مهاجر في قوارب إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي، أي ما يقرب ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من عام 2022، الذي بلغ 64 ألفا، وفقا لبيانات وزارة الداخلية الإيطالية

بينما تقع جزيرة لامبيدوزا على بعد أقل من 150 كيلومترا من الساحل التونسي، وهي إحدى المحطات الأولى للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط أملا في الوصول إلى أوروبا.

تعهد بتقديم مليار يورو من أموال التكتل لمساعدة الاقتصاد التونسي مقابل وقف تدفق المهاجرين
الاتحاد الأوروبي
ثلاث سنوات

وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان: "إن هذه المذكرة وقعها عن الجانب التونسي وزير الخارجية نبيل عمار، وعن الجانب الإيطالي نائب رئيسة الحكومة الإيطالية وزير الخارجية والتعاون الدولي انطونيو تاياني الذي يزور تونس حاليا".

وأضافت: "هذه المذكرة تتعلق بمجال التصرف في تدفقات الهجرة، وهي ستُمكن من توفير حصة سنوية بأربعة آلاف بطاقة إقامة غير موسمية على امتداد ثلاث سنوات لفائدة العمال التونسيين بإيطاليا".

الهجرة غير الشرعية

وأكدت تونس أن وزيري خارجية تونس وإيطاليا عقدا قبل التوقيع على مذكرة التفاهم المذكورة، جلسة عمل تم خلالها التطرق إلى مسألة الهجرة غير الشرعية وسبل مواجهتها.

يأتي ذلك في إطار مقاربة شاملة تهدف إلى النهوض بالهجرة الشرعية والحد من الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الاتجار بالبشر وتمكين الشباب التونسي من الولوج الى فرص التشغيل بإيطاليا.

وتهدف تونس وإيطاليا إجراء مشاورات سياسية، وإرساء شراكة ثنائية في مجالي العمل والأمن الغذائي، ضمن إطار منتدى الأمن الغذائي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

ما لا يقل عن 1874 شخصاً لقوا حتفهم أو فقدوا في المتوسط خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام
المنظمة الدولية للهجرة
اتفاق رسمي

ووقّعت تونس، الشهر الماضي، مذكّرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي تقضي بحصولها على مزيد من الدعم المالي، مقابل تشديد الرقابة على الهجرة.

ويتعامل القضاء التونسي مع معظم المهربين ووسطاء الهجرة غير النظامية على أنهم تجار بشر، بعد أن كانت توجه لهم تهم تكوين تنظيم إجرامي.

اقرأ أيضًا- كلمة باول.. الشيطان يكمن في التفاصيل
تحقيقات مكثفة

وفي وقت سابق أعلنت كل من السلطات التونسية والإيطالية بدء تحقيقين منفصلين في مقتل 41 مهاجراً بعد غرق قارب كانوا على متنه قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.

وقد شهد النصف الأول من العام الحالي 2023 تسجيل زيادة في أعداد المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا للمرة الأولى منذ عام 2017.

أزمة عميقة

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن ما لا يقل عن 1874 شخصاً لقوا حتفهم أو فقدوا في المتوسط خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، في حين تم تسجيل 1108 حالات غرق أو فقد خلال نفس الفترة من العام الماضي 2020.

وعلى الرغم من العدد المروع الذي يسجل للمهاجرين المفقودين في البحر الأبيض المتوسط، إلا أن الرقم الحقيقي أكبر بكثير، بسبب نقص المعلومات وعدم وجود آليات للإبلاغ الرسمي والمنهجي عن حالات الوفاة والاختفاء.

لابد من التحرك بشكل مشترك ببعثة بحرية إن لزم الأمر لمنع المهاجرين من عبور البحر المتوسط من شمال أفريقي
رئيسة وزراء إيطاليا- جورجيا ميلوني
حملة واسعة

وفي منتصف الشهر الماضي نفذت القوات الأمنية التونسية حملة واسعة النطاق مدعومة بطائرات ووحدات مكافحة الإرهاب في مدينة صفاقس، تستهدف مهربي البشر وتهدف إلى وقف موجات تدفق المهاجرين نحو إيطاليا.

ودهمت حينذاك وحدات من الحرس الوطني التونسي منازل تأوي مئات المهاجرين، واعترضت شاحنات تحمل مهاجرين باتجاه الشواطئ، واحتجزت عديدا من القوارب، وألقت القبض على مهربين.

وطوق المئات من العناصر الأمنية التونسية أماكن تعرف بأنها نقاط أمنية سوداء في مناطق جبينانة وقرقنة والمساترية وفي صفاقس، التي أصبحت نقاطا رئيسية لمغادرة قوارب الهجرة باتجاه إيطاليا.

جزيرة لامبيدوزا

وقالت وزارة الداخلية التونسية إن الحملة جاءت بناء على تعليمات من الرئيس قيس سعيد لمواجهة التدفق غير المقبول للمهاجرين.

وجاءت الحملة الأمنية في الوقت الذي تواجه فيه جزيرة لامبيدوزا الإيطالية عددا كبيرا من المهاجرين الذين يصلون إليها على متن قوارب.

وفي وقت سابق أكد رئيس بلدية جزيرة لامبيدوزا أن أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئها تتزايد.

جاء ذلك بعد وصول نحو 8.5 ألف شخص من شمال أفريقيا على متن قوارب خلال يومين، مضيفا أن الجزيرة تواجه أزمة.

اقرأ أيضًا- للمرة الأولى بالتاريخ.. تصنيف إسرائيل الإئتماني تحت التهديد

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com