الانتظار يمكّن واشنطن من عقد صفقات أفضل
ليست المرة الاولى التي يقنع فيها بيسنت ترامب
لم يؤجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب موعد تطبيق الرسوم الجمركية «رسوم يوم التحرير»، من 9 يوليو إلى 1 أغسطس، رحمة بالأسواق، ولا حرصاً على الاستقرار والسلام العالمي، بل بناء على توصية وزير الخزانة سكوت بيسنت بالتوقف مؤقتاً للتوصل إلى صفقات تجارية أفضل.
فوفقاً لتقارير إعلامية أميركية، رأى بيسنت أن بلاده ستتمكن مع مرور الوقت من إبرام اتفاقيات تجارية أفضل مع دول مثل الهند، والاتحاد الأوروبي، ما يستلزم بعض الوقت لإتمام الاتفاق بدل التصعيد.
قبل أن يمدد ترامب مهلة سريان التعريفات لثلاثة أسابيع، كشفت وسائل الإعلام الأميركية، أن الرئيس ترامب أمضى عطلة نهاية الأسبوع في مناقشة الخيارات عبر الهاتف وفي محادثات خاصة مع حلفائه المقربين من ناديه للغولف في بيدمينستر، نيوجيرسي.
فكّر ترامب إما في تحديد موعد نهائي جديد أو إرسال رسائل تحذيرية بشأن الرسوم الجمركية دون تحديد تاريخ محدد، لكنه اضطر إلى التأجيل بعد تلقيه النصيحة من بيسنت.
وفقاً لسوابق تاريخية بين الرجلين، ونظرا لثقة ترامب الكبيرة بوزير خزانته، كان بيسنت هو من أقنع ترامب بتعليق الرسوم الجمركية مؤقتاً في أبريل.
حتى أن ترامب يضع وزير خزانته كأحد الخيارات الأقرب لولاية مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد رحيل رئيسه الحالي جيرول باول.
أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي في بيان، إن العديد من الدول أبدت اهتماماً بخفض التعريفات الجمركية، لكن ترامب لا يزال متمسكاً بالشروط الأميركية.
وأضاف أن بلاده تملك زمام الأمور، مشيراً إلى نفوذها في المفاوضات لإبرام صفقات أحادية الجانب مع معدلات تعريفات جمركية مناسبة لشركائها التجاريين.
في أكثر من مناسبة، أبدى الرئيس الأميركي إحباطه من بطء التقدم في محادثات التجارة، مُلقياً باللوم على دول أخرى لعدم تقديمها عروضاً عادلة.
واختار ترامب تأجيل الرسوم الجمركية، فبعث رسائل للضغط على دول لإتمام صفقاتها، وهدد بوصول المزيد من هذه الرسائل، وقال إنه على وشك إرسال واحدة إلى الاتحاد الأوروبي.
وخلال اجتماع وزاري عُقد مطلع الاسبوع، قال ترامب إن الرسالة تعني اتفاقاً أحادياً، مشيراً إلى مفاوضات جارية مع دول أخرى.
أعلن الرئيس الأميركي عن خطط لفرض رسوم جمركية باهظة على سلع محددة، متعللاً بأسباب تتعلق بالأمن القومي.
شملت القائمة الجديدة التي أعلن عنها ترامب منذ ساعات، رسوماً جمركية بنسبة 50% على النحاس، ورسوماً جمركية تصل إلى 200% على الأدوية.
قال وزير التجارة هوارد لوتنيك في إحاطة صحفية: «من المتوقع فرض رسوم جمركية على أشباه الموصلات والأدوية بحلول الأول من أغسطس، بانتظار تحديد النسبة التي يراها الرئيس».
وعد البيت الأبيض بإبرام 90 صفقة خلال 90 يوماً بعد توقف جزئي لعملية فرض ما وصفه الرئيس الأميركي بالرسوم الجمركية المتبادلة، في النهاية تم الإعلان عن 3 صفقات فقط مع «بريطانيا، الصين، فيتنام».
أشار وزير التجارة الأميركي إلى استحالة التفاوض مع كل الدول الـ200 التي تتعامل معها الولايات المتحدة،في حين قال وزير الخزانة إن التركيز انصب على البلدان الثمانية عشر المسؤولة عن 95% من العجز التجاري الأميركي، ومن بينهماالـ14 دولة التي تلقت الدفعة الاولى من الرسائل.