ارتفاع أسعار المستهلكين للمرة الأولى في 5 أشهر
حالة عدم اليقين في التجارة عصفت بتوقعات التصدير
تتوالى البيانات الصادمة التي تظهر أن حرب التعريفات الجمركية طوال شهر بين واشنطن وبكين، أضرت اقتصاد بكين بشدة، ما يهدد هدف الصين بتحقيق نمو 5% هذا العام.
تعمق انكماش أسعار المنتجين في الصين خلال يونيو الماضي إلى أسوأ مستوياته في نحو عامين، مع مواجهة الاقتصاد لحالة عدم يقين بشأن حرب تجارية عالمية وضعف الطلب في الداخل، ما يزيد الضغوط على صناع السياسات لطرح المزيد من إجراءات الدعم، والتحفيز.
بالمقابل، ارتفعت أسعار المستهلكين للمرة الأولى في خمسة أشهر، وكان الارتفاع طفيفاً، فيما تقود البيانات الحالية إلى تأجيج فكرة تدخل البنك المركزي الصيني «بنك الشعب» عبر خفض أسعار الفائدة لتحفيز الطلب المحلي من ناحية، ودفع النمو وتوسع اقراض الشركات من ناحية أخرى.
◄ أظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء الصيني اليوم الأربعاء، انخفاض مؤشر أسعار المنتجين 3.6% في يونيو مقارنة بالعام السابق، وهو أسوأ من انخفاض 3.3% في مايو الماضي.
◄ جاءت بيانات اليوم الصادمة، أكثر من توقعات الأسواق التي رجحت انكماشاً بنسبة 3.2%، ويعد الانكماش الحالي أكبر انخفاض منذ يوليو 2023.
◄ انكمش نشاط المصانع في الصين للشهر الثالث على التوالي في يونيو، وإن كان بوتيرة أبطأ، مع استمرار ضعف التوظيف وطلبات التصدير الجديدة.
◄ على أساس شهري، انخفض مؤشر أسعار المستهلك 0.1% مقابل انخفاض 0.2% في مايو، ما خالف توقعات الاقتصاديين باستقرار التضخم.
◄ على أساس سنوي ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين، 0.1% متجاوزاً توقعات الاقتصاديين بانكماش 0.1%، ومرتفعاً عن نسبة يونيو من العام الماضي التي سجلت انكماشاً 0.1%.
◄ ارتفع التضخم الأساس، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، إلى 0.7% في يونيو، وهو أعلى مستوى في 14 شهراً.
قال دونغ لي جوان من المكتب الوطني للإحصاء في بيان اليوم، إن بعض الصناعات الموجهة للتصدير تتعرض لضغوط من حيث الأسعار، وإن حالة عدم اليقين في بيئة التجارة العالمية أثرت في توقعات التصدير للشركات.
كما اضاف أن ارتفاع أسعار المستهلك يعود في المقام الأول إلى انتعاش أسعار السلع الاستهلاكية الصناعية.
رجح الخبير الاقتصادي الصيني لدى «كابيتال إيكونوميكس» زيتشون هوانغ، في مذكرة، انخفاض الطلب في وقت لاحق من هذا العام، مع تباطؤ الصادرات وتراجع الدعم المالي.
ومع استمرار ضعف الطلب المحلي في إعاقة الاقتصاد الصيني، لجأت شركات إلى تخفيضات الأسعار لتعزيز المبيعات.
قال هوانغ من «كابيتال إيكونوميكس» إن الاتجاه المتباين في أسعار المستهلك يشير على الأرجح إلى تأثيرات مخطط مقايضة السلع الاستهلاكية.
وتوقع انخفاض التضخم الأساس مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام، مع احتمال تلاشي الدعم الحكومي.
بدورهما، تعهدت شركتا التجارة الإلكترونية الصينيتان «علي بابا» و«جيه دي دوت كوم» بتقديم إعانات ضخمة خلال الأشهر الأخيرة للتوسع بقوة في عمليات التسليم السريع.
كتب كبير الاقتصاديين في بنك «آي إن جي» لين سونغ، إن القوة النسبية الأخيرة لليوان والتضخم الضعيف المستمر سيمنحان بنك الشعب الصيني مجالاً لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في وقت لاحق من العام.
وأضاف أن تراجع بيانات النشاط الصناعي في الأشهر الأخيرة، يشير إلى شعور بالإلحاح الفوري لتلقي الدعم؛ ما يرجح خفض أسعار الفائدة التالي في الربع الرابع.