بعد ساعة ونصف الساعة فقط من محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق والمرشح للانتخابات المقبلة دونالد ترامب، أطلقت شركات صينية قمصاناً تحمل صورة ترامب وهو يشير بقبضة يده بعد نجاته من محاولة اغتيال، أمس السبت، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ" الصينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن رد فعل تجار التجزئة الصينيين "جاء بنفس سرعة رد فعل الرئيس الأميركي جو بايدن"، الذي علّق على الحادثة الساعة الثامنة مساءً، بعد ساعة ونصف الساعة من محاولة الاغتيال التي جرت بحلول الساعة 06:31 مساءً بالتوقيت المحلي.
وطُرِحَت الدفعة الأولى للبيع على موقع "تاوباو" وهي منصة صينية شهيرة متخصصة بالتجارة الإلكترونية، في تمام الساعة 08:40 مساءً.
وقالت لي جينوي، وهي تاجرة تبلغ من العمر 25 عاماً، إنها أعلنت عن القمصان على موقع "تاوباو" حتى قبل أن تبدأ الطباعة، وفي غضون ثلاث ساعات استلمت أكثر من 2000 طلب من الصين والولايات المتحدة.
وأوضحت أن مصنعها، الذي يستغرق دقيقة فقط لإنجاز قميص واحد، صنّع العديد من المنتجات التذكارية الخاصة بحملة ترامب فقط، لأنها ترى أن فرصه بالفوز أكبر، ولأنه يحظى بشعبية بين الصينيين.
قال المؤسس المشارك لشركة "شينفلايينج للإنتاج الرقمي للطباعة"، ألين ياو، ومقرها غواندونغ، إن الطلب على القمصان المخصصة للحملات الانتخابية قوي للغاية في السوق الأميركية.
وفي وقت سابق من هذا العام، افتتح ياو مصنعاً آلياً بالكامل في كاليفورنيا، بطاقة إنتاجية يومية تناهز 3000 قميص، في حين من المتوقع أن يرفع طاقة المصنع إلى 8000 بحلول الشهر المقبل، بحسب الصحيفة.
وأضاف أن آلة الطباعة الرقمية يمكنها في ساعة واحدة طباعة ثمانية قمصان مع الصور المتعلقة بالحملات، حيث تُعْرَض المنتجات على الفور في متاجر الولاية، مؤكداً أن الطلب قوي للغاية، وأن مصنعه لا يستطيع تلبية جميع الطلبات.
تُظهر بيانات منصة "دي إتش غايت" (DHgate) وهي منصة صينية للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، وتركز على السوق الأميركية، نموّ قيمة المنتجات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المنتظرة 40% شهرياً منذ يناير، مع تجاوز معدل النمو في مارس 110% على أساس شهري.
وذكرت مؤسسة "ييكاي الإعلامية" ومقرها شنغهاي، في مايو الماضي، نقلاً عن بيانات "دي إتش غايت" أن القيمة الإجمالية لمعاملات الهدايا التذكارية الانتخابية الأميركية في الربع الأول ارتفعت أكثر من 90%.
لكن الوضع يبدو مختلفاً لمصنعين صينيين آخرين في حال فوز ترامب، حيث بدأ مصدِّرون صينيون بتحميل شحنات قبل موعدها إلى الولايات المتحدة خوفاً من زيادات أخرى في الرسوم الجمركية حال فوزه.
وانعكس هذا جزئياً في بيانات الصادرات خلال يونيو الماضي، التي ارتفعت 8.6% على أساس سنوي، بالمقابل انخفض مؤشر "أسعار المنتجين"، وأوامر التصدير الجديدة في الفترة ذاتها.
مصدِّر صيني للسلع المنزلية، يدعى سام شياو، قال إن شركته في تكساس طلبت من مقرها الرئيس في الصين شحن المنتجات على الفور لملء مستودعاتها قبل نهاية العام.
وأضاف أن العديد من المصدِّرين يناقشون الحاجة إلى شحن البضائع قبل الانتخابات؛ للتعامل مع التغييرات المحتملة بالتعريفات الجمركية وارتفاع تكاليف الشحن.
ومن المتوقع أن يرفع ترامب، حال فوزه، الرسوم الجمركية على منتجات الطاقة الكهروضوئية، وبطاريات الليثيوم، والمركبات الكهربائية، إلى جانب منتجات الحديد والألمنيوم.
ويرى المصنعون الصينيون أن تلك التغييرات ستؤثر أيضاً في سلاسل التوريد ذات الصلة في فيتنام والمكسيك، حيث سبق أن انتقد ترامب فيتنام والمكسيك باعتبارهما "ملاذين لإعادة تصدير الإنتاج الصيني."