logo
اقتصاد

الشركات الأميركية تغيب عن صراع الرئاسة بين "ترامب" و"بايدن"

الشركات الأميركية تغيب عن صراع الرئاسة بين "ترامب" و"بايدن"
تاريخ النشر:10 مايو 2024, 06:04 م
تبذل الشركات الأميركية جهوداً استثنائية للبقاء بعيداً عن الرادار السياسي، في خضم توقع الكثير منها أن تكون الحملة الرئاسية القادمة "الأكثر عبئاً" عليهم في التاريخ الحديث.

يضع بعض الرؤساء التنفيذيين خططاً تتضمن إخبار الموظفين بعدم التعليق حول المسائل السياسية في الاجتماعات. ويعيد آخرون النظر في المبادرات الانتخابية المشتركة، مثل حملات التصويت، خوفاً من أن يُنظر إليها على أنها متحيزة، كما تتخذ بعض الشركات موقفاً أكثر تشدداً في مكان العمل بعد التسامح في فترات سابقة.

وفي مذكرة حديثة عقب احتجاجات الموظفين على الحرب في غزة، قال ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل"، إنه لا يريد أن تدخل الشركة في معارك داخلية حول قضايا أو مناقشات سياسية، مشيراً إلى أنها في نهاية المطاف "مكان عمل". وقامت الشركة بطرد العشرات من الموظفين بسبب احتجاجات في مكاتبها على عقود أبرمتها غوغل مع إسرائيل.

في شركة "سيسكو سيستمز"، تخطط فرانسين كاتسوداس، المديرة التنفيذية للموارد البشرية في الشركة، لتقديم المشورة للمديرين في الأشهر المقبلة بخصوص تأثير الانتخابات على مشاعر الموظفين.

وتقول: "لقد رأينا كيف يمكن أن تختلط المشاعر بالسياسة في الفترة التي تسبق الانتخابات". "ما أود قوله للمدير هو: "كن داعماً لفريقك". لا أعتقد أنه من الحكمة بالنسبة لنا أن نشجع النقاش لأنه موضوع شخصي للغاية".

يعد السباق الرئاسي هذا العام بمثابة مشكلة للعديد من أصحاب العمل. في عام 2020، تناول الرؤساء التنفيذيون موضوعات مثيرة للخلاف، وشعروا بالضغط من الموظفين والعملاء لمشاركة وجهات نظرهم حول الانتخابات والتصويت والهجرة والإجهاض والمساواة.

ومع تباطؤ سوق العمل الآن، أصبح لدى الموظفين أيضاً نفوذ أقل، كما يقول مستشارو الشركات.

الحياد

يريد الكثير من الموظفين أن تظل الشركات بعيدة عن السياسة. في استطلاع شمل 532 موظفاً أميركياً تم إجراؤه في وقت سابق من هذا العام، شعر 28% منهم أنه يجب على أصحاب العمل استضافة مناظرات في الشركة عن الأحداث المتعلقة بالانتخابات، بينما شعر 71% منهم أنه يجب على أرباب العمل الحفاظ على مكان العمل محايداً سياسياً، وفقاً لمجموعة ويبر شاندويك الاستشارية.

يقول إيفان سميث، الرئيس التنفيذي لشركة (Altana) الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تضم 175 موظفاً تقريباً، وتركز على قضايا سلسلة التوريد: "إن مكان العمل ليس منتدى لحل جميع القضايا السياسية للبلد أو العالم".

ولا يخطط سميث للتعليق على السياسة في اجتماعات الشركة بأكملها ويضيف: "لدينا مهمة، والجميع على استعداد للاشتراك في تنفيذها".

تشير الأحداث السابقة إلى كيفية تعامل بعض الشركات مع النقاش السياسي في مكان العمل. قال جيريمي براندت، الرئيس التنفيذي لموقع (WeBuyHouses.com)، إن شركته وضعت سياسات لحل النزاعات بعد وقوع بعض الحوادث في مكتب الشركة بمنطقة دالاس خلال الانتخابات السابقة.

في عام 2016، اقتحم أحد أعضاء فريق المبيعات، الذي يدعم إلى حد كبير الجمهوري دونالد ترامب، قسم التسويق -الذي يدعم العديد منهم منافسته كلينتون - قائلاً "هيلاري المحتالة"، وهو لقب أطلقه ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

التقى براندت مع عدد قليل من الموظفين بشكل فردي، وأعلمهم أن الشركة لا تشجع الآن على إبداء آراء غير مرغوب فيها حول السياسة.

وقال: "أحب التحدث عن السياسة، لكن إذا كان شخص ما لا يريد التحدث عن هذه المواضيع، فليس مجبراً أبداً على الخوض فيها في مكان العمل".

لحظات احتدام

على الرغم من أن المديرين التنفيذيين يعترفون بأنه من المحتمل أن يكون من المستحيل تجنب المناقشات السياسية في مكان العمل، إلا أن ما تريد الشركات تجنبه هو اندلاع المواجهات داخل المؤسسات التي تشتت انتباه الموظفين، أو تثير ردود فعل عكسية من العملاء.

توصي جين مايستر - الاستشارية التي تعمل مع شركات كبيرة تغطي الخدمات المهنية وتكنولوجيا المعلومات وتجارة التجزئة - العملاء بطرح النقاشات على العلن في قاعات مخصصة حتى "لا يتهامس الموظفون فيما بينهم".

تظل الشركات الكبيرة مصدراً رئيسياً للتبرعات السياسية، على الرغم من أن المزيد من الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خفضت إنفاقها في السنوات الأخيرة أو وافقت على الكشف عن تمويلها للجهود السياسية، وفقاً لتحليل مركز المساءلة السياسية.

وقال بروس فريد، رئيس المركز، إنه حتى لو كان المسؤولون التنفيذيون يأملون في الابتعاد عن هذه الانتخابات، لكنهم في حال "انخرطوا في الإنفاق السياسي، فإنهم سيتحدثون في السياسة".

تحولات السياسة

كانت بعض الشركات تستعد للانتخابات عبر التركيز على التحولات السياسية المحتملة. في شركة (Duke Energy)، قال المدير المالي بريان سافوي إن شركة إنتاج الطاقة التي يقع مقرها في شارلوت بولاية نورث كارولاينا قامت بالتخطيط للسيناريو المتوقع في حالة حدوث تغيير في الإدارات. وأكد أن مثل هذه الإجراءات يجب أن تتم بشكل منتظم، حيث تقوم الشركة باستثمارات طويلة قد تصل إلى 50 عاماً.

خطط المسؤولون التنفيذيون، على سبيل المثال، لما يمكن أن يحدث إذا قام المشرعون بسحب الحوافز الضريبية الفيدرالية للطاقة الخضراء. يساعد التخطيط في الإجابة على أسئلة مثل: "كيف نستثمر، ما الذي سنغيره؟"وفق سافوي.

وأضاف أن الأمر الأكثر صعوبة هو تحديد ما إذا كان يجب اتخاذ مواقف علنية بشأن القضايا السياسية. توظف شركة (Duke Energy) حوالي 27000 شخصاً لديهم مجموعة متنوعة من المعتقدات. وقال سافوي: "بغض النظر عن المنصب، فإن حوالي نصف القوى العاملة لن توافق على المجاهرة بالموقف".

وفي مثل هذه البيئة، أصبحت بعض المبادرات المؤسسية، مثل حملات تسجيل الناخبين، موضع تساؤل جديد. قال جوني سي. تايلور جونيور، الرئيس التنفيذي لجمعية (SHRM)، وهي هيئة تضم مديري الموارد البشرية، إن بعض الرؤساء التنفيذيين أخبروه أنهم سيلتزمون بالقوانين التي تتطلب إعطاء إجازة للتصويت، لكنهم لن يذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث يشعرون أن مثل هذه الحملات محفوفة بالمخاطر.

خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020، منحت شركة مستحضرات التجميل (e.l.f) الموظفين إجازة للتصويت في يوم الانتخابات وأطلقت حملة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي والرقمي لتشجيع جميع الناخبين المسجلين على "الذهاب للتصويت".

وقال مدير الشركة سكوت ميلستن، إن الشركة التي يقع مقرها في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، تخطط للسماح للموظفين بأخذ إجازة للتصويت، لكنها لم تؤكد بعد أي خطط لحملة علنية مثل تلك التي جرت في عام 2020.

ولايات متأرجحة

في ولاية ويسكونسن المتأرجحة، قال نيك بينشوك، الرئيس التنفيذي لشركة (Snap-on)، ومقرها في كينوشا، إنه لا يرى حاجة لحظر ارتداء القمصان التي تحتوي شعارات سياسية في المتاجر.

إذا أراد موظفو (Snap-on) ارتداء ملابس تدعم بايدن أو ترامب، فإن بينشوك لا يمانع الأمر، ويوضح: "هنا، من المحتمل أن تتعرض للانتقاد أكثر لارتدائك قميص شيكاغو بيرز".

حاول بينشوك غرس ثقافة يتقرّب فيها الموظفون من بعضهم البعض لمنع الخلاف عند تبني آراء مختلفة في الفريق. وقال: "نحن زملاء، وأجرؤ على القول، أصدقاء ويمكن أن نتعامل باحترام".

وبينما يقوم الرئيس التنفيذي بجولاته عبر الشركة في الأشهر المقبلة، ويلتقي بالموظفين في مختلف الولايات، فإنه يتوقع أن يسأله العمال عن آرائه السياسية الشخصية، لكنه - على حد قوله - يركز على تغيير الحديث والاستماع. وبدلاً من مشاركة آرائه الشخصية، فإنه عادةً ما يطلب من الموظفين مشاركة من يعتقدون أنه سيفوز - ولماذا.

قال بينشوك: "يمكنهم التحدث عن السياسة كما يتحدثون عن مباراة كرة قدم". "يمكنهم أن يقولوا: حسناً، أتمنى أن يفوز الرئيس بايدن، لكنني أعتقد أن دونالد ترامب سيفوز أو العكس، ولذا، أعتقد أن هذه طريقة للمشاركة دون التورط؛ يمكن الاستمتاع بالمناقشة دون الانفعال".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC