أفادت تقارير، اليوم الأربعاء، بأن الصين أعدّت بهدوء قائمة بالسلع المصنّعة في الولايات المتحدة التي ستُعفى من رسوم جمركية بنسبة 125%، في محاولة لتخفيف التوترات التجارية دون تقديم تنازلات علنية.
وذكرت وكالة «رويترز» أن الشركات، ولا سيما تلك التي تعتمد على التكنولوجيا الأميركية مثل شركات الأدوية وصناعة الرقائق، تتلقى إشعارات غير معلنة بشأن هذه الإعفاءات.
ويبدو أن القائمة آخذة في التوسع، إذ أعفت الصين مؤخراً واردات الإيثان من الولايات المتحدة من الرسوم الجمركية. وتتيح هذه الخطوة لبكين الحفاظ على موقف علني متشدد، مع تقديم بعض التسهيلات خلف الكواليس. وكانت تقارير قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أن الصين خفّضت بصمت الرسوم على بعض منتجات أشباه الموصلات الأميركية، إضافة إلى بعض المنتجات الدوائية، بهدف تخفيف الضغط على قطاع التكنولوجيا لديها.
في المقابل، دافع الرئيس دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية البالغة 145% على الواردات الصينية، مؤكداً أن «الصين تستحق ذلك»، وأنها «ستتحمل» التكاليف لحماية المستهلكين الأميركيين. كما قلّل من أهمية المخاوف المتعلقة بالتضخم، رغم أن شركات مثل «تيمو» و«شي إن» بدأت تنقل العبء إلى المتسوقين.
وتتناقض تصريحاته مع تحركات أكثر هدوءاً داخل الإدارة الأميركية التي تدرس تخفيض الرسوم الجمركية بشكل تدريجي وإحياء المحادثات التجارية مع بكين، رغم عدم بدء مفاوضات رسمية حتى الآن.
وبعد مرور عدة أسابيع على تطبيق الرسوم بنسبة 145%، سجّلت الشحنات القادمة من الصين تراجعاً حاداً، إذ تشير تقديرات «بلومبرغ» إلى انخفاضها بنسبة 60%. وحذّر خبراء من احتمال حدوث نقص في الإمدادات وتسريح عمال في قطاعات مثل النقل والخدمات اللوجستية وتجارة التجزئة.
في غضون ذلك، أُعلن عن بعض التخفيف في الرسوم المفروضة على قطاع السيارات، بعد أن وقّع ترامب أمراً رئاسياً يوفّر إعفاءات على بعض السيارات وقطع الغيار.
ويُوضح القرار أن الشركات التي تدفع بالفعل رسوماً على المركبات المستوردة لن تخضع لرسوم إضافية مثل تلك المفروضة على الفولاذ، كما خفّضت الولايات المتحدة الرسوم على قطع الغيار الأجنبية. وجاء هذا التراجع بعد ضغوط قوية من صناعة السيارات، التي حذّرت من تراجع كبير في المبيعات وارتفاع في الأسعار بالنسبة للمستهلكين.
وفي اليوم المئة من ولاية ترامب، سعت الإدارة إلى تسليط الضوء على تقدمها في ملفات تجارية مع دول أخرى. فقد صرّح وزير التجارة هوارد لوتنيك، يوم الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة «قريبة جداً» من إبرام اتفاق تجاري مع دولة لم يُكشف عنها، فيما قالت بيسنت إن واشنطن «على وشك» التوصل إلى اتفاق مع الهند.