نقص في البنزين.. الكوبيون ينتظرون في المحطات لساعات

التزود بالوقود
التزود بالوقود

ينتظر الكوبيون الدور في محطات البنزين لساعات، وأحياناً لأيام، وسط أزمة وقود في البلاد.

وعلى الطريق المؤدي من هافانا إلى مطار العاصمة خوسيه مارتي، كانت محطة "كوببت" مزدحة جداً، إذ تشكّلت أمامها مجموعة ضخمة من المركبات الملونة تمتد لمسافة كيلومترين تقريباً للتزود بالوقود.

ويتكرر هذا المشهد في كل البلاد، حيث تعاني المحطات من عدم التزود بالبنزين، ولا يقوم العاملون فيها إلا بتوزيع القليل، مما بقي في خزاناتها.

وترى السيارات القديمة من نوع موسكوفيتش وسيارات شيفروليه، التي يعود تاريخها للعام 1940 تنتظر دورها، لتحصل على القليل من الوقود .

وهتف أحد السائقين في سيارة من طراز لادا بغضب، قائلاً لمصور صحفي: "أنا هنا منذ أكثر من ست ساعات وما زلت بعيداً عن مضخة البنزين".

وهذا الغضب نادر، لأن سائقي السيارات، بشكل عام، يأخذون متاعبهم عادة بصدر رحب.

وأوضح رئيس الجمهورية، ميغيل دياز كانيل، أن كوبا لا تمتلك سوى 400 طن من النفط يومياً، بينما تبلغ احتياجات البلاد 600 طن يومياً، فيما تلقي السلطات اللوم على الدول الموردة. 

وقال الرئيس مؤخراً، إن الدول التي لديها التزامات معينة معنا لتزويدنا بالبنزين، هي أيضاً في وضع لم يمكنها من الوفاء بهذه الالتزامات.

ويشير رئيس الدولة إلى دولة فنزويلا، المورد الرئيسي للنفط الخام إلى أكبر جزيرة في البحر الكاريبي، وإلى روسيا، كما يشير إلى الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على البلاد.

 وبموجب هذا الحصار، فإن أي سفينة ترسو في ميناء كوبي، لا يمكنها بعد ذلك السفر إلى الولايات المتحدة لمدة ستة أشهر على الأقل.

وفي نهاية عام 2022، أبرم الرئيس الكوبي اتفاقية نفطية مع الجزائر. كما استقبل ميغيل دياز كانيل، بعد ذهابه إلى موسكو في نهاية عام 2022، رئيس شركة النفط روزنفت، لمطالبة موسكو بزيادة شحناتها من الذهب الأسود، من أجل ضمان إمداد محطات الطاقة القديمة التي تعمل بالديزل. ومع ذلك ، فإن الكمية لعمليات التسليم الروسية أو الجزائرية غير معروفة.

ويعتقد العديد من الخبراء أن النقص في البنزين والديزل، ناجم عن حالة اضمحلال المصافي الوطنية، غير القادرة على تكرير النفط الخام الكافي، خاصة منذ وصول النفط الفنزويلي إلى كوبا، وهو غير مكرر بشكل عام وتعطلت العديد من المصافي الكوبية .

كما أن كوبا مثقلة بالديون بشكل متزايد، وبعد عقود من تأخر المدفوعات، لم يعد موردو الطاقة الأجانب يتنافسون للتعامل مع هافانا. وهذا فضلا عن أن البيروقراطية الكوبية لا تسهل توزيع الوقود.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com