حذرت مؤسسة «آر بي سي كابيتال ماركيتس» (RBC Capital Markets) من أن إمدادات النفط القادمة من الشرق الأوسط أصبحت أكثر عرضة للخطر في ظل تفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران، مؤكدة أن البنية التحتية للطاقة في المنطقة باتت «بوضوح في مرمى النيران»، ما يرفع من حدة التهديدات التي تواجه أسواق النفط العالمية.
وقال محللون في مذكرة بحثية، من بينهم حليمة كروفت، إن «استهداف الجانبين للبنية التحتية للطاقة في اليوم الثاني من القتال يشكل سبباً واضحاً للقلق»، مشيرين إلى هجمات طالت منشآت غاز.
ومن بين السيناريوهات المحتملة التي ناقشتها المذكرة، وفقاً لتقرير نشرته «بلومبيرغ»، احتمال أن تستهدف إسرائيل جزيرة خارج، المركز الرئيس لتصدير النفط الإيراني، بهدف تعطيل تدفقات الخام. وفي المقابل، قد تقوم جماعات موالية لإيران بشن هجمات على منشآت نفطية في العراق.
وأضاف المحللون أن إدارة البيت الأبيض ترجّح أن تكون قد سعت إلى ثني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شن هجوم على جزيرة خارج، لما قد يترتب عليه من تعطيل يصل إلى 90% من صادرات إيران النفطية. ومع ذلك، كلما طال أمد هذا الصراع، تزداد احتمالات أن تسعى إسرائيل إلى تقليص الموارد المالية التي قد تستخدمها إيران لإعادة بناء برنامجها النووي.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن بدأت إسرائيل هجمات، الأسبوع الماضي، استهدفت منشآت نووية إيرانية وشخصيات عسكرية وعلمية بارزة. وقد أدت هذه التطورات إلى أكبر قفزة في سعر خام برنت العالمي خلال ثلاث سنوات يوم الجمعة، فيما واصلت الأسعار ارتفاعها الطفيف مطلع هذا الأسبوع مع تزايد المخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات.
وباتت البنوك والمحللون يدرسون مجموعة واسعة من السيناريوهات، من بينها احتمال تعرّض تدفقات النفط عبر مضيق هرمز للخطر، وهو معبر استراتيجي تمرّ عبره نسبة كبيرة من شحنات النفط العالمية.
كما حذرت «آر بي سي» من أنه في حال تحوّلت أهداف إسرائيل إلى السعي لتغيير النظام في طهران، فإن القيادة الإيرانية قد لا تعطي أولوية للحفاظ على استقرار صادرات النفط. وكتب المحللون: «إذا أصبح تغيير النظام الهدف المركزي للحرب الإسرائيلية، فلا نظن أن القيادة الإيرانية ستضع استقرار صادرات الخام ضمن أولوياتها».
ورغم هذه المخاوف، قللت المذكرة من احتمالية حدوث إغلاق كامل لمضيق هرمز في المدى القريب، ووصفت هذا الاحتمال بأنه «سيناريو وهمي في أذهان السوق»، ازداد تداوله مؤخراً في أوساط المستثمرين.