الجمعة 30 مايو 2025 ص
واصل المؤتمر العالمي للمرافق 2025 في دورته الرابعة أعماله التي تقام في مركز "أدنيك" أبوظبي تحت شعار "الابتكار لعصر جديد في قطاع المرافق"، مؤكداً دور الحدث كمنصة عالمية رائدة لدفع التحول الشامل في قطاع المرافق.
ويجمع المؤتمر الذي تستضيفه شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" وتنظمه شركة دي إم جي إيفنتس، نخبة من القادة العالميين وصنّاع السياسات والمبتكرين، ليسلط الضوء على التكامل بين السياسات، والتكنولوجيا، والاستثمار لإعادة تشكيل مستقبل أنظمة المرافق حول العالم.
وتميزت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر بمناقشات رفيعة المستوى، ركزت على الحاجة الملحة لتوسيع نطاق الابتكار، وتحفيز الاستثمار الاستراتيجي والتعاون الدولي، بوصفها ركائز أساسية لتسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة. ومع تزايد الطلب العالمي على الكهرباء وتفاقم ندرة المياه، ناقش المشاركون كيف يمكن للبنية التحتية المتكاملة والتكنولوجيا المتقدمة والسياسات المناخية المتوائمة أن تتكاتف لإحداث نقلة نوعية في مشهد المرافق عالمياً.
وفي هذا الإطار، قال جاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في "طاقة": "يتصدر قطاع المرافق المشهد العالمي في مواجهة أبرز التحديات الحيوية، من ضمان أمن المياه إلى تأمين إمدادات طاقة موثوقة ومنخفضة الكربون. وتشكل قضايا مرونة الأنظمة، واستدامة الموارد المائية، وتكامل الطاقة النظيفة، محاور رئيسية تؤثر بشكل مباشر في حياة المجتمعات التي نخدمها. وفي عام المجتمع، نواصل الاضطلاع بدورنا الذي يتجاوز إنشاء البنية التحتية، ليشمل الإسهام الفاعل في دفع عجلة النمو المستدام والشامل. ويُعد المؤتمر العالمي للمرافق منصة محورية لتقديم حلول قابلة للتوسّع، وبناء الشراكات الاستراتيجية، وتطوير السياسات والتقنيات التي ترسم ملامح مستقبل الطاقة والمياه على مستوى العالم".
وفي إطار أعمال المؤتمر، ناقشت جلسة وزارية بعنوان "تعزيز أمن الطاقة من خلال التعاون الاستراتيجي عبر الحدود في مجال المياه" أهمية التعاون الإقليمي كعنصر أساسي في تعزيز مرونة المياه ودفع التنمية المستدامة. وشارك في الجلسة معالي السيد أليخاندرو غالاردو بالديفيزيو، وزير الهيدروكربونات والطاقة في بوليفيا؛ ومعالي الدكتورة ماريا بانايوتو، وزيرة الزراعة والتنمية الريفية والبيئة في جمهورية قبرص؛ ومعالي البروفيسور أنيل جايانثا، وزير العمل ونائب وزير التنمية الاقتصادية في سريلانكا، حيث أداروا حواراً مثمراً حول سبل تعزيز أمن المياه عبر الحدود.
وانعقدت جلسة رئيسية أخرى بعنوان "تحقيق الطموح: زيادة القدرة العالمية للطاقة النووية ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050"، وشارك فيها مجموعة من كبار المسؤولين التنفيذيين من مؤسسات مرموقة مثل مؤسسة الطاقة النووية بجنوب إفريقيا، وسيمنز للطاقة، والرابطة النووية العالمية، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية و"إبري جلف (Epri Gulf)"، حيث تناولوا الدور المتنامي للطاقة النووية في دعم الاستراتيجيات العالمية لإزالة الكربون. وتناولت الجلسة آفاق الابتكار في المفاعلات المعيارية الصغيرة، والأطر التنظيمية المبسطة، وأهمية ضخ استثمارات تُقدر بنحو 100 مليار دولار أمريكي سنوياً لإطلاق العنان لإمكانات الطاقة النووية باعتبارها ركيزة أساسية لبناء مستقبلٍ منخفض الكربون.
من جانبه، أكّد كريم أمين، عضو مجلس إدارة شركة سيمنس للطاقة، على أهمية تحقيق التوازن بين تطوير مصادر الطاقة النووية والحفاظ على استمرارية سلسلة التوريد في هذا القطاع الحيوي، قائلاً: "لا يمكن تحقيق الحياد المناخي دون الاعتماد على مصادر الطاقة النووية. ولتحقيق هذا الهدف، من المهم أن يتم التركيز على تقنيات التقاط الكربون وتخزينيه والطاقة النووية معاً".
وفي المعرض المصاحب، واصل مركز الابتكار تسليط الضوء على تقنيات مبتكرة تهدف إلى بناء أنظمة أكثر ذكاءً واستدامة، حيث استعرض المركز الذي يضم منصتي التكنولوجيا النظيفة وتكنولوجيا المناخ، أحدث الابتكارات المعنية بالتصدي لتحديات واقعية في قطاعي الطاقة والمياه. وبدءاً من تحليلات الشبكات في الوقت الآني والطاقة المتجددة اللامركزية ووصولاً إلى شبكات المياه الذكية والبنية التحتية المعيارية، جمع مركز الابتكار رواد الأعمال الشباب وقادة التكنولوجيا العالميين ورواد قطاع المرافق، مما أسهم في دفع عجلة التقدم على أرض الواقع نحو تحقيق أهداف الحياد المناخي.
وسلطت منصة التكنولوجيا النظيفة الضوء على الأهمية المتزايدة للكهرباء في مختلف القطاعات، والدور الحاسم للابتكار القائم على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في إزالة الكربون من قطاعات المرافق والنقل والطاقة. وبالتوازي مع ذلك، استكشفت منصة تكنولوجيا المناخ استراتيجيات دمج مصادر الطاقة المتجددة في أنظمة الطاقة، مع التركيز بشكل كبير على التقنيات الناشئة والتطورات التنظيمية والتوجه نحو مستقبل طاقة أنظف وأكثر مرونة.
وشهدت حلقة نقاشية بعنوان "تحلية المياه بالطاقة المتجددة من أجل إمدادات مستدامة للمياه – تكنولوجيا المناخ" مشاركة نخبة من الخبراء ممثلين عن دائرة الطاقة – أبوظبي، وشركة الإمارات العالمية للطاقة، وشركة إنجي، وشركة الاتحاد للماء والكهرباء، وشركة "سويز – نيير (SUEZ – Near)". وتناولت الحلقة سبل توظيف الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة في عمليات تحلية المياه، بما يسهم في تحقيق استدامة موارد المياه.
وخلال الجلسة، أكدت ميثاء أحمد الحلامي، مديرة المشاريع في دائرة الطاقة – أبوظبي، خلال مشاركتها في الحلقة النقاشية، أن تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة باتت تمثل أولوية استراتيجية في ظل تزايد الضغوط العالمية على الموارد المائية. وقالت: "يشهد اقتصاد أبوظبي تحولاً نوعياً، ما يستدعي تسريع التكامل بين قطاعي المياه والطاقة لمواكبة هذا التغيير".
وأضافت: "في أبوظبي، لا ننظر إلى تحلية المياه بالطاقة المتجددة كمجرد خيار تكنولوجي، بل نعدّها دعامة رئيسية لتعزيز التنويع الاقتصادي والأمن المائي، وترسيخ التزاماتنا بدعم تحقيق الاستدامة البيئية".
ويُختتم المؤتمر فعالياته يوم غدٍ الخميس الموافق 29 مايو، بجلسات رفيعة المستوى حول تمويل المشاريع المناخية، وجهود إزالة الكربون في المدن، وتكامل الطاقة على الصعيد الإقليمي، مواصلاً بذلك مسيرة التقدم نحو إرساء مستقبل أكثر استدامة وترابطاً في قطاع المرافق.
