logo
فوركس

سياسات ترامب واهتزاز مكانة الولايات المتحدة الدولية تعصفان بالدولار

سياسات ترامب واهتزاز مكانة الولايات المتحدة الدولية تعصفان بالدولار
أوراق نقدية لليوان الصيني والدولار الأميركي في رسم توضيحي تم التقاطه في 10 فبراير 2020المصدر: رويترز
تاريخ النشر:18 أغسطس 2025, 01:14 م

بدلاً من أن يحافظ الدولار الأميركي على قوته أمام العملات العالمية، فقد شهد هذا العام تراجعاً قوياً مقابل عملات رئيسية مثل اليورو. فقد هبط مؤشر «بلومبرغ» للدولار، الذي يقيس أداءه أمام سلة من عشر عملات كبرى، بنحو 11% في النصف الأول من 2025، مسجلاً أسوأ أداء نصف سنوي منذ عام 1973، بحسب بلومبرغ.

إطلاق إدارة ترامب سياسات تجارية مرتبكة كان أحد أسباب التراجع، لكن جذور المشكلة أعمق. فمكانة الولايات المتحدة كملاذ مالي آمن بدأت تهتز، كما تتزايد الدعوات في الخارج لإيجاد بدائل تقلل من هيمنة الدولار في التجارة العالمية. ومع ذلك، قلل وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت من المخاوف، مؤكداً أن الرئيس ترامب يعمل على ضمان بقاء الدولار العملة الاحتياطية الأولى في العالم.

صحيح أن الأميركيين قد يلمسون الآثار السلبية لضعف الدولار، مثل ارتفاع تكاليف السفر إلى أوروبا، إلا أن هناك فرصاً استثمارية يمكن استغلالها. فقد استطلعت «بلومبرغ» آراء خمسة مديرين استثماريين واستراتيجيين حول كيفية تحويل ضعف العملة الأميركية إلى مكسب داخل المحافظ الاستثمارية.

أوروبا والقطاعات المالية والاتصالات

ماركو بابيتش، كبير استراتيجيي الأبحاث في «BCA»، يرى أن الدولار دخل دورة هبوط قد تستمر من 3 إلى 5 سنوات، مدفوعة بعجزَي الموازنة والحساب الجاري الأميركيين. ويوصي بالتركيز على الأصول غير الأميركية، ولا سيما الأسهم الأوروبية في القطاعين المالي والاتصالات، حيث يتوقع موجة اندماجات واستحواذات. كما يعتبر السوق الصيني ذا إمكانات كبيرة لكنه محفوف بالمخاطر.

الشركات الأميركية ذات الإيرادات الخارجية

لورين جودوين، كبيرة الاستراتيجيين في «نيويورك لايف إنفستمنتس»، تتوقع انخفاضاً تدريجياً ومتقلباً للدولار. وتنصح بالاستثمار في الشركات الأميركية التي تحقق جزءاً كبيراً من إيراداتها في الخارج، إذ يؤدي تراجع الدولار إلى تعزيز أرباحها المحققة عند تحويلها إلى العملة المحلية، ما ينعكس إيجاباً على تقييمات الأسهم.

ديون الأسواق الناشئة والعملات

أندريا ديشينسو، مديرة المحافظ في «لوميس سايلز»، ترى أن دورة صعود الدولار التي استمرت أكثر من عقد قد انتهت. وتشير إلى فرص استثمارية في أسواق الدين الناشئة، سواء السندات الدولارية أو بالعملات المحلية، إضافةً إلى فرص في عملات أوروبا الشرقية وأفريقيا مثل نيجيريا ومصر. كما تعتبر الأرجنتين مثالاً جذاباً لشراء أصول عقارية بعد انخفاض عملتها بشكل حاد.

أسهم الأسواق الناشئة

جاك ياناسيفيتش، كبير استراتيجيي «ناتيكسيس»، يربط ضعف الدولار بتراجع توقعات النمو الأميركي، ويرى أن أسهم الأسواق الناشئة ستكون المستفيد الأكبر، خاصة مع قدرتها على خفض أسعار الفائدة مع تحسن عملاتها. ويشير إلى أن الأسهم الصينية مرشحة للاستفادة سواء في حال تصاعد التوترات التجارية أو التوصل إلى تسوية.

رغم أن ضعف الدولار يضر المستهلك الأميركي على المدى القصير، إلا أن المستثمرين يجدون فيه فرصاً واعدة. من تنويع المحافظ نحو الأسهم الأوروبية والناشئة، إلى الاستثمار في الديون السيادية أو حتى اقتناء أصول عقارية في بلدان عملاتها متراجعة، يفتح تراجع العملة الأميركية أبواباً جديدة أمام الباحثين عن العوائد.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC