في عالم التداول المالي، تبرز عروض البونص كأحد الأدوات التسويقية الأكثر جذباً للمستثمرين، خاصة المبتدئين منهم، الذين يبحثون عن فرص لتعزيز رؤوس أموالهم بأقل تكلفة ممكنة. لكن هل هذه العروض تمثل حقاً فرصة حقيقية أم أنها مجرد فخ يُستخدم لجذب المتداولين إلى بيئات محفوفة بالمخاطر؟
تقدم العديد من شركات الوساطة المالية، وفقاً لموقع «إنفستوبيديا» ومصادر موثوقة أخرى، عروض بونص مغرية مثل مضاعفة قيمة الإيداع أو منح مبالغ مجانية قابلة للاستخدام في التداول. هذه العروض تبدو مغرية للوهلة الأولى، إذ تمنح المتداول إمكانية زيادة رأس ماله وتحقيق أرباح أكبر من استثماره الأصلي.
تتنوع عروض البونص التي تقدمها شركات التداول، ويمكن تصنيفها إلى عدة أنواع رئيسية كما تشير إليها الهيئات التنظيمية مثل «إف سي إيه» و«ساي سي إي سي»:
بونص الترحيب: يُمنح عند فتح حساب لأول مرة أو مع أول إيداع، وغالباً ما يكون نسبة مئوية من مبلغ الإيداع.
مثال: شركة «إكس إم XM» قدمت بونصاً ترحيبياً 50% على أول إيداع يصل حتى 500 دولار، مما يعني أن إيداع 500 دولار يمنح المتداول رصيداً إضافياً قدره 250 دولاراً.
بونص بدون إيداع: يُمنح دون الحاجة لإيداع أموال، ويتيح للمتداول تجربة التداول دون مخاطرة.
مثال: شركة «تيكميل Tickmill» فقدمت 30 دولاراً كرصيد تجريبي حقيقي يمكن المتداول من فتح مراكز تداول حقيقية وسحب الأرباح المحققة بعد استيفاء شروط التداول.
بونص الإيداع المتكرر: يُمنح على إيداعات لاحقة لتشجيع زيادة رأس المال.
مثال: شركة «أفيندا Avatrade» تمنح بونص 20% على كل إيداع جديد بعد الإيداع الأول، لتحفيز المتداولين على زيادة أموالهم في حساباتهم.
بونص استرداد الخسائر: تعويض جزئي عن خسائر المتداول خلال فترة معينة.
مثال: شركة «هف إم HFM» توفر بونص استرداد الخسائر بنسبة تصل إلى 10% من خسائر التداول خلال أسبوع معين، مما يقلل من أثر الخسائر المالية على المتداول.
وفقاً للهيئات التنظيمية مثل «إف سي إيه» و«ساي سي إي سي» وتحذيرات الخبراء الماليين المنشورة على منصات مثل «إنفستوبيديا»، تخضع البونصات لشروط صارمة منها:
متطلبات التداول (تيرن أوفر) التي قد تصل إلى 30 أو 40 ضعف قيمة البونص.
قيود زمنية لإنجاز متطلبات التداول.
عدم قابلية سحب مبلغ البونص نفسه، وإنما فقط الأرباح الناتجة منه.
حدود قصوى للسحب.
تجعل هذه الشروط المتداولين أكثر حرصاً، خاصة المبتدئين، على فهم التفاصيل قبل قبول العرض.
تشير دراسات وتحليلات منشورة على منصات مالية عالمية إلى أن حوالي 70% من المتداولين الذين يستخدمون عروض البونص يخسرون أموالهم بسبب تعقيد الشروط وارتفاع المخاطر، بينما أقل من 30% يحققون أرباحاً قابلة للسحب، وهو ما يؤكد تقريراً منشوراً عبر موقع «فوركس فاكتوري».
هذه الأرقام تحذر من الاعتماد الكلي على البونص كأداة لزيادة رأس المال، وتشجع على استخدامه فقط كوسيلة داعمة ضمن استراتيجية تداول متزنة.
يرى خبراء مثل أولئك الذين ينشرون تحليلاتهم على منصات «ديلي إف إكس» أن عروض البونص تمثل أداة تسويقية مشروعة وجاذبة في سوق تنافسي، ولكنها تحتاج إلى وعي وفهم كامل للشروط والمخاطر.
ينصحون المتداولين بالتمهل وقراءة البنود بدقة، والاعتماد على وسطاء مرخصين وذوي سمعة طيبة، إلى جانب الاستعانة بالمصادر الرسمية للهيئات التنظيمية مثل «إف سي إيه» و«ساي سي إي سي» لتقييم سلامة العروض قبل اتخاذ القرار.
في الختام، تبقى عروض البونص سلاحاً ذا حدين، قد تكون فرصة لتعزيز رأس المال، أو فخاً يؤدي إلى خسائر غير متوقعة. والنجاح الحقيقي يكمن في المعرفة والتخطيط الجيد قبل الانخراط في هذه العروض.