واصلت سوق سندات الخزانة الأميركية موجة التراجع، مما دفع العوائد على الآجال الطويلة لتتجاوز 5%، وذلك قبيل طرح سندات جديدة لأجل 20 عاماً بقيمة 16 مليار دولار، في ظل تصاعد القلق بشأن تزايد احتياجات التمويل الفيدرالي.
ومن المتوقع أن يُشكّل هذا المزاد اختباراً حاسماً لشهية المستثمرين عند مستويات العائد الحالية، لا سيما أن شريحة السندات طويلة الأجل تقود الخسائر في السوق على خلفية تدهور الآفاق المالية للولايات المتحدة وتوالي قرارات خفض التصنيف الائتماني السيادي.
وارتفعت العوائد عبر مختلف الآجال، إذ لامست العوائد على سندات الـ20 والـ30 عاماً حاجز 5%، بينما صعد عائد السندات لأجل عامين—الأكثر حساسية لسياسة الفائدة—لفترة وجيزة إلى ما فوق 4%. وإذا جاءت نتائج المزاد متماشية مع توقعات السوق، فستكون هذه المرة الأولى التي يُطرح فيها عائد 5% على سندات 20 عاماً منذ إعادة إدخال هذا الأجل في عام 2020.
وقال براين كويغلي، مدير المحافظ لدى «فانغارد» لبلومبيرغ: «مزاد اليوم سيكون اختباراً بالغ الأهمية لمستوى الطلب عند هذه العوائد... فالأطراف الطويلة من منحنى العائد تتأثر بشكل كبير بالعرض أكثر من الطلب».
ويأتي هذا الضغط البيعي وسط غياب بيانات اقتصادية رئيسة هذا الأسبوع، بينما تتواصل المفاوضات في الكونغرس بشأن صفقة موازنة تشمل تمديد التخفيضات الضريبية التي أقرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ما يزيد القلق حيال الانضباط المالي.
وكانت وكالة «موديز» قد لحقت بركب وكالات التصنيف الكبرى الأخرى، وخفّضت التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، ما أسهم في تعميق خسائر السندات طويلة الأجل.
وقال أندريه سكيبا، رئيس الدخل الثابت في «آر بي سي غلوبال أسيت مانجمنت»: «يجب أن يرتفع العائد الإضافي لجذب المشترين إلى هذا المعروض الضخم... وحتى تتضح صورة العجز المالي، من غير المرجح أن تنحسر هذه الضغوط».
وعلى صعيد التحوط، كثّف المتداولون في سوق الخيارات رهاناتهم على ارتفاع إضافي في عوائد السندات طويلة الأجل، بما في ذلك صفقات تستهدف صعود عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى ما فوق 5%. وقد ارتفع هذا العائد بأكثر من خمس نقاط أساس إلى 4.54% يوم الأربعاء.
وتشهد علاوات التحوط من الخسائر في السندات الطويلة أعلى مستوياتها منذ أبريل الماضي، حين اهتزت الأسواق بفعل مخاوف من التداعيات الاقتصادية لسياسات ترامب التجارية المتشددة.