سجّلت الأسواق الأميركية والعالمية مكاسب واسعة اليوم الأربعاء، فيما تراجع الذهب بشكل حاد مع أنباء عن قرب التوصل لاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض رسوم قيمتها 15%، وتوقيع اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة واليابان، ما عزّز شهية المخاطرة لدى المستثمرين وأعاد بعض الاستقرار إلى الأسواق المالية التي شهدت تقلبات لافتة خلال الأيام الماضية.
وتراجع الذهب عقب صدور تقارير عن قرب التوصل لاتفاق أوروبي أميركي حول الرسوم التجارية بأكثر من 1.4%، فيما قفزت العقود الآجلة للمؤشرات الأوربية بشكل حاد حيث ارتفع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 3%، وداكس بنحو 2.5%.
الاتفاق الأميركي الياباني الذي يأتي قبل أيام من موعد نهائي حاسم، جنّب طوكيو رسوماً أميركية إضافية على صادرات السيارات، مقابل تعهدات باستثمارات وقروض تُقدّر بنحو 500 مليار دولار لصالح الولايات المتحدة.
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.9%، فيما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.5%.
أما مؤشر ناسداك المركب فحقق مكاسب طفيفة بلغت 0.2% فقط، تحت ضغط التراجع في أسهم شركات التكنولوجيا، لا سيما مع ترقب المستثمرين لنتائج شركتي ألفابت وتسلا.
الاتفاق مع اليابان، الذي وصفه مراقبون بأنه الأهم منذ انطلاق ما وصفه دونالد ترامب سابقاً بيوم التحرير التجاري، ينضم إلى اتفاق سابق مع الفلبين حصلت بموجبه واشنطن على رسوم استيراد بنسبة 19%.
الخطوة عززت التوقعات بإمكان التوصل إلى اتفاقات مماثلة في المستقبل، على الرغم من تهديدات أوروبية بردود جمركية تطال صادرات أميركية بقيمة 109 مليارات دولار.
رغم هذه الاختراقات، لا تزال الصين تشكّل التحدي الأكبر أمام السياسة التجارية الأميركية، وسط تعثّر المفاوضات واستمرار التوتر.
ويؤكد محللون أن واشنطن لا تزال تعتمد بشكل كبير على الرسوم الجمركية كأداة ضغط، في وقت يبدو فيه أن النزاع الأميركي الصيني لن يجد حلاً قريباً.
من أصل شركات مؤشر S&P 500، نشرت 23% نتائجها المالية للربع الثاني حتى الآن، وقد تجاوزت 85% منها توقعات وول ستريت، بحسب بيانات من LSEG.
هذا الأداء الإيجابي دفع المحللين إلى رفع تقديرات نمو الأرباح السنوية إلى 7.5%، مقارنة بـ5.8% في بداية يوليو، ما ساعد في دعم ثقة المستثمرين.
مؤشرات الأسهم العالمية تجاوبت بدورها مع الاتفاق، حيث صعد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.01%، وارتفع مؤشر FTSEurofirst 300 بالنسبة ذاتها.
أما مؤشر MSCI العالمي فزاد بنسبة 0.65% ليصل إلى 935.86 نقطة، في حين صعد مؤشر الأسواق الناشئة 1.4%.
وفي طوكيو، قفز مؤشر نيكاي بنسبة 3.51% ليغلق عند 41,171.32 نقطة، مستفيداً من الإعفاء من الرسوم الأميركية.
سجلت عوائد السندات الأميركية صعوداً ملحوظاً، حيث ارتفع العائد على سندات العشر سنوات إلى 4.374%، فيما بلغ عائد الثلاثين عاماً 4.946%.
على صعيد العملات، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.05% إلى 97.51، وتراجع اليورو إلى 1.1725 دولار، في حين انخفض الدولار أمام الين الياباني إلى 146.52 ين.
مع تحسن شهية المخاطرة، تراجعت أسعار الذهب حيث فقد الذهب الفوري 0.56% ليصل إلى 3,411.85 دولار للأونصة، بينما هبطت العقود الآجلة بنسبة 0.21% إلى 3,432.10 دولار.
أسعار النفط شهدت كذلك تراجعاً طفيفاً مع انحسار التوترات التجارية، إذ هبط خام غرب تكساس بنسبة 0.51% إلى 64.97 دولار، وخسر خام برنت 0.52% ليستقر عند 68.23 دولار.
في سوق العملات المشفرة، تراجعت عملة بيتكوين 1.51% إلى 117,977.54 دولار، فيما هبط الإيثيريوم 2.38% إلى 3,619.32 دولار.
في ظل هذه المؤشرات المتباينة، تبقى الأسواق بانتظار تطورات إضافية في ملف العلاقات التجارية الأميركية الصينية، ونتائج الشركات التكنولوجية العملاقة التي قد تعيد رسم مزاج المستثمرين في وول ستريت والعالم.