اختتمت مؤشرات الأسهم الأوروبية جلسة اليوم الاثنين على تراجع، رغم بدايتها القوية التي اتسمت بالارتفاع، وذلك مع تفاعل المستثمرين مع بنود الاتفاق التجاري الجديد الذي تم توقيعه بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقد عكس هذا التراجع حالة من التفاؤل الحذر، وسط مخاوف من تأثير الاتفاق على الميزان التجاري ومستقبل العلاقات الاقتصادية عبر المحيط الأطلسي.
في العاصمة الفرنسية باريس، أنهى المؤشر الرئيسي الجلسة منخفضاً بنسبة 0.43% ليغلق عند مستوى 7800.88 نقطة. وفي مدينة فرانكفورت الألمانية، تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 1.13%، بينما فقد المؤشر البريطاني في لندن نحو 0.43% من قيمته. أما على صعيد المؤشرات الأوروبية الأوسع نطاقاً، فقد تراجع المؤشر الأوروبي المشترك بنسبة 0.35%، وتراجع المؤشر الأوروبي العام بنسبة 0.15%، بينما هبط المؤشر الأشمل بنسبة 0.23%.
الاتفاق التجاري الذي أُعلن عنه يوم الأحد جاء ليجنّب تصعيداً محتملاً في النزاع التجاري بين الجانبين، إذ نصّ على فرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 15% على معظم صادرات الاتحاد الأوروبي. وكان الرئيس الأمريكي قد هدد في وقت سابق بفرض رسوم تصل إلى 30% بدءًا من الأول من أغسطس، ما جعل الاتفاق يبدو كحل وسط. ورغم هذه التسوية، عبّر عدد من المسؤولين الفرنسيين عن استيائهم مما اعتبروه اختلالاً واضحاً في بنود الاتفاق، خاصة أنه لم يشمل قطاع الخدمات.
بالتزامن مع الاتفاق الأوروبي الأميركي، عُقد اجتماع في العاصمة السويدية ستوكهولم بين كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين، بهدف تمديد هدنة الرسوم الجمركية لمدة ثلاثة أشهر إضافية. ويأتي هذا في أسبوع حافل بالأحداث الاقتصادية، مع ترقب الأسواق لاجتماعات مهمة لكل من البنك المركزي الأمريكي والبنك المركزي الياباني، بالإضافة إلى موسم إعلان النتائج المالية للشركات الكبرى.
على صعيد الشركات، سجلت أسهم شركة الدفاع الفرنسية المعروفة تراجعاً بنسبة 4.33%، وذلك بعد إعلان شريكتها البحرية عن فتح تحقيق داخلي بسبب حادث يُعتقد أنه هجوم إلكتروني.
في المقابل، قفزت أسهم شركة متخصصة في تصنيع مكونات السيارات بنسبة 13.43%، مستفيدة من نتائج مالية قوية وأجواء إيجابية عززها الاتفاق التجاري، مما جعلها الأفضل أداءً ضمن مؤشر الأسهم المتوسطة. كما ارتفع سهم شركة أخرى في القطاع ذاته بنسبة 0.65%.
أما شركة المشروبات الهولندية المعروفة، فقد فقدت نحو 8.45% من قيمتها السوقية، على الرغم من إعلانها عن أرباح تجاوزت التوقعات، وذلك بسبب تحذيرها من تراجع مرتقب في حجم المبيعات خلال ما تبقى من العام، خصوصًا في الأسواق الأمريكية التي تأثرت بالتوترات التجارية.
عند إغلاق الجلسة الأوروبية، كانت المؤشرات الأمريكية الرئيسية قد سجلت ارتفاعات طفيفة، حيث صعد مؤشر الصناعات بنسبة 0.07%، والمؤشر الأوسع بنسبة 0.10%، ومؤشر التكنولوجيا بنسبة 0.29%.
وفي سوق العملات، استفاد الدولار الأميركي من نتائج الاتفاق التجاري، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.80% مقابل سلة من العملات العالمية، بينما تراجع اليورو بنسبة 1.02% ليصل إلى 1.1620 دولار.
أما في أسواق السندات، فقد انخفض العائد على السند الألماني لأجل عشر سنوات بمقدار 2.8 نقطة أساس إلى 2.688%، كما تراجع العائد على السند لأجل عامين بالنسبة ذاتها إلى 1.902%. وفي الولايات المتحدة، ارتفع العائد على سندات الخزانة لعشر سنوات إلى 4.4138%، بينما بلغ العائد على السندات قصيرة الأجل 3.9341%.
أما في سوق الطاقة، فقد ارتفعت أسعار النفط مدعومة بنتائج الاتفاق، بالإضافة إلى تصريحات للرئيس الأمريكي تشير إلى منح روسيا مهلة تمتد من 10 إلى 12 يوماً لإحراز تقدم في مباحثات وقف الحرب في أوكرانيا. ونتيجة لذلك، ارتفع سعر خام بحر الشمال بنسبة 2.02% ليصل إلى 69.82 دولارًا للبرميل، كما صعد سعر الخام الأمريكي الخفيف بنسبة 2.06% إلى 66.50 دولاراً.