الخميس 26 يونيو 2025 م
تراجع الدولار الأميركي، اليوم الخميس، إلى أدنى مستوى له منذ 3 سنوات أمام سلة من العملات الرئيسة، في وقت تواصل فيه أسواق الأسهم العالمية التحرك بحذر مع تصاعد المخاوف من حرب تجارية تطغى على المخاطر الجيوسياسية.
وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل مجموعة من العملات الكبرى، إلى 96.997 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ مارس 2022.
وفقد الدولار أكثر من 10% من قيمته منذ بداية العام، فيما وصفه المحلل ريكاردو إيفانجيليستا من شركة «أكتيف تريدز» بأنه «إشارة واضحة على تراجع قوة العملة الاحتياطية العالمية مقارنة بنظيراتها» بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
فيما سجل الجنيه الإسترليني أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021 مقابل الدولار عند 1.3765 دولار، فيما بلغ اليورو أعلى مستوى له، منذ سبتمبر 2021، عند 1.1744 دولار. وبحلول الساعة 13 بتوقيت غرينتش، تراجع الدولار بنسبة 0.36% إلى 1.1702 دولار لليورو.
جاء هذا التراجع بعد شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس، والتي أشار خلالها إلى أن البنك المركزي «بإمكانه التريث» قبل اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة في يوليو.
كما أكد باول أن تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب لا يزال من الصعب قياسه، محذراً من إمكانية ارتفاع الأسعار بشكل غير متوقع.
أضاف إيفانجيليستا: «هذا التعليق عزز توقعات الأسواق بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة لاحقاً هذا الصيف».
في الوقت نفسه، انتشرت تكهنات حول استياء الرئيس ترامب من أداء باول، وإمكانية استبداله بشخص يتبنَّى نهجاً أكثر توافقاً مع سياسة ترامب النقدية، وهو ما قد يضعف الدولار بشكل أكبر في حال تحققه، بسبب مخاوف الأسواق من تراجع مصداقية الاحتياطي الفيدرالي وتحوله إلى سياسة أكثر مرونة.
في أسواق الأسهم، أشار ستيفن إينيس من شركة «SPI AM» إلى أن «الصدمة الجيوسياسية في الشرق الأوسط أصبحت مسألة هامشية بالنسبة للأسواق».
بحلول الساعة 13 بتوقيت غرينتش، ارتفع مؤشر باريس بنسبة 0.21%، وفرانكفورت بنسبة 0.47%، ولندن بنسبة 0.35%، فيما تراجع مؤشر «SMI» في زيورخ بنسبة 0.08%. أما في وول ستريت، فقد أشارت العقود الآجلة للمؤشرات الرئيسة الثلاثة إلى بداية تداولات على ارتفاع طفيف.
ولا يزال وقف إطلاق النار الهش بين إيران وإسرائيل قائماً منذ يومين، بعد أن أعلن الرئيس ترامب عن استئناف قريب للمفاوضات مع طهران بشأن برنامجها النووي، والذي قال إن الضربات الأميركية قد أخّرته «عدة عقود».
أشار إينيس إلى أن «القلق بشأن الرسوم الجمركية والأداء الاقتصادي الأميركي – خاصة بعد تسجيل الناتج المحلي الإجمالي انكماشاً أكثر من المتوقع بنسبة 0.5% في الربع الأول – يعود تدريجياً إلى الواجهة»، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي، في 9 يوليو، لانتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية بنسبة 50% التي فرضتها الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي.
في سياق آخر، أعاد ترامب استخدام التهديد التجاري خلال قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، هذه المرة ضد إسبانيا، بعد أن أبدى رئيس وزرائها بيدرو سانشيز تحفظه على رفع الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي كما يطالب به ترامب.
أشار إينيس إلى أن «المبادرة التي أطلقها حلف الأطلسي لزيادة الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي بدأت تعيد الزخم لقطاع الصناعات الدفاعية، وتثير مجدداً اهتمام المستثمرين في أسهم هذا القطاع».
فيما قالت محللة الأسواق إيبرو أوزكاردسكايا لوكالة الانباء الفرنسية إن «الالتزام الظاهر بالهدنة بين إيران وإسرائيل ساهم في تهدئة الأجواء في المنطقة، وانعكس هذا الهدوء على أسواق النفط».
أضافت: «بعيداً عن الجغرافيا السياسية، لا تزال ديناميكيات العرض والطلب تدعم أسعار نفط أكثر اعتدالاً».
بحلول الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل خام برنت بنسبة 0.56% إلى 68.06 دولار، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.72% إلى 65.39 دولاراً.
