بارونز
بارونز

فجوة التقييم تدفع شركات النفط الأوروبية لإدراج أسهمها في أميركا

نادراً ما تفوقت أسهم شركات النفط والغاز الأوروبية على نظيراتها الأميركية في أداء الأسهم خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن يبدو أن شركات الطاقة الأوروبية ترى أن الوقت قد حان لإدراج الأسهم الأوروبية في البورصات الأميركية.

وصرح الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز الفرنسية، باتريك بوياني، خلال مكالمة الأرباح يوم الجمعة، أن الشركة تدرس نقل أسهمها الأساسية من باريس إلى نيويورك، وأشار إلى أن مجلس الإدارة يقوم باللازم لاتخاذ القرار بحلول سبتمبر.

ولكن توتال إنرجيز ليست وحدها التي تعتزم القيام بهذه الخطوة، إذ قال الرئيس لتنفيذي لشركة شل البريطانية وائل صوان، إن شركته التي يوجد مقرها في لندن قد تفكر أيضاً في الانتقال.

وقامت الشركات الأوروبية بجميع أنواعها، بإضافة قوائم في الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة للوصول إلى المزيد من المساهمين والوصول إلى أسواق رأس المال الجديدة، ولدى شركات النفط الأوروبية دوافع خاصة بالصناعة للنظر في هذا الأمر، إذ إنهم يتعرضون لضغوط من الجهات التنظيمية والمستثمرين في قارتهم الأصلية، وتعد الولايات المتحدة أكثر ضيافة لهم.

واستمر المستثمرون الأميركيون في شراء أسهم شركات النفط والغاز، حتى مع تجنب معظم مديري الصناديق الأوروبية لهذه الشركات.

تراجع الاستثمارات

وقد تراجع المستثمرون الأوروبيون، بما في ذلك صناديق الثروة السيادية، عن الاستثمار في الوقود الأحفوري بسبب المخاوف المناخية. وفرضت الحكومات الأوروبية أيضًا ضرائب غير متوقعة على أرباح شركات النفط، والتي يقول مؤيدو الصناعة إنها عقابية.

ويقول محللون ومسؤولون تنفيذيون أوروبيون، إن تضاؤل قاعدة المساهمين في أسهم النفط الأوروبية، أدى إلى مشكلة في التقييم.

وقال رئيس شركة توتال إنرجيز بوياني، إن شركته تكسب أرباحاً مماثلة لشركة شيفرون الأميركية ولكن قيمتها أقل بكثير.  

وفي عام 2023، أعلنت الشركتان عن تسجيل صافي أرباح بقيمة 21 مليار دولار، ولكن القيمة السوقية لشركة شيفرون تبلغ 300 مليار دولار، في حين تبلغ القيمة السوقية لشركة توتال إنرجيز 180 مليار دولار.

ويجري تداول أسهم شيفرون بمعدل 13 ضعف أرباحها المتوقعة لعام 2024 للسهم الواحد، في حين يتم تداول توتال إنرجيز بثمانية أضعاف.

ويرى بوياني أن الشركة قد تحتاج إلى اتباع قاعدة المساهمين، والتي تتزايد في الولايات المتحدة.

وقال في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الفرنسي يوم الاثنين إن الشركة فقدت 7% من المساهمين الفرنسيين على مدى السنوات الأربع الماضية، مبرراً ذلك التراجع بالضغوط واللوائح التي يجري ممارستها على الشركات.

وأشار في تصريحاته إلى أنه بعكس المساهمين الفرنسيين والأوروبيين فإن المساهمين الأميركيين يرفعون من اقتنائهم للأسهم، وقد ارتفعت نسبة المساهمين المؤسسين الأميركيين من 37% إلى 47%.

 وعلى الرغم من أن المستثمرين الأميركيين يمكنهم شراء إيصالات الإيداع الأميركية لشركة توتال إنرجيز، ولكن بوياني يرى أن الإدراج في الأسواق الأميركية سيعزز من إقبال المساهمين الأميركيين.

وأيد بعض المحللين فكرة اكتساب شركات النفط الأوروبية المزيد من التعرض للمستثمرين الأميركين، وكتب المحلل في سيتي بنك، أليستر سيم مؤخراً، أنه يرى أن صناعة الطاقة الأوروبية لديها عدد قليل من المؤيدين في القارة وأن تغيير الموقع قد يكون مفيداً.

تضاؤل قاعدة المساهمين في أسهم النفط الأوروبية، أدى إلى مشكلة في التقييم.
محللون
تفوق أميركي

وقامت شركات النفط الأميركية مثل إكسون موبيل وشيفرون بتوسيع تفوقها على الشركات الأوروبية من خلال استخدام أسهمها ذات القيمة الأعلى لشراء شركات نفط أخرى.

وقد تتمكن شركة توتال إنرجيز من التمتع بكلتا الميزتين: إدراج الأسهم الأمريكية والارتباط مع الحكومة الفرنسية، ولن يتطلب نقل قائمة الأسهم نقل المقر الرئيس لشركة توتال إنرجيز.

 وأكد بوياني للحكومة الفرنسية أن مقر شركة توتال إنرجيز سيظل في باريس، وسوف تحتفظ بإدراج أسهم ثانوية هناك حتى لو قررت الشركة نقل إدراجها الأساسي.

وارتبطت شركة توتال إنرجيز ارتباطًا وثيقًا بفرنسا منذ تأسيسها في عام 1924، وفي ذلك الوقت، كان وجودها مهمًا لأمن الطاقة الفرنسي، ولسنوات عديدة، امتلكت الحكومة جزءًا كبيرًا من الأسهم.

وعلى الرغم من أن الحكومة باعت الغالبية العظمى من أسهمها منذ أكثر من 30 عامًا، إلا أن نقل إدراج الأسهم قد يؤدي إلى ردة فعل سياسية عكسية لشركة توتال إنرجيز. وأثارت شركة شل غضب بعض السياسيين الهولنديين عندما قالت في عام 2021 إنها ستنقل مقرها الرئيس إلى لندن وستحذف عبارة "Royal Dutch" من اسمها.

ويبدو أن شركة شل تدرس أيضًا فكرة نقل قائمة أسهمها الأساسية خارج أوروبا. وقال وائل صوان، الرئيس التنفيذي، لبلومبرغ إن الشركة ستفكر في ترحيل الإدراج إلى نيويورك إذا لم تتمكن من سد فجوة التقييم مع نظيراتها الأميركية بحلول منتصف العام المقبل. وردا على سؤال عما إذا كانت الشركة تخطط لنقل الإدراج، كتب متحدث باسم شل: "نحن في سباق سريع ويظل التركيز على تقديم قيمة أكبر مع انبعاثات أقل، وليس نقل مقر الشركة".

وقد تميل شركة بريتيش بتروليوم، التي يجري تداول أسهمها بما يعادل ثمانية أضعاف الأرباح المتوقعة لهذا العام، إلى نقل إدراجها في لندن.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com