شهدت الأسواق المالية العالمية تحسناً واسعاً اليوم الثلاثاء، متجاوزة تأثيرات الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومع تلاشي الأثر النفسي لهذا الاتفاق، عاد التركيز إلى البيانات الاقتصادية المحورية ونتائج الشركات الكبرى، التي يُتوقع أن تُحدد بوصلة الأسواق في الفترة المقبلة.
في لقاء عُقد في اسكتلندا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن اتفاق تجاري يُنهي أشهراً من المفاوضات. وبموجب الاتفاق، ستُفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وهي نسبة أدنى من 30% التي كانت واشنطن تُلوّح بها، لكنها أعلى بكثير من المعدل السابق البالغ 4.8%.
الاتحاد الأوروبي وصف الاتفاق بأنه أفضل الممكن في ظل بيئة تفاوضية صعبة"، في وقت أثار فيه الاتفاق موجة انتقادات داخلية في أوروبا خشية آثاره على النمو والتضخم.
بالتوازي، عقدت وفود من الصين والولايات المتحدة جولة جديدة من المفاوضات التجارية في العاصمة السويدية ستوكهولم. المحادثات، التي استُؤنفت الثلاثاء، تأتي في محاولة لتمديد الهدنة الجمركية التي أُقرت في مايو بجنيف. الأسواق تتابع هذه التطورات عن كثب، لما لها من أثر مباشر على معنويات المستثمرين وتوجهات التجارة العالمية.
مع تراجع الزخم حول الاتفاقات التجارية، أعاد المستثمرون توجيه اهتمامهم إلى مؤشرات الاقتصاد الكلي، مثل التضخم وسوق العمل والناتج المحلي الإجمالي. ومن المنتظر أن يُعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قراره بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء، وسط ترجيحات بالإبقاء عليها دون تغيير، يلي ذلك مؤتمر صحافي لرئيسه جيروم باول.
كما تترقب الأسواق نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي قد تُعيد توجيه بورصة وول ستريت:
الأربعاء: نتائج Meta وMicrosoft
الخميس: نتائج Amazon وApple
وتتزامن هذه التطورات مع صدور بيانات مهمة، أبرزها:
تقديرات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الثاني (الأربعاء)
مؤشر التضخم المفضل للفيدرالي (PCE) يوم الخميس
تقرير البطالة لشهر يوليو (الجمعة).
سجل سهم شركة Novo Nordisk الدنماركية انخفاضاً حاداً بنسبة تجاوزت 23% في بورصة كوبنهاغن، بعد أن خفضت الشركة توقعاتها للمبيعات وهامش الأرباح لعام 2025، نتيجة أداء أضعف من المتوقع في السوق الأميركي.
في المقابل، شهد الدولار الأميركي ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.48% مقابل اليورو، وصولاً إلى 1.1533 دولار، بينما استقرت أسعار النفط بعد تصريحات للرئيس ترامب، حدد فيها مهلة من 10 إلى 12 يوماً أمام روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ملوّحاً بفرض "عقوبات ثانوية" تطال مشتري الطاقة الروسية.
تتجه الأسواق حالياً إلى مرحلة ترقب حذرة، مدفوعة ببيانات اقتصادية حساسة ونتائج شركات قد تُعيد تشكيل الاتجاه العام للأسواق خلال النصف الثاني من 2025، فيما تتراجع أهمية الضوضاء السياسية لصالح المؤشرات الواقعية للأداء الاقتصادي.