هبوط جماعي للمؤشرات الأميركية منذ تنصيب ترامب
الرئيس الأميركي يتهم استطلاعات الرأي بالتحيز ضده
بينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقف متباهياً محتفلاً بـ100 يوم أولى من رئاسته في ولاية ميشيغان أمس الثلاثاء، ليعدد إنجازاته الاقتصادية والسياسية، كانت الأسهم الأميركية في «وول ستريت» تعيش أسوأ كوابيسها في نصف قرن.
ومع نهاية تداولات ليلة أمس، سجلت سوق الأسهم الأميركية أسوأ 100 يوم لها في أي فترة رئاسية منذ تولي الرئيس جيرالد فورد منصبه عام 1974.
شهدت إحدى ضواحي ديترويت، معقل عمالقة صناعة السيارات الأميركية، فعالية ميشيغان، التي أقيمت على خلفية أجندة ترامب التجارية، بمناسبة مرور مئة يوم على توليه منصبه.
شهدت سوق الأسهم ارتفاعاً في البداية بعد إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب في نوفمبر، وسط توقعات بازدهار قطاع الأعمال، لكن بعد مرور 100 يوم على ولاية ترامب الثانية، اهتزت «وول ستريت» جراء عدم اليقين والتقلبات بسبب الرسوم الجمركية.
كتب نائب كبير خبراء الاقتصاد في الأسواق لدى «كابيتال إيكونوميكس» جوناس جولترمان، في مذكرة يوم الاثنين: «نظراً لعدم اليقين المستمر بشأن السياسة التجارية الأميركية والتوقعات الاقتصادية، نشك بأن الأمور ستصبح أكثر صعوبة».
شهدت سوق الأسهم انتعاشاً في الأيام الأخيرة، حيث سجل مؤشرا «ستاندرد آند بورز 500» و«داو جونز» سلسلة مكاسب استمرت ستة أيام.
أغلق مؤشر «داو جونز» يوم الثلاثاء مرتفعاً بمقدار 300 نقطة تعادل 0.75%، وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقاً 0.58%، بينما ارتفع مؤشر «ناسداك المركب»، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 0.55%.
وسّعت الأسواق مكاسبها بعد ظهر أمس، عندما قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، إنه توصل إلى اتفاق تجاري، رغم أنه رفض تسمية الدولة، مع الإشارة إلى اقتراب توقيع اتفاقات تجارة مع 17 دولة.
لا يزال مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منخفضاً 7.27% منذ تنصيب ترامب في الـ20 من يناير، وخسر المؤشر نحو 3.66 تريليون دولار من قيمته السوقية منذ تنصيب ترامب، وفق «ستاندرد آند بورز غلوبال».
كان أداء مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» حتى الآن خلال فترة ولاية ترامب الثانية هو ثالث أسوأ أداء خلال أول 100 يوم من أي فترة رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة، بعد الرئيس ريتشارد نيكسون، والرئيس جيرالد فورد.
انخفض مؤشر ناسداك، الذي دخل في سوق هبوطية يوم الـ4 من أبريل، بنسبة 11% منذ تنصيب ترامب، وانخفض مؤشر «داو جونز« 6.8% خلال الفترة ذاتها.
أظهر أحدث استطلاع عالمي لمديري صناديق الاستثمار أجراه بنك «أوف أميركا» أن أكبر عدد من المستثمرين العالميين على الإطلاق يعتزمون تقليص حيازاتهم من الأسهم الأميركية.
◄ كانت سوق الأسهم في حالة من التقلب الشديد هذا العام، حيث كانت تتأرجح بسبب تقلبات قرارات ترامب المتباينة بشأن سياسة التعريفات الجمركية.
◄ سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أعلى مستوى له على الإطلاق في فبراير، قبل أن يتراجع في مارس مع بدء ترامب في طرح خطته للرسوم الجمركية.
◄ تراجع المؤشر بشدة في أوائل أبريل بعد أن كشف ترامب عن ما يُسمى برسوم يوم التحرير، ليصل إلى أدنى مستوى له هذا العام في الـ8 من أبريل، عندما كان على وشك الدخول في سوق هابطة.
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومه على رئيس مجلس الاحتياطي "الفيدرالي" جيروم باول، مدافعاً عن سياسته المثيرة للجدل بشأن الرسوم الجمركية.
قال ترامب: «انخفض التضخم بشكل أساس، وانخفضت أسعار الفائدة، رغم أن مسؤولاً في الاحتياطي "الفيدرالي" لا يؤدي عمله على أكمل وجه، ليس من المفترض أن تنتقدوا الاحتياطي الفيدرالي، من المفترض أن تتركوه يفعل ما يحلو له، لكنني أعرف أكثر منه بكثير عن أسعار الفائدة».
فيما يتعلق بالسياسة التجارية، وصف ترامب الرسوم الجمركية بأنها أداة استراتيجية تتيح للشركات فرصة لإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة.
حذّر ترامب قائلاً: «منحناهم بعض الوقت قبل أن نقضي عليهم»، واصفاً الرسوم الجمركية بأنها «قليل من المرونة تهدف إلى تشجيع الإنتاج المحلي».
وقال إن رسومه الجمركية لم تُفعّل بعد، وأعرب عن ثقته بقدرته على إبرام صفقات تجارية حتى مع دول مثل الصين، التي أبدت مقاومة حتى الآن.
عن تراجع شعبيته بحسب أرقام استطلاعات الرأي، وصف ترامب الاستطلاعات الأخيرة بأنها متحيزة، ولا سيما تلك التي تشكك في ثقة الجمهور بنهجه الاقتصادي.
واعتبر التعريفات الجمركية أساساً ضرورياً لمشروع قانون إصلاح الضرائب المقبل، الذي يقترح إلغاء الضرائب على الإكراميات والعمل الإضافي ودخل الضمان الاجتماعي.
يُشير استطلاع رأي أجرته «إيه بي سي نيوز» و«واشنطن بوست» و«إبيسوس» إلى أن نسبة تأييده بلغت 39%، بينما يُظهر استطلاع رأي «سي إن إن» نسبة تأييد بلغت 41%، وهي أرقام مدفوعة بالقلق الاقتصادي ومخاوف الركود.